كتب - محمد فتحى وأحمد سامى وتامر فرحات غداة وفاة معاذ محمد حسب الله ودفنه في مقابر القرية وبعد قيام الأهالي بالاعتداء على بيوت الأقباط ومحاولتهم حرق كنيسة "مارى جرجس" وترحيل جميع الأقباط الموجودين بالقرية، تجولت "الوادى" داخل قرية "دهشور" مركز البدرشين محافظة الجيزة لرصد الأجواء التى تعيشها القرية؛ والتعرف على القصة الحقيقية للأحداث. يقول عمر فرحات أحد أهالي القرية أن القصة بدأت يوم الثلاثاء 24 يوليو الساعة الرابعة عصراً بعد حرق قميص عماد رمضان سيد ضاهر مسلم من قبل المكوجى سامح يوسف مسيحي، فحدثت مشادة كلامية بين الطرفين ولكن لم ترقِ إلى مستوى الفتنة الطائفية ولكن كل ما في الأمر أنه حدثت مشادات بسيطة بين العائلتين وبعدها تدخل العقلاء من أهل القرية لفض المشادة الكلامية وتهدئه الطرفين. وأضاف عمر قائلاً: سامح يوسف كان ولدا معروفا بسوء الأخلاق وحسب روايات بعض سكان القرية لم تكن هذه الحادثة الأولى التي يعتدى فيها على أهل القرية، فقد قام قبل ذلك بوضع المكواة وهى ساخنة على وجه أحد الزبائن. وفي ليلة الحادثة عقدت جلسة الصلح بينهم والتي تمت على الواقف، قال أبو سامح المكوجى لأهل القريه "مش هتعرفوا تعملوا حاجه معانا، أنا أد البلد كلها" معترضاً على نصيحة أهل القرية لأسرة سامح بتهدئة الأمور بقول الأهالى له "أنت مش أد عائلات القرية من المسلمين". وتابع قائلا: في ليلة المشادة بين "سامح و عماد" قام أصدقاء الأخير من المسلمين وبعض من أهله بالتوجه لبيت سامح المكوجى للإعتداء عليه ولكن سامح كان مستعد فى بيته بزجاجات الملوتوف والأسلحه وعندما وصلوا لبيته صعد لأعلى المنزل "السطح" وألقى عليهم بزجاجات الملوتوف ولكن العقلاء قاموا بتهدئه الموقف وقتها وإنتهى الموقف وسط حاله من الهدوء النسبى من أهالى القريه. وبخصوص "معاذ" قال "فرحات" وفى اليوم الثانى الساعه الرابعه عصراً تجددت الاشتباكات بين الطرفين مرة أخرى أمام منزل المكوجى، وصادف ذلك خروج الشاب "معاذ محمد حسب الله" وتدخل بين العائلتين أو الطرفين لتهدئة الموقف أمام محل المكوجي، فقام الأخير بالصعود لسطح المنزل وألقى زجاجه ملوتوف على الموجودين فنزلت الزجاجة فوق رأس معاذ وأحرقته بالكامل، وإشتدت الأحداث وتفاقمت وقام أهل معاذ بالتجمهر أمام منزل سامح وحاولوا القبض على سامح ولكن جيرانه بمنزل عائله همام قاموا بتهريبه وأسرته ولكن الأهالى استطاعوا القبض على أبو سامح وأخيه الآخر وضربوهم وبعدها سلموهم للجمعيه الشرعيه بالقريه لمعالجتهم، وتم نقل معاذ إلى المستشفى عصر الخميس إلى مستشفى حلميه الزيتون العسكرى لتلقى العلاج. وأوضح أن الأمور هدأت بعدها وسارت بشكل طبيعى وكل من مسلمى ومسيحى القرية ذهبوا لعملهم مره أخرى مع ترقب شديد لما ستسفر عنه الاحداث. أشار فرحات إلى أن عقلاء القرية وعمدتها لم يتدخلوا من وقتها لاحتواء الأزمة، وقال مسترسلا "في ليلة الإثنين ومع تردد أنباء بحالة معاذ الخطيرة وأنه على وشك الوفاة قام المسئولون بقطع الكهرباء عن القرية لتهريب المسيحيين –على حد تعبيره- من القرية تجنباً لحدوث اشتباكات. وفى صباح الثلاثاء ومع تيقن خبر وفاة معاذ جائت قوة من الأمن المركزي في أربع عربات لتأمين القرية، وعلق "بعد وصول جثة معاذ للقرية لدفنه تحولت الأحداث من مجرد مشكله بين عائلتين فقط إلى فتنة طائفية، فقد تحمس الشباب الصغير وبعض قليلى العلم والبسطاء من القرية ونادوا بين المتواجدين الذين حضروا من جميع القرى المحيطة بدهشور لدفن معاذ بالذهاب إلى بيوت المسيحيين في القريه للاعتداء عليهم، وذهبوا إلى المحلات والبيوت الخاصه بالمسيحيين وأتلفوها وأخذوا ما بها من محتويات كما قاموا بالإعتداء على مستودع للمياه الغازية مملوك لأخد أقباط القريه واستولوا على ما به من محتويات وأتلفوه وكذلك ذهبوا إلى كنيسة مارى جرجس لإشعال النيران بها ولكن قوات الأمن المتواجدة بها تصدت لهم وحاولت تفرقتهم باستخدام الغازات المسيلة للدموع. ومن معاينة "الوادي" للكنيسة وجدنا أن الباب الخارجى للكنيسه مكسور تماماً ومُلقى على الأرض وكذلك تلفزيون تالف تماماً والباب الداخلى للكنيسة من الحديد مغلق وعليه آثار للبنزين وقطع من زجاج كان مُعد لإشعال النيران في الكنيسه والتى أكد المتواجدون أن مجموعه من الأهالى جاءوا من الشارع الخلفى للكنيسه على حين غفله من قوات الأمن محاولين إشعال النيران فيها ولكن الأهالى المجاورين للكنيسه حالوا بينهم وبين الكنيسة حتى لا تمتد النيران للبيوت المجاورة. وأضاف أيضاً أهل معاذ الآن يرفضون تلقى العزاء فى فقيدهم لحين الثأر ممن قتله، واستتبع بأن قوات الأمن مكثفة في المكان ولم يحدث أي اشتباكات صباح اليوم، فالهدوء والحذر يخيم على الأجواء داخل القرية وفي سياق متصل يقول الحاج إبراهيم المنسي عمده قريه دهشور، القصه بدأت بشجار بين طرفين في العائلتين ولم تكن فتنة طائفية وهناك من استغل الموقف مع وجود بعض البلطجيه لإشعال نير الأحداث، وأن مقتل معاذ جاء عن طريق الخطأ ولم يكن متعمد خصوصاً وأن معاذ شخصية محترمة فى القريه هو وأهله ولم يسمع أحد عنهم أى سلوك سوى أنه مشهود له بالكفاءة. وأبدى العمدة سخطه من القس تكلا أحد رعاة كنيسة "مارى جرجس" بالقرية وأشار أنه لا يحسن إداره الأزمه فهو غير كفء لتولى منصب مسئول فى الكنيسه. وإستهجن العمده من القس تكلا مبدئياً أنه كان قبل الثوره محمياً وستقوى بجهاز أمن الدوله المنحل فى التعامل مع المسلمين، وعلق العمده أن الأنبا تكلا الآن لا يمكن أن يكون محمياً من الداخليه كما كان قبل الثورة نافياً وجود أى تدخل من قيادات الكنيسه لإحتواء الأزمه. كما ناشد العمدة أهالى القرية بالهدوء والتعقل فى التعامل مع الأمور حتى لا يكون هناك ضحايا أبرياء من الطرفين بدون ذنب. وأشاد العمدة بدور الشرطة وتأمينهم للقريه منبهاً على أن قيادات الداخلية جاءوا للقريه لتأمين المسلمين والأقباط لمنع وقوع ضحايا، وأوضح العمده أن هناك فرق بين أقباط القرية القدامى والجدد حيث أن الجدد الذين جاءوا إلى القريه بعد بناء الكنيسة هم سبب المشاكل ومشهورين بسوء المعاملة وسوء الخلق. وفي السياق ذاته ذكر ملازم ثانِ من قوات الشرطة المكلفة بتأمين القرية ومنشآتها أن تشكيلات مكونة من 12 عربة أمن مركزى لنقل الجنود بسعه 360 جندي أمن مركزى وضباط شرطة وحدات خاصة متواجدة في القريه لتأمينها ومنع وقوع أى إعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة. وأكد أنهم لديهم تعليمات بالتعامل مع أى أحداث من الأهالى لمنع تطور الأحداث. من جانبه قال الشيخ رضا عبد الكريم شيخ بقريه دهشور أن هناك بعض البلطجية اندسوا وسط الأهالي وحاولوا إشعال الأحداث وتحرض الأهالي على حرق بيوت الأقباط والكنيسة. وأوضح أن هناك محاولات الآن من عمدة القرية وكبار العقلاء لإحتواء الأزمه وتهدئه الأحداث. ومن ناحية أخرى قال محمد عبد الجليل أحد شهود العيان على تصاعد الأحداث بالقريه أن العلاقات بين المسلمين والأقباط كانت جيده تماماً وأن سامح سامي يوسف هو المتسبب فى تدهور العلاقه بينهم، وأشار إلى أن قريه دهشور هى القريه الوحيده التى يوجد بها مسيحيين ومن أشهرها والمشهود لهم بحسن المعامله عائله غانى غفير وعائلته، عدل عزيز وعائلته، عريان الخياط وغيرهم من الشهود لهم بحسن السمعه وطيب المعامله مع المسلمين. وأبدى سعادته من قيام أهالى القرية من المسلمين بمساعدة أحد أقباط القرية بعد رحيله حيث قاموا بالاعتناء بأرضه ومواشيه وبيته مؤكداً أن هذا شئ متوقع خصوصاً وأن هذا الرجل لم يصدر منه أى موقف مشين ضد أهالى القريه من المسلمين. وتابع "خليل" سامح من الأقباط الجدد الذين جاءوا إلى القريه حديثاً بعد بناء كنيسه ماري جرجس وأنه المتسبب فى حدوث الوقيعه بين المسلمين والأقباط من أهل القريه موضحاً أن هذه الحادثه لم تكن الأولى لسامح فقد إعتدى قبل ذلك على أحد أهالى القريه. جدير بالذكر أن هناك تأمين شديد من قبل قوات الأمن المركزي على مداخل كنيسة مارى جرجس منذ ليله أمس بعد محاوله الأهالى الإعتداء عليها وكذلك تأمين لدوار عمدة القريه وبيت معاذ حسب الله. وكذلك ترددت الشائعات حول قيام القس تكلا أحد رعاه الكنيسه بعرض مبلغ يتراوح من 2-4 مليون جنيه لأسرة معاذ لمنعهم من قتل سامح، كما تردد أيضاً أن والده سامح هي من ألقت زجاجة المولوتوف على معاذ وليس إبنها كما روى أحد جيرانها. وجدير بالذكر أن هناك وفدا كنسيا ذهب اليوم الي رئاسة الجمهورية لمقابلة الرئيس مرسي للتدخل لحل المشكلة.