كتب - فاطمة الجيلاني وأحمد عادل البائعون الجائلون ببساطة مواطنون لا يملكون في حياتهم الا الفقر الذي جعلهم يفكرون بأن يخرج كلا منهم إلى الشارع ليبيع أي شئ بدلاً من أن يبيع أثاث منزله، وهذا العمل يتطلب شراء أي بضاعة ويضعها على رصيف حارة أو شارع أو ميدان وهذا ما ساعد على انتشار الباعة الجائلين في شوارع وميادين مصر وخصوصاً فى ظل حالة الانفلات الامني. يعتبر أحمد عبد العظيم 55عام "موظفا "البائع رجل عشوائى لا يريد أن يقول له احد أنه مخالفاً عن غيره، هذا ما يجعله دائما يدافع عن نفسة بطريقة تشبه البلطجية ولكنه ليس بلطجي، فهو رجل يسعى على رزقه، ويرى أن الحل الوحيد لهذه المشكلة ان يتم بناء أسواق مناسبة للجميع ويكون هناك أيام معينة لهم كراحة حتى يقل الازدحام فى مصر . ويرى درويش محمد 61 عاما "على المعاش" إن كل البائعين مضطرين إلى الوقوف في الشارع لأنهم يريدون "أكل العيش" لأنهم جميعاً لايجدون وظيفة مناسبة لهم لذلك يختصرون ويأخذون الطريق الاسهل ويصبحوا بسهولة بائعين جائلين وخصوصاً ان هناك الكثير من الشركات إستغنت عن الكثير من الشباب فكان حلهم الوحيد هو الاستسلام وينضموا إلى قافلة البطالة أو أن يلجأوا إلى التجارة. قال محمد طارق 41 عاما "صاحب محل تجاري" إن وجود الباعة الجائلين لا يتسبب له في أي مشكلة ، مشيراً إلى أن بعضهم ينتمي لفئة البلطجية وذلك نظراً لأن الشارع من المعروف عنه أنه يحتوى على السيء وغير السيء، ولكن بعيداً عن هذا فهو يؤكد أنهم جميعا يتجمعون لأكل العيش. وأكد عنتر رزق 49عاما "صنايعى" أن عملهم كباعة جائلين أفضل بكثير لهم من أن يسرقوا او يلجأوا للشحاذة ، وأن سبب زيادة الباعة الجائلين هو أن هناك الكثير من البلطجية بعد ثورة يناير ولهذا نرى أن بعضا من البائعين يتشاكلون مع زبائنهم وخاصة ان كانوا"على قد الحال". ومن جانب اخر قال سيد محمد 38عاما "موظف"ان البائعين هم سبب فى ازمة حقيقية، والكثير من المشاكل فى الشارع مثل الازدحام والمظهر العام السئ للكثير من الشوارع، ولكن ليس كل البائعون فقراء ويحتاجون للبيع فى الشارع ولكن هناك من منهم مقتدر ويدخل له يوميا دخل كبير لذلك لا يريد ان يترك الشارع ابداً. وقد رد البائعون ودافعوا عن أنفسهم عن ما قاله عنهم بعض المواطنون في الشارع المصري مثل ان أكثرهم بلطجية وأنهم يقصدون تشويه منظر البلاد عمداً وان لهم أسلوبا سيئاً جداً في التعامل مع الزبائن. وأكد جمال عبد الحميد 32 عاما الذى آتى من بلده أسيوط منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً حتى يكون بائع على الرصيف بعد أن حصل على شهادته وهى دبلوم التجارة أن البائعون ليسوا بلطجية بل إنهم مجني عليهم فهم شباب لم يجدوا وظيفة حتى الان وأنقذتهم مهنة البائع على الرصيف من الففر والتشرد والانحراف والجوع وكان من وجهة نظره أنه لا يعيق الطريق ابداً أو مرور المواطنين. وقال الحاج أحمد محمد 68 عاما بائع فاكهة والذى عاش بائعاً فى نفس المكان الذى وجدناه يبيع فيه خمسون عاما ربى اولاده منه وأنفق على اسرته وحتى احفاده، انه ليس كل البائعين سيئين ولكنهم "ناس غلابة بيجروا على اكل عيشهم" ولا يوجد احداً يتعدى على أحد وانه من اصبح بائع لانه لا يملك أي شهادة ولكن من سوء الاحوال جعل الشباب في الوقت الحالي تلجأ إلى تلك الوسيلة لكسب العيش . ودافع هشام حسن 29 عاماً بائع على أحد الارصفة في الميادين المصرية عن البائعين فهو جزء منهم في أنهم ليسوا بلطجية بل الكثير منهم متعلمون فهو حاصل على بكالوريوس ومنذ ان تخرج وقف كبائع للميدان لأنه لا يريد ان ينتظر الوظيفة التي يعلم جيدا إنها لن تأتى مهما انتظرها، وأضاف أن كان البائعون يشوهون المنظر العام اذا يجب ان يتم توفير أكشاك في نفس المنطقة التي يبيعون فيها وليس بعيداً عنها بعد أن صنع كلا منهم زبوناً خاصاً به. ويوصف لنا عاطف قاسم سيد44 عاما "بائع شنط " كيف يسعى لارضاء الزبون "احنا بنكلم الناس حلو أوي وبنقعد نقول لده وده تعالى ياباشا " وهو غير معترض أن يكون له كشك فى احد الاسواق ولكن يكون سوق فى منطقة بها الكثير من السكان ومنطقة تجاري جدا حتى يرضى هو وغيره ان يذهب إلى مكان الاكشاك التي تنوي أن توفرها لهم الدولة وخاصة ان هذا السوق سيرحمه من البلدية من أن تأخذ بضائعه التي لا تتعدى الخمسمائة جنيه التي يصرف من خلال بيعها على ثلاثة اطفال يتعلمون فى المدارس وزوجته، غير الايجار وفاتورة الكهرباء وغلاء المعيشة. ويشعر حسن ابراهيم 36 عاما "بائع ملابس" بالخوف من المناطق التى يسمع أنهم ينون أن ينقلوهم إليها نظراً لكونها مناطق منخفضة الكثافة السكانية ، كما انه سيجد صعوبة في أن يشترى مثل هذه الاكشاك كما قال "طب لو الكشك بخمس الاف جنيه هجيب انا منين وانا مش لاقى اكل اصلا".