تطالعنا وسائل الاعلام بين وقت وآخر بأخبار عن اكتئاب حيوان برى فى إحدى حدائق الحيوان الحكومية والبالغ عددها 8 فى أنحاء الجمهورية ، واخرى عن محاولات انتحار بعض الحيوانات فى إحدى حقائق الحيوان الخاصة البالغ عددها 4 فى ظاهرة تكررت كثيراً خلال العشر سنوات الاخيرة ، ففى 20 ديسمبر 2013 شنقت الزرافة "راكا" ذات السنوات الثلاث نفسها في محبسها ، تشابكت عليها الحبال في مرقدها، وماتت، وقال بعض المسؤلين فى جمعيات حقوق الحيوان إن الزرافات والثدييات الكبيرة في حديقة الجيزة يبدو عليها سلوك انتحاري بسبب الشعارات والضجة في ميدان النهضة حيث كان يتظاهر أنصار جماعة الإخوان المسلمين، وفى بداية العام الجارى قررت حديقة الحيوان بالزقازيق، نقل القرد "وحيد" إلى جبلاية حديقة الجيزة، لتوفير مناخ صحى له، بعد تماثله للشفاء من حالة الاكئتاب التى تعرض لها عقب محاولته الانتحار ب"عض نفسه" بطريقة وحشية، نتيجة امنتاع زوجته "سمر" عنه منذ فترة لولادتها وحملها، حرصًا على حياتها، بحثنا وراء ظاهرة تعرض بعض الحيوانات للاكتئاب ومحاولات إنتحارها بحسب بعض وسائل الإعلام . في مايو 2015 ، مات ثلاثة دببة في ليلة واحدة وفي ظل ظروف غامضة. وصف مسؤولو الحديقة الحادث ب"عصيان الدببة"، و في عامي 2007 و2008 ذبح حراس الحديقة الجمال وأكلوها، حسب بعض وسائل الإعلام ، وفريق طبى يتابع حالة الشمبانزي "كوكو" شكلته الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، لإصابته بحالة نفسية سيئة، والامتناع عن الأكل بعد وفاة زوجته "موزة"، بالإضافة إلى أصدقائها إنجى والبرنس، الصغار بوبو ولوزة وميشو، لإصابتها بالاكتئاب والحزن الشديد بعد وفاة صديقتها "موزة" والامتناع عن الأكل، فى الوقت نفسه وجهت انتقادات شديدة لإدارات تشرف على حديقة حيوانات الجيزة بسبب عدم الأخذ بتوصيات من الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان، كالاهتمام بها بالشكل المطلوب وتفشي أمراض أتت على حيوانات نادرة، والمعاملة السيئة التي تلقاها بعض الحيوانات في الحديقة كربط الأفيال بالسلاسل المعدنية . التقط المصور الألماني إلياس هاسوس صورًا للحيوانات داخل أقفاصهم في حديقة الحيوانات، والتي تظهر مدى تعاستهم ومللهم من تلك الحياة، وحاجتهم للتغيير، ويذكر ان، أشار بحث نشر حديثاً فى بريطانيا أن عدد الطيور والحيوانات التى تصاب بالإكتئاب نحو 63200 كلب وقطة . قالت منى خليل، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان ل" الوادى"، إن حدائق الحيوان فى مصر تعانى من الإهمال ، وهو ماتسبب فى التفاف سير الاكل بشكل خاطئ على رقبة الزرافة" راكا" وأدى إلى وفاتها وليس انتحارها كما ذكرت بعض وسائل الإعلام فى تلك الفترة. وعن أسباب أكتئاب الحيوانات البرية ومحاولات انتحار بعضها، قالت إن عدم خضوع جميع الحيوانات البرية فى حدائق الحيوان الموجودة فى مصر ل" البصمة الرقمية" المذكورة فى إتفاقية "سايتس" الدولية المختصة بالحيوانات البرية المهددة بالإنقراض ، بهدف الرجوع إلى سلالاتها وعائلاتها فى اى وقت لمتابعة حالاتها النفسية والصحية ، يؤدى إلى سهولة تسريب بعض الحيوانات بل وسرقتها وبيعها بشكل معلن ، فمثلاً حديقة تجد فى بعض الفيلات حيوان "الشامبنزى"، وهو أحد الحيوانات المذكورة فى إتفاقية "سايتس" والمحظور بيعه للأشخاص العادية ، أو شرائه من الخارج والاتجار به ، متسائلة من أين جاء أصحابها بالشامبنزى؟، وبالتالى عدم تفعيل الاتفاقية فى حدائق الحيوان يعطى ذريعة لأى تصرف غير مسؤل مع هذه الحيوانات. وتابعت، يتطلب التعامل مع الحيوانات البرية من قبل متدربين، وتوفير المجتماعات البرية المناسبة لطبيعتها ، ولكن تجد على سبيل المثال أن الدب القطبى فى حديقة الحيوان لا يتوفر له الثلج من حوله كبيئته الحقيقية وهو ما يؤثر بشكل حقيقى على الدببة ، وهكذا بقيت الحيوانات المحبوسة فى اقفاص حديدية ضيقة. يقول الدكتور نبيل صدقى ، رئيس الإدارة المركزية الأسبق لحدائق الحيوان بوزارة الزراعة، فى تصريحات ل" الوادى"، إن ظاهرة اكتئاب الحيوانات خصوصا الشامبنزى والغوريلا والقرود وهى الحيوانات المسماة ب" القردة العليا" ترتبط بتاثها بالظروف المحيطة بها ومجريات الحياة ، لأن على سبيل المثال 98% من جينات الشامبنزى تتشابه مع ينات الإنسان ، وبعض الدراسات قالت إن مستوى ذكائه يعادل ذكاء طفل عمره 4 أو 5 سنوات، وبالتالى عندما يموت زوجها أو ابنائها او اصدقائها تتأثر وتكتئب مثل الإنسان. واكد على انه عندما وقعت حديقة الحيوان فى سنة 2010 برتوكول تعاون مع الاتحاد الافريقى وطالبناهم بإرسال خبراء فى الشامبنزى والزواحف والزرافات لتدريب "الكلافن " بالحديقة ، قال لى خبير "السلوكيات" :" أنا سوف ألغى برنامجى، فأنتم ليسوا بحاجه لخبير سلوكيات هنا فى الحديقة، وعندما سألته لماذا ؟، قال أن العلاقة مابين "الكلافين" والحيوانات علاقة طبيعية ف" الكلاف" عندما ينادى بأسم الحيوان ياتى له طواعية سواء لإطعامه او لغسله، وهو على عكس ما شاهدت فى بعض الحدائق بدول أخرى حيث تتلخص العلاقة بين "الكلاف" والحيوانات بالإشارة فقط . وتابع، كل ما ذكرته منى خليل ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان،حيال "البصمة الرقمية" غير صحيح بالمرة، لأننا وقعنا اتفاق مع "اتفاقية سايتس" وجاء الى مصر سكرتيرها "جون سيللر" ، بعد أن طلبنا منه حل مشكلة الحيوانات المتهربة من الحديقة، وطلبنا تفعيل "البصمة الرقمية" وأستمرينا سنتين نعمل على تطبيق ما يسمى" الميكرو شيب" وهى عبارة عن شريحة توضع تحت جلد الحيوان تتضمن سيرته الذاتيه كاملة ولكل واحدة منها رقم خاص بكل حيوان. واكد على ان، الاتفاقية تتضمن حدائق الحيوان الحكومية الثمانية ، والخاصة والبالغ عددها 4 والتى أدرج كل الحيوانات فيهما ضمن اتفاق "سايتس" ، وصنفت الحدائث الغير حكومية الموجودة فى مصر بمراكز لإيواء الحيوانات.