ترصد "الوادي" حصاد الأسبوع الأول من عمرة رمضان، فلم يمر الأسبوع الأول من الشهر الكريم، إلا وبدأت أزمة المعتمرين في الظهور على السطح، وافتراشهم للموانئ، وتكدسهم بصالات المطار، الأمر الذي دفعهم إلى تحرير محاضر ضد شركات السياحة بمطار القاهرة لعدم حصولهم على تذاكر الطيران. وترجع أزمة تكدس المعتمرين التي شهدتها مع ثاني أيام شهر رمضان إلى وقوع عطل مفاجىء بالعبارتين الأردنيتين "برنسيسة" و"عمان" وخروجهما عن نطاق الخدمة لمدة 12 ساعة مما أسفرعن تكدس حافلات المعتمرين بميناء نويبع ومن المفترض أن تقوم العبارة الواحدة بنقل حوالي 60 حافلة من معتمرين مصريين من ميناء نويبع البحري وإلى ميناء العقبة الأردني ومنها إلى الأراضي المقدسة ولكن العطل الذي لحق بالعبارتين أسفر عن تكدس شديد بالميناء. وقد قامت هيئة موانئ البحر الأحمر بالتفاوض مع شركة الجسر العربي لزيادة نقل أعداد حافلات المعتمرين وتم انهاء الأزمة برغم من التصريحات التي نسمعها سنويا من هيئه الميناء عن رفع درجة الاستعداد بالموانئ لمتابعة المعتمريين وغيرها من التصريحات عن جودة وسلامة العبارات البحرية وقدرتها على استيعاب ونقل المعتمرين ولكن بقدر قادر ومع اول اختبار حقيقي لهذه العبارات والاستعداد نجد المعتمرين يفترشون الميناء. ويشير فؤاد المولى رئيس شركة القناة للتوكيلات الملاحية والوكيل الملاحي لشركة الجسر العربي، إلى انه لا يوجد بالميناء سوى عبارتين ولنشين يقومان بنقل حافلات المعتمرين من نويبع الى ميناء العقبة موضحا ان العبارة الواحدة تقوم بعمل 3 رحلات يوميا تنقل فيها في الرحلة الواحدة ما يقرب من 20 حافلة بالإضافة إلى لنشين يقومان بمساعدة العبارات في نقل الحافلات مضيفا الى أن أي تعطل بالعبارات يؤدي إلى تكدس المعتمرين على رصيف الميناء. وأضاف المولى إلى أن ما حدث للمعتمرين خلال اليومين الماضيين لا يرتقي إلى الأزمة فلم يحدث سوى تأخير نتيجة عطل فني وهذا أمر وارد مشيراً إلى أن أي معتمرين يصلون إلى نويبع يغادرون الميناء بعد نحو 12 ساعة كحد أقصى، وهى فترة إنهاء إجراءات سفرهم، مشددا على أن الحركة أصبحت طبيعية بالميناء، متوقعا استمرار التوافد الكبير خلال الفترة القادمة التي تعتبر ذروة الموسم وتبدأ مع النصف الثاني من شهر رمضان، منوها إلى أن الطاقة الاستيعابية للعبارات لم تكن سبب الأزمة ولكن العطل الفني الذي أصاب العبارات وهو أمر وارد. وأضافت مصادر ل"الوادي" أن العبارات تحتاج إلى صيانة وهو من المفترض ان تقوم بالصيانة قبل بداية الموسم مما جعلها تصاب بعطل فني كما ان العبارات تحمل اكثر من طاقتها الاستيعابية نظرا لامكانياتها الضعيفة وعدم الاهتمام فالعبارة تحمل أكثر من 70 اتوبيس في اليوم الواحد مع قيامها بعمل رحلات ذهاب وعودة متواصله مما يؤدى الى تعطلها الذي ينتج عنه تكدس الآلاف من المعتمرين على رصيف الميناء. في ذات السياق أعلنت لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة رفضها التام للزيادة المفاجئة والغير متوقعة في أسعار تذاكر وحجوزات شركة مصر للطيران التي طرحتها مؤخرا لرحلات العمرة في شهر رمضان. واكدت اللجنة أن هذه الزيادة الغير مبررة سوف تتسبب في خسائر فادحة لشركات السياحة وتخلق مشاكل عديدة بين شركات السياحة وعملائها من ضيوف الرحمن كما أنها سوف تثقل كاهل عشرات الآلاف من المعتمرين بأعباء مالية كبيرة الغرض منها فقط تحقيق أرباح خيالية لشركة مصر للطيران دون سبب أو منطق من الشركة الوطنية ودون مراعاة لمصالح المعتمرين ومستقبل شركات السياحة. وقد قررت لجنة السياحة الدينية برئاسة ناصر تركي نائب رئيس الغرفة تشكيل لجنة أزمات برئاسته وعضوية كل من باسل السيسي رئيس اللجنة الاقتصادية وإيهاب عبد العال أمين الصندوق وعلاء الغمري رئيس لجنة شئون الأعضاء وأن تظل اللجنة في حالة انعقاد دائم لمتابعة التداعيات السلبية الكبرى لتلك الأزمة المفاجئة. وطالبت اللجنة حسين مسعود وزير الطيران المدني ومنير فخري عبد النور وزير السياحة بسرعة التدخل الفوري لتدارك تداعيات تلك الأزمة بما يحقق الربح لشركة مصر للطيران ولكن بصورة منطقية ودون الإضرار بأحد. وأكد ناصر تركي نائب رئيس غرفه شركات السياحة، أن هناك زيادة في أسعار الطيران بشكل مفاجئ وغير منطقي وبصورة مبالغ فيها كثيرا حيث وصلت أسعار التذاكر التي طرحتها الشركة مؤخرا لعمرة رمضان حوالي 5 آلاف جنيه مما يشمل زيادة أكثر من 60 % عن أعلى سعر لتذاكر رحلات العمرة الموسم الماضي وهي نسبة لا يمكن أن يكون لها مثيل في أي مكان أو لدى أي شركة طيران أخرى في العالم كما فتحت شركة مصر للطيران تاريخ عودة الرحلات حتى 22 من شهر شوال رغم أن النظام السعودي للعمرة ينص على تحديد 15 شوال كموعد نهائي لتواجد أي معتمر على أراضيها ومن يغادر بعد هذا التاريخ يعد متخلفا عن العودة في المواعيد الرسمية المقررة مما يتضمن خطورة كبيرة سواء بتحمل شركات السياحة والمعتمرين تكلفة الإقامة الإضافية بعد يوم 15 شوال بالإضافة إلى اعتبار من يسافر خلال تلك الفترة متخلفا وما يترتب على ذلك من اجراءات قانونية وغرامات من قبل السلطات السعودية على المعتمر والشركة. وأشار إلى أن رفع هذه الأسعار يعد مؤشر خطير لما تنوي الشركة الوطنية لتطبيقة في رحلات الحج الموسم المقبل، والتي ترفض الإفصاح عنها حتى الآن مما يثير المخاوف من وجود أسعار أخرى مبالغ فيها تضر كثيرا بشركات السياحة والحجاج. وأضاف علاء الغمري عضو غرفة شركات السياحة، إلى أن مصر للطيران قامت بزيادة اسعار تذاكرها للمرة الاولى قبل بداية الموسم بزيادة تصل الى 20% عن العام الماضي وهي النسبة التي قامت الشركات بعمل برامج العمرة على اساسها مع المعتمرين وبعد ذلك فوجئنا ان مصر للطيران ترفع اسعار التذاكر للمرة للثانية بعد ان قامت الشركات بالتوقيع والاتفاق مع المعتمرين مشيرين إلى أسعار تذاكر مصر للطيران قد وصلت الى 60% عن العام الماضى مشيرين الى أن شركات السياحة ستتحمل المزيد من الخسائر بسبب ارتفاع أسعار التذاكر وضرورة ان تلتزم الشركات امام عملائها من المعتمرين. وأوضح باسل السيسي رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة الشركات السياحية، أن أزمة شركات السياحة الدينية الحالية تتمثل في رفع مصر للطيران لأسعار تذاكر الطيران على شركات السياحة من 3 آلاف جنيه إلى 4600 جنيه، الأمر الذي يمثل عبئا إضافيا على البرنامج السياحي للمعتمر، موضحا أن الشركات اضطرت إلى قبول الأمر الواقع وتحمل زيادة الأسعار للوفاء مع عملائها من المعتمرين بما تم الاتفاق عليه من أسعار. وأضاف إلى أن تأخر وصول التأشيرات وتسلمها كان من التحديات الأخرى التي واجهت الشركات خلال الأيام الأولى من شهر رمضان والذي أرجعته الجهات المسئولة إلى زيادة الطلب في شهر رمضان للحصول على التأشيرات مما أحدث إخلالا بمواعيد استلامها، مؤكدا أن هذه المشكلة بدأت في الحل تدريجيا بعد تدخل اللجنة الدينية المسئولة عن تنظيم العمرة بغرفة شركات السياحة. وأشار إلى أن نسبة المعتمرين الذين تعرضوا إلى هذه المشاكل تتراوح ما بين 3 إلى 4 % من إجمالي أعداد المعتمرين المسافرين في هذه الفترة، مؤكدا أن هذه النسبة محدودة ولكن تؤثر مما لاشك فيه على سير الحركة التنظيمية للعمرة. من جانبه أوضح ياسر راضي رئيس القطاع التجاري بمصر للطيران، أن أسعار العمرة بمصر للطيران معروفة من يوم 25 يناير وليس هناك أي زيادة بها كما تتدعى بعض الشركات ولكن ماحدث أن هناك مجموعة من الشركات قد خاطبت مصر للطيران بشكل ودي لعمل رحلات إضافية لعدم وجود أماكن لديهم على الرحلات الأساسية التي تيسرها مصر للطيران وقد تم موافقه ولكن باسعار خاصه نظرا لقيام الطائرات بالعودة دون وجود حمولة عليها مما سيؤدى الى خسارة للشركه مضيفا إلى أن ما يجرى مجموعة من ألاعيب لشركات السياحة لصالح شركات الطيران الأخرى على حساب مصر للطيران ولكننا شركه وطنية تهمنا مصلحه المعتمر قبل شركة السياحة وليس لنا أي أغراض أخرى. وفي المقابل حرر أكثر من 139 معتمر بمطار القاهرة الدولي محاضر ضد شركات السياحة المخالفة، بعد أن اكتشفوا عدم وجود تذاكر حجز طيران لهم.