تزامناً مع أول برقية أرسلت تلغرافياً فى التاريخ ، ذلك الإختراع الذى غير مجرى التاريخ على يد صمويل موريس، والذى يحتفل به العالم غداً الأحد، أرسل موريس بتاريخ 24 مايو عام 1844، أول برقية فى التاريخ من واشنطن إلى بالتيمور،و التى تضمنت على بضع كلمات فقط هى" هذا ما عمل الله". تعود تفاصيل قصة إختراع موريس للتلغراف لحدث مأساوى وقع له هوه وفاة زوجته في سنة 1825، وكان يقطن مدينة نيويورك أثناء قيامه برسم صورة زيتية لجلبير دو موتييه (ماركيز لافاييت) مقابل 509 دولار، وأثناء قيامه بالرسم، جاءه رجل بريد من راكبي الخيول برسالة من أبيه من سطر واحد نصها "زوجتك العزيزة في مرحلة نقاهة"، فغادر مورس واشنطن على الفور دون أن يكمل اللوحة متوجهاً إلى موطنه نيو هافن ليكتشف أن زوجته قد ماتت ودفنت، وهو ما دفعه فى التفكير بإختراع وسيلة تقصر المسافات الطويلة بين البشر. وأثناء رحلة بحرية قام بها مورس سنة 1832، التقى شخصاً من بوسطن يدعى تشارلز جاكسون، كان قد درس الكهرومغناطيسية، وشاهد العديد من تجاربه على المغناطيس الكهربي. وعقب تلك المشاهدات، طور مورس مفهوم التلغراف ذي السلك الواحد، وسرعان ما صارت شفرة مورس اللغة الأولى للتواصل التلغرافي في العالم. واجه مورس في البداية صعوبة تمثلت في عدم قدرته على توصيل الإشارة التلغرافية إلى مسافة تزيد عن ياردات قليلة من السلك، ولكن مساعدة البروفيسور ليونارد غيل (أستاذ الكيمياء بجامعة نيويورك) مكنته من إرسال الرسائل التلغرافية لمسافة عشرة أميال (16 كيلومتراً) من السلك. وفي سنة 1838 فشل مورس في الحصول على دعم الحكومة المركزية في واشنطن لتوصيل خط تلغرافي، فسافر إلى أوروبا باحثاً عن رعاة وعن براءات لاختراعه أيضاً، ولكنه اكتشف في لندن أن كلاً من وليام كوك وتشارلز ويتسون سبقاه إلى تنفيذ الفكرة في بريطانيا. وفي ديسمبر 1842 سافر مورس للمرة الأخيرة إلى واشنطن محاولاً إقناع الحكومة الفيدرالية، فقام بتوصيل "أسلاك بين غرفتين في الكابيتول (مبنى الكونجرس) وأخذ يرسل الرسائل بين الغرفتين بالتبادل" ليوضح لرجال الدولة طبيعة اختراعه. فخصص الكونجرس 30 ألف دولار سنة 1843 لإنشاء خط تجريبي طوله 38 ميلاً (61 كيلومتراً) بين واشنطن وبالتيمور. وفي 24 مايو 1844 افتتح الخط، وجرت أول تجربة رسمية له. وفي مايو 1845 أنشئت شركة ماجنيتيك تلغراف لتوصيل خطوط التلغراف من مدينة نيويورك إلى فيلادلفيا وبوسطن وبافالو ومنطقة المسيسيبي، وظهر أول مكتب تلغراف في التاريخ. حصل مورس على براءة لاختراع التلغراف سنة 1847 في قصر بيلربيه القديم في إسطنبول من السلطان العثماني عبد المجيد الأول، الذي قام بتجربة الاختراع الجديد بنفسه .