نعى الدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة ، وقيادات هيئات وقطاعات وكل العاملين بوزارة الثقافة ، بمزيد الأسى والحزن للأمة العربية ولكل المصريين والمثقفين في مصر وفي كل مكان يتقدمون بأسمى آيات العزاء لأسرة الشاعر الكبير وزوجته الإعلامية الكبيرة السيدة نهال كمال ، وإبنتيه آية ونور الأبنودي ، وفاة شاعر مصر الكبير الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ، الذي وافته المنية صباح اليوم بعد صراع طويل مع المرض ، بعد أن أثرى حياتنا بأعماله الشعرية الخالدة عبر دواوينه العديدة، وأغنياته الرائعة، وأعماله الدرامية ، ومقدمات المسلسلات التليفزيونية ، فقد كان الأبنودي قامة شعرية كبيرة متفردة ، استطاع أن يقدم للتراث الإنساني تجربة شعرية فريدة وغير مسبوقة ، وإليه يعود الفضل في ارتياد مناطق من التراث المصري والعربي لم يصل إليها شاعر من قبل . واشارت وزارة الثقافة انتظار تحسن صحة الشاعر الراحل وإفتتاحه متحفه الكبير في مسقط رأسه في بلدته أبنود بمحافظة قنا باسم ( متحف أبنود للسيرة الهلالية ) ولكن وافته المنية ، والمتحف يضم مخطوطات من دواوينه ومخطوطات جمع السيرة الهلالية ، وأعمال الفنانين التشكيليين الذين رسموا بريشتهم لوحات دواوين السيرة الهلالية ، وأغلفة سيرة بني هلال ، وأغلفة ( شرائط كاسيت ) السيرة الهلالية، وأيضا ستقوم وزارة الثقافة بطباعة الأعمال الكاملة للشاعر عبد الرحمن الأبنودي بعد التفاوض علي حقوق النشر وحقوق الملكية الفكرية مع الناشرين ، وسيتم الإعداد لإقامة ندوات متعددة المحاور عبر قطاعات وزارة الثقافة من خلال هيئة قصور الثقافة ، ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة ، وهيئة الكتاب، كما ستقيم وزارة الثقافة حفل تأبين للشاعر الكبير، وانتاج فيلم تسجيلي عن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، وستكون هناك أكثر من فعالية للاحتفاء بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ، هذا وقد زار الدكتورعبد الواحد النبوي وزير الثقافة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بالمستشفي في أول يوم لتسلمه حقيبة وزارة الثقافة الشهر الماضي للإطمئنان علي صحته ، ووزارة الثقافة تعد رحيل الشاعر الكبير خسارة كبيرة للثقافة العربية والمصرية علي السواء وتدعو له بالرحمة والمغفرة ولأسرته الصبر الجميل. الجدير بالذكر ، قدم الشاعر عبد الرحمن الأبنودى عبر رحلته التى أمتدت لستين عاما أكثر من 26 ديواناً شعرياً بدأها بديوان الأرض والعيال (1964 )، ثم الزحمة (1966 ) ، ثم توالت الدواوين ( عماليات ) ، ( جوابات حراجي القط لفاطمة أحمد عبد الغفار ) ، (فصول ) ، ( بعد التحية والسلام ) ، ( وجوه علي الشط ) ، ( أحمد سماعين ) ، ( صمت الجرس ) ، ( المشروع الممنوع ) ، ( سوق العصر ) ، ( مختارات الأبنودي ) ، هذا بالإضافة إلى العديد من الكتب التي ضمت الكثير من الكتابات النثرية ، وأيضا يعد الأبنودي واحد من حفظة التراث الإنساني ، فقد قدم جهدا غير مسبوق في لملمة تراث السيرة الهلالية ، وسافر إلى العديد من البلدان العربية لجمع سيرة بني هلال ، وسجل أكثر من 1800 ساعة للرواة الشفاهيين مثل شاعر الربابة ( جابر أبو حسين ) ، ( سيد الضوي ) ، وقدمها عبر حلقات تليفزيونية وأشرطة كاسيت، وأصدر منها أكثر من عشرة أجزاء ، ويعد الأبنودي واحد من الشعراء الكبار الذي أحدث نقله نوعية في الغناء المصري ، ووضع الأغنية علي طريق الصدق والإحساس الطبيعي لمشاعر المحبين بعيدا عن الغناء التقليدي الذي كان ينصرف إلى الهجر والصد والحرمان ، ليقدم لنا أغنية صادقة المشاعر قريبة إلى الوجدان ، وتعد أغنيات الأبنودي الوطنية ودواوينه الشعرية سجلا وتأريخا للشعب المصري والعربي ، حيث قدم أغنياته في حرب 1967 ، وخلال حرب الاستنزاف ، وحرب 1973 ، وخلال حرب الخليج وغزو الكويت ، إذ قدم ديوانه ( الاستعمار العربي ) ، وفي نضال الشعب الفلسطيني قدم ديوانه ( الموت علي الأسفلت ) ، فهو واحد من أهم الشعراء المصريين والعرب وحالة خاصة من حالات الشعر العامي ، وتعد قصيدته وأغنيته تجديداً وتأصيلاً للتراث والفولكلور والمأثورات الشعبية ، فقد نهل من الشعراء الشفاهيين ، ومن تراثنا الشعبي ما أعاد للأغنية وللقصيدة أصالتها المصرية والعربية .