النمر الأسود الذي ارتدى جلباب عبد السميع وبدلة عبد الناصر مات والده وهو في عامه الأول، وتزوجت والدته بعد رحيل الوالد مباشرة، وفى أخر أعماله قدم شخصية "حليم" الفنان الذى ولد يتيما، ومابين الميلاد عام 1949، والوفاة عام 2005، قدم الفنان أحمد زكى على مدار 38 عاما أكثر من مائة فيلم وخمسة مسلسلات، وأربعة أعمال مسرحية قدما خلالهما أكثر من لون فنى كالحرباء التى تغير لون جلدها بحسب طبيعة البيئة التى تسكنها. من الزقازيق بمحافظة الشرقية، جاء الفتى الأسمر، الموهبة التى غيرت مفاهيم منتجى ومصورى ومخرجى السينما المصرية تجاه تعريفهم بمواصفات البطل "الجان" او الوسيم ... من مدرسته الإعدادية توهجت موهبة فتى الشاشة الأسمر ، ولحسن حظه بأن ناظر المدرسة كان يهوى التمثيل، فكان رئيس فريق التمثيل في مدرسته الابتدائية، ومدرسته الإعدادية، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية. وهكذا تحدد طريقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي تخرج منه عام 1973 من قسم التمثيل بتقدير ممتاز، وهو نفس التقدير الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة. واجه أحمد زكى الجمهور فى عمله المسرحى الأول "مدرسة المشاغبين" عازفا لوحده شخصية لامست قلوب جمهوره من طلته الأولى وسط زملائه من ملوك الضحك : عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، حسن مصطفى، عبد الله فرغلي.. وهو التلميذ الغلبان الذي يعطف عليه ناظر المدرسة. وقد كتب عنه النقاد بأنه كان الدمعة في جنة الضحك في هذه المسرحية. بعد ذلك تنقل من المسرح إلى التليفزيون إلى السينما، ولفت الأنظار إليه بكل دور يقوم به.. وترجمت هذه الأعمال المتفوقة إلى جوائز، فمن بطولة مسلسل الأيام، والتى قام بدور طه حسين، الى بطولة في فيلم شفيقة ومتولي، أمام سعاد حسني، لدوره في فيلم الباطنية، بين عملاقين سينمائيين هما فريد شوقي ومحمود ياسين، حيث أن الجوائز إنهالت على أحمد زكي وحده، ومن هنا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول. وقد كان عام 1982، هو الانطلاقة الحقيقية لهذا الفنان الأسمر. أما في عام 1983، وخلافاً لكل التوقعات، فقد رأينا أحمد زكي منسحباً عن الأضواء والسينما بنسبة ملحوظة، ليعود في العام 1984 أكثر حيوية ونشاطاً ليقطع من بعدها شوطا أخر فى حفر اسم لن ينسى من ذاكرة المشاهد المصرى حتى عام 2005 ، فمن ينسى البيه البواب وناصر وحليم والراعى والنساء والرجل الثالث ومستر كارتيه وحسن اللول وأرض الخوف والبرئ . حياتة الشخصية كانت بسيطة كعلاقة أى زوجين اخلصا لبعضهما حيث تزوج من الفنانة المعتزلة الراحلة هالة فواد وانجبا ابنهما الوحيد هيثم أحمد زكى الذي شارك مع والده وجسّد شخصيه عبد الحليم الشاب في فيلم حليم لكنهما انفصلا قبل وفاتها. حصل فتى الشاشة الأسمر " حرباء السينما المصرية" الفنان احمد زكى على العديد من الجوائز ومنها جائزة عن فيلم "طائر علي الطريق" في مهرجان القاهرة ، جائزة عن فيلم "عيون لا تنام" من جمعية الفيلم، جائزة عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي" من مهرجان الإسكندرية عام 1989 ، جائزة عن فيلم "كابوريا" من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990، وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي، وذلك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه وأبناء الصمت. نحتفل اليوم ودوما بذكرى وفاة حرباء السينما المصرية الفنان الكبير أحمد زكى العاشرة، والذى رحل فى مثل هذا اليوم السابع والعشرين من مارس عام 2005، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة .