لم تجف دموعهم علي فراق أبنائهم وأزواجهم شهداء الواجب الذين راحوا فداء الوطن والعين الساهرة عليه، ولكنهم إحتسبوهم عند الله شهداء يتقبلهم في رحمته التي وسعت كل شيئ وتمنوا أن يلحقوا بهم في جنة الخلد، إنهم أهالي 11 شهيد من قوة قسم شرطة كرداسة الذين تم التمثيل بجثثهم وشخصين من أهالي المنطقة وأهالي المصابين العشرة الذين دفعوا دمائهم في أبشع جريمة وهي مذبحة كرداسة. إلتقت "الوادي" بأهالي الشهداء الذين عبروا عن فرحهم بالقصاص من قتلة أبنائهم وقالت سحر يوسف زوجة اللواء مصطفى الخطيب مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع شمال الجيزة، أن الحكم جاء متأخرًا لكنه يشفي صدورنا، وأطالب القضاء بسرعة تنفيذ ذلك الحكم فهو جزء من حق زوجي، وأنا أريد أن تضرب الشرطة والجيش بيد من حديد كل من تسول له نفسه التعدي على ضابط أو فرد شرطة دون وجه حق أو يهاجم مؤسسة شرطية أو عسكرية حتى لا تفقد زوجها مثلي". بينما قالت زوجة أمين الشرطة محمد سيد شهيد مذبحة كرداسة أن القضاء المصرى أعاد الحق لأهله اليوم بالحكم بإعدام 183 متهما وأن أسرة الشهيد عاشوا أسوأ أيام حياتهم على مدار أكثر من عام بعدما قتل الشهيد فى المذبحة البشعة دفاعا عن مركز الشرطة، وأنهم كانوا ينتظرون حكم القضاء بفارغ الصبر، وتذكرت الأحداث والدموع تنهمر من عينيها وسردت قائلة "كانت النيران مشتعلة بقلبى وكنت أنتظر بشغف حكم المحكمة، حتى أشفى غليلى من هؤلاء القتلة الذين حروموا زوجى الشهيد من بناته الثلاثة ومن زوجته، فقد كان زوجى نعم الرجال واغتالته يد الغدر وهو يدافع عن الحق، وأقولها اليوم "شكرا لقضاء مصر النزيهة الذى وضع الحق فى مكانه، وأعاد العدل لقلوب الناس، كنا نثق فيكم، وننتظر تنفيذ حكم الإعدام على هؤلاء القتلة بفارغ الصبر". وأشارت نجلاء سامي زوجة الشهيد العميد عامر عبدالمقصود نائب مأمور مركز كرداسة، أن الحكم جاء بعد انتظار كبير وأنها كانت تتابع جلسات القضية، كما أنها لم تتحمل مشاهدة وقائع الجلسة اليوم، وقالت "انتظرتُ حتى نطق المستشار بالحكم وارتاح قلبي، أنا عارفة إن السيسي ومحمد إبراهيم وزير الداخلية عليهم أعباء كثيرة وأنهما يواجهان الإرهاب بكل شدة، ولكني أطالبهما بسرعة القبض على العقل المدبر للحادث وهو المتهم الهارب محمد نصر غزلان..والحمد لله دم عامر مارحش هدر". وأضاف أحمد فاروق شقيق النقيب الشهيد محمد فاروق، "أن اليوم كان يوما مختلفا لأنه يوم الحكم على قتلة شقيقه ولأنه استيقظ على فرحة كبيرة لاتوصف، فالحكم مرضي والإعدام لهؤلاء القتلة هو جزء من حق شقيقي واطلب القضاء بسرعة تنفيذه حتى لا يحدث مثلما حدث في قضية اللواء نبيل فراج بقبول طعن المتهمين على حكم الإعدام، وناشدت والدة الشهيد، السيسي، ووزير الداخلية، ألا ينسيا حقوق الشهداء من الجيش والشرطة، مؤكدة إن الحكم بإعدام المتهمين ليس كافيًا لأن الناس كلها فرحانة إلا أسر الشهداء لأنهم في حزن على أولادهم، ونشعر أن الكل سعيد على حسابنا، وفقدان أولادنا كسر قلوبنا". وقالت رشا كامل رئيسة رابطة زوجات شهداء الشرطة أن حكم المحكمة يطفئ النار المتوهجة فى قلوب زوجات ضباط الشرطة الذين دفعوا أرواحهم الذكية فداء للوطن، ولا شىء يعوض اسر الشهداء ولن يعودوا للحياة مرة أخرى، لكن أحكام القضاء بردع الجناة تبرد نار القلوب شيئاً، وأن هؤلاء القتلة يستحقون الإعدام لأنهم تجردوا من إنسانياتهم وقتلوا أبطال الوطن، ومثلوا بجثثهم لدرجة أن أحد الشهداء قبل وفاته طالب أحد الجناة بكوب من ماء فأعطاه مياه نار. كانت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، قد قضت بإعدام 183 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين من أبناء كرداسة ومعاقبة حدث بالسجن 10 سنوات وبراءة إثنين وإنقضاء الدعوي لإثنين بالوفاة، لإتهامهم بإقتحام وحرق قسم شرطة كرداسة التي وقعت في شهر أغسطس من العام الماضي والذى راح ضحيته 11 رجل شرطة بينهم مأمور القسم والمعروفة إعلاميا بقضية " مذبحة كرداسة"، حيث أيد فضيلة المفتي حكم الإعدام. عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد ناجى شحاته وبعضوية المستشارين جمال مصطفى وايهاب المنوفى وبامانة سر احمد صبحى عباس وسيد حجاج.