الإعتذار عن تولى المناصب خيال لم نكن نراه فى مصر فى عصر مبارك وظهر بعد الثورة زهدًا أو خوفًا فبعد مطالبات كافة القوى السياسية للدكتور "مرسي" رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة تكنوقراط مطلب لايتوقف من القوى على كافة وسائل الإعلام وما إن عرضت مؤسسة الرئاسة من حمدين صباحي على سبيل المثال منصب نائب رئيس الجمهورية سرعان ما اعتذر المرشح السابق لرئاسة الجمهورية عن المنصب . لم يكن "صباحي" أول المعتذرين عن تولي أية مناصب خلال الفترة الانتقالية فهناك الدكتور محمد البرادعي الذي لقبه نشطاء الفيس بوك" بملك الاعتذارات " لكثرة اعتذاراته عن المناصب التي تعرض عليه خاصة وأنه من الشخصيات التي لا يمكن أن تحسب على سمة تيار بعينه والدكتور محمد أبوالغار القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير أيضا الذي عرض عليه منصب وزير التعليم العالي في حكومة الدكتور عصام شرف وسبقه الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون بجامعة عين شمس حين رفض منصب رئاسة الوزراء في ظل الحكم العسكري وغيرهم الكثير من الشخصيات الوطنية التي أعلنت اعتذارها ولكن السؤال الأهم هل الخلافات الفكرية والسياسية بين القوى السياسية والسلطة الحاكمة هي الحجة التي يتخذها المعتذرون عن المناصب ؟ أم أن التخوف من النقد المجتمعي هو السبب الأقوى لهم ؟ الدكتور أحمد دراج عضو الجمعية الوطنية للتغيير اعتذار بعض الأشخاص عن المناصب التي تعرض عليهم يختلف من شخص إلى شخص فهناك من يعتذر لوجود خلفيات ايدلوجيه بينه وبين السلطة الحاكمة وأعطى مثالا للمرشح السابق حمدين صباحي الذي قال أنه رفض منصب نائب رئيس الجمهورية لأنها ستحرق مستقبله السياسي وأضاف أنها مرحلة حساسة وأكثر مافيها هي الشائعات وربما طرح الأسماء يخلي مسؤلية السلطة حيث المطالبات بالتوازن وقال أنه من المفترض في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها البلاد أنه لاوجود للأيدلوجيات الفكرية وقال دراج أن المخرج الأفضل للرئيس حاليا هو اختيار حكومة تكنوقراط المستقلين والغير محسوبين على أية تيارات حزبية مشيرا إلى أن عملية تقسيم المناصب سيصبح وبال على الحكومة وستشتت عملها وستغفل معيار الكفاءة مضيفا أنه لن يكون هناك حكومة تملك عصا سحرية بعد تجريف دام عام وقال أن التخوفات المتمثلة في النقد الإعلامي والمجتمعي من تولي المناصب تعد أيضا سببا رئيسيا في رفض البعض للمناصب بعد الثورة مشيرا إلى أن مجتمعنا لايكتفي فقط بالنقد ولكنه ملئ بالأحقاد والضغائن وقيم سلبية أخرى كبيرة ومنها أعداء النجاح ففي الغرب إذا وجد شخص فاشل يدفع للنجاح ولكن في مجتمعنا يحدث العكس وعن مدى قابليته لأية مناصب تعرض عليه قال دراج أنه شخص غير ايدولوجي بطبعه وتواجده بحزب الدستور هو فترة مرحلية لأن الحزب ليست له أية توجهات وأضاف أنها مسؤلية ومن يستطع أن يؤدي فعليه أن يتحمل المسؤلية فورا وتساءل مستنكرا إذا اعتذر كل الناس فمن إذا الذي سيتصدى للمسؤلية وقال أيضا لا اتمنى ان يبليني الله بمثل هذا البلاء . حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء في عهد الدكتور عصام شرف قال أنه ليس هناك قواعد عامه لرفض الأشخاص أو قبولهم للمناصب فهناك من يعتذر تخوفا من تحمل المسؤلية وهناك من يرفض خوفا من الهجوم عليه من قبل القوى السياسية المعارضة خاصة وإن كان ينتمي هو في الأصل إلى صفوف المعارضة وهناك من يرفض تحمل المسؤلية المجتمعية تجاهه وقال "الببلاوي" من اعتقد في نفسه أنه سيخدم المواطنين حقا من خلال منصبه فليتقدم ومن رأى غير ذلك عليه أن يعتذر ويجنب نفسه المشاكل والهجوم وعن مدى قابليته لأية مناصب مرة ثانية قال لم يتم دعوتي لأية مناصب ولن أعطى افتراضات على شئ لم يحدث وقال أحمد كامل البحيري الباحث في مركز الأهرام وأحد أعضاء حملة حمدين قال أن الاعتذار عن المناصب في الفترة الحالية ذو شق سياسي وأبعد ما يكون عن الخلافات الفكرية أوالأيدلوجية خاصة وأن ممارسات جماعة الأخوان المسلمين بعد ثورة يناير هي الإقصاء والهيمنة . وقال أن المشاركة في خدمة الوطن تكن على الاتفاق على المبادئ العامة وقال أن هناك شخصيات وطنية كثيرة قبلت مناصب كثيرة بعد الثورة في ظل الحكم العسكري ورفضوها في ظل حكم الإخوان مثل الدكتور عزازي على عزازي محافظ الشرقية على سبيل المثال