ينظم بيت السناري الأثري بحي السيدة زينب بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية؛ أمسية تكريمية للشاعر والروائي أشرف أبو اليزيد بمناسبة فوزه بجائزة "مانهي" الكورية في الآداب للعام 2014، وذلك مساء يوم السبت القادم في تمام الساعة السادسة مساءً . ودعا بيت السناري عددًا من الشخصيات العامة والمبدعين والنقاد لحضور الأمسية، من بينهم سفير جمهورية كوريا لدى مصر، كيم يونج سو. ويتناول أعمال أشرف أبو اليزيد الإبداعية والبحثية، الدكتور خالد عزب متحدثًا عن موسوعة طريق الحرير، بينما يقرأ الروائي سعد القرش رئيس تحرير مجلة الهلال والكاتب محمود قاسم الأعمال الروائية، أما الشاعر شعبان يوسف فيتحدث عن تحقيق أبو اليزيد لرحلتي شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق بين فرنسا ومصر. وتقدم المخرجة فاطمة الزهراء حسن فيلمًا تسجيليًا قصيرًا – مدته 8 دقائق- من إخراجها يحمل اسم "أشرف أبو اليزيد ... قطرة وحيدة" عن سيرة الروائي والشاعر الذي سيقرأ عددًا من قصائده خلال الأمسية. تُمنح جائزة مانهي سنويًا تقديرًا لاسم الشاعر والراهب والمناضل الكوري هان يونج أون واسهامه الوطني والأدبي والإصلاحي، حيث تجاوزت أفكاره المتفانية عن الحرية والمساواة والتقدم والسلام حدودها الضيقة لتصل إلى عامة الناس، وأضاءت للشعب الكوري الطريق إلى الحركات الديمقراطية والشعبية، كما أثرت أفكاره الأدب الكوري الحديث، مما جعله مصدر طاقة للشعب الكوري، وهو ما أسهم في 29 يونيو 1996م، وبمناسبة مرور ربع قرن على وفاته، بإنشاء جمعية تعزيز وممارسة أفكاره تحمل اسمه وتكرم من أسهموا بأعمالهم في تكريس أفكار السلام والخير للإنسانية في كوريا والعالم، وتُمنح الجائزة في عدة فروع هي السلام، وخدمة المجتمع، والآداب والفنون. ولد الراهب الذي كان يوقع قصائده باسم "مانهي" في مقاطعة تشونغ تشيونغ بكوريا الجنوبية، وقبل توسيمه راهبًا انخرط في مقاومة نفوذ اليابان في بلاده، الذي بلغ ذروته في سنوات الاحتلال الياباني 1905-1945م، وقد بدأ في عام الاحتلال نفسه سيرته كراهب بوذي في معبد بائيكدامسا على جبل سيوراك. ككاتب اجتماعي دعا مانهي لإصلاح البوذية الكورية، وتناول شعره مقاصد الوطنية والحب، ومن أكثر مجموعاته السياسية شهرة ما نشره في عام 1926م حول أفكار المساواة والحرية، وكان من ملهمي المقاومة السلبية غير العنيفة في حركة الاستقلال الكورية كما كان هان يونغ أون أحد 33 عضوا وقعوا في عام 1919م وثيقة تاريخية باعتبارهم ممثلي الشعب لإعلان الاستقلال الكوري من السيطرة الاستعمارية اليابانية، وارتبطت قصائده بالتأمل الفلسفي للطبيعة وأسرار التجربة الإنسانية. وقد فاز الشاعر والروائي المصري أشرف أبو اليزيد بجائزة "مانهي" المرموقة للأدب لهذا العام، بعد أن أعلنت لجنة الجائزة اختيار الأديب العربي للجائزة تقديرًا لمنجزه في الشعر والرواية، ودوره في مد الجسور الثقافية بين الشعوب عبر الترجمة. وسبق أن فاز بجائزة "مانهي" في فروعها المختلفة عدد من الحاصلين على جوائز نوبل، ففي الأدب فاز بها الكاتب النيجيري وول سوينكا (2005) والروائي الصيني مو يان (2011)، كما فازت الدكتورة شيرين عبادي بالجائزة في فرع السلام (2009). ونالها أيضا أبرز مبدعي كوريا الجنوبية، وعلى رأسهم الشاعر كو أون (1998) الذي ترجم له أشرف أبو اليزيد مختارات من أشعاره قدمها للمكتبة العربية بعنوان (ألف حياة وحياة). ويعد أشرف أبو اليزيد ثاني أديب عربي يفوز بجائزة "مانهي" المرموقة في فرع الأدب بعد منحها إلى الشاعرة الكويتية الدكتورة سعاد الصباح مشاركة مع الكوري كيم جي هونج في 2012. كانت أولى روايات أشرف أبو اليزيد "شماوس" قد ترجمت إلى اللغة الكورية في 2008م، ونشرت مؤخرًا في سيئول مسلسلة باللغتين الكورية والإنجليزية كما تُرجمت مختارات من أشعاره إلى مجموعاتٍ صدرت باللغات الفارسية والتركية والإسبانية والإنجليزية. وأصدر أشرف أبو اليزيد 25 مؤلفًا بين الإبداع الشعري والروائي والنقدي، كما كتب للطفل وترجم عدة أعمال من بينها حكايات شعبية كورية، وديوان الشاعر والراهب الكوري تشو أو هيون "قدِّيسٌ يُحلق بعيدًا"، وقدم للتلفزيون سلسلة من اللقاءات مع نحو مائة من أيقونات الثقافات غير العربية في برنامجه (الآخر). وأصدرت مكتبة الإسكندرية للكاتب دراسته عن مجلة بيرم التونسي في المنفى بعنوان "عبث الشباب"، كما نشرت له مؤخرًا موسوعته الثقافية المصورة "طريق الحرير" ضمن مشروع المكتبة لتوثيق الحضارات والثقافات لهذا الطريق التاريخي.