في كل عام ومع اقتراب حلول شهر رمضان يعود "فانوس رمضان" أحد أهم مظاهر الشهر الكريم في مصر، وقد انتقلت فكرة الفانوس من مصر الى الكثير من الدول العربية وأصبح أحد أهم مظاهر الاحتفال برمضان فيها، خاصة سوريا وفلسطين، ويعود أصل "الفانوس" الى الدولة الفاطمية، فعلى الرغم من اختلاف الروايات في أصله فجميعها تنسب الى الفاطميين، فإحدى الروايات تقول إن أحد الخلفاء كان يخرج إلى شوارع القاهرة ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان يحيط به الأطفال حاملين في أيديهم الفوانيس ليضيئوا له الطرقات ويغنون في سعادة بأقتراب الشهر الكريم. وفي رواية أخرى أن النساء في العصر الفاطمي لم يكن يسمح لهن بالخروج الا في شهر رمضان وكان يتقدمهن طفلاً يحمل "فانوس" ليضئ لهن الطريق ولينبه الرجال بأن هناك سيدة في الطريق لكي يبتعدوا وانتهت القيود على النساء واستمر ال"فانوس" يضئ في أيدي الأطفال حتى الآن، بعد أن تطور شكله عده مرات وأصبح جزء لا يتجزأ من احتفالات شهر رمضان ومع بدء الاستعداد في الشارع المصري لاستقبال شهر رمضان بدأت ال"فوانيس" تغزو الأسواق. يقول محمد حمدي بائع فوانيس أن الفوانيس لم تشهد زيادة في الأسعار عن العام الماضي بسبب عدم إقبال الناس على الشراء في ظل الضغوط المتتاليه وعدم الاستقرار في الشارع المصري. ويضيف أن أسعار الفوانيس تتراوح حالياً بين 20 جنيه وتصل الى ال80 جنيه وهذا بالنسبة للفوانيس المستوردة والتي صينية الصنع، أما الفوانيس المحلية الصنع "الصاج" والتي تقوم بشرائها المقاهي والفنادق والمطاعم الكبرى فيتراوح سعرها بين 100 جنيه حتى ال 800 جنيه، ويقول أن تجار الجملة كانوا السبب في تأخر ظهور الفانوس في الشارع المصري بسبب تأجيلهم الاستيراد حتى اعلان هوية الرئيس وما سيأتي معه من أستقرار. أما محمد السيد بائع فوانيس، فيقول أن الاسعار تتراوح ما بين 15 جنيه للفانوس الصغير وتصل الى ال280 جنيه للأحجام الكبيرة من الفوانيس، وأضاف أن الاقبال على الشراء هذا العام ضعيف جدا عن العام الماضي نظراً لتردي الحاله الاقتصاديه للكثيرين، وأشار الى أنه على الرغم من جودة الفانوس الصيني والابتكار في أشكاله فيشهد فانوس الثورة الذي يغني "والله وعملوها الرجاله" اقبالاً شديد، بجانب فانوس المجلس العسكري والذي يكون في شكل دبابة أو عسكري، الأ أنه مازال العديد من المواطنين يسئلون عن الفانوس المصري القديم "أبو شمعة" الذي لم يفقد بريقه بعد. وتعتبر منطقة "تحت الربع" في حي الأزهر أشهر أماكن تصنيع الفانوس المصري فنجد هناك أشهر ورش تصنيع الفوانيس التي تعمل على مدار العام منتظرين حلول شهر رمضان، ويعمل بتلك الورش عائلات توارثت المهنة جيلاً بعد جيل. فيقول ابراهيم السيد أن تلك المهنة ورثها من جده التاسع منذ أن كان الفانوس مجرد قطعة من الصفيح يقوم بتشكيلها ويتم وضع شمعه بداخلها، ثم تطور الأمر الى تركيب بعض قطع الزجاج الملون واصفاً ان الأمر كان صعباً ويحتاج تنفيذه الى مهارة خاصة. ويضيف أن تعلم صناعه الكثير من الفوانيس غريبه الشكل والذي تعلم مهاره صنعها من جده الذي يفتخر بأنه كان المسئول عن صناعه الفوانيس للقصر الملكي في عصر الملك فاروق وأطلق علي فانوس جده " فانوس فاروق " ويشير الى انه علي الرغم من غزو المنتجات الصينيه اسواقنا المصرية الا أن الفانوس المصري مازال يحتفظ برونقه "والطلب عليه شديد ".