محافظة دمياط تختلف عن باقي محافظات الجمهورية فهي محافظة صناعية وزراعية وهي محافظة تعشق العمل والانتاج، رغم لك فإن اهالي دمياط دائما يشعرون بأن المسئولين في الدولة يتجاهلون هذه المحافظة حتي بعد مرور ثورتين فلا شئ يتغير تجاه ابناء محافظة دمياط. وتعتبر محافظة دمياط من اكبر المحافظات علي مستوي الجمهورية انتاجا للقمح، فالقمح الدمياطي يصدر لباقي محافظات الجمهورية، فهو من أجود انواع القمح، حيث كشف التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بأن محافظة دمياط سجلت أعلي سعر لطن القمح يصل إلي 3300 جنيه . و من أهم المشكلات التي تواجه فلاحين دمياط هي منها نقص مياه الري ونقص السولار اللازم لعمل الآلات الزراعية، وارتفاع أسعار التقاوي والأسمدة، إلى جانب الشعور بالظلم والتهميش والتجاهل. فمن جهته قال اشرف الرفاعى، مزارع من أبناء دمياط، فى تصريح للوادي "انهم يعانون من سبب رفض مطاحن وشون الحكومة استلام محصول القمح منهم، بعد أن أصروا على الحصول على مستحقاتهم المالية فور التوريد، أو على الأقل تحديد موعد لصرف تلك المستحقات. وأضاف الرفاعي "أعلن وزير الزراعة في وقت سابق أن الحكومة ستتسلم القمح من الفلاحين بمبلغ 420 جنيها لكل أردب، مناشدًا الفلاحين سرعة التوريد، وهو ما استجاب له الفلاحون ولكنهم عندما ذهبوا لتوريد القمح فوجئوا بمماطلة المسئولين في تسليمهم المستحقات، أو رفض استلامه بدعوى عدم وجود أموال لتسديد المستحقات. وعن ابتزاز التجار قال شوقى ابو عوض، مزارع، أنه ذهب للمطحن لتسليم القمح ولكن المطحن رفض تسلمه، وأنهم بهذا يقعون تحت ابتزاز التجار الذين عرضوا عليهم شراء قمحهم ب 390 جنيها فقط للأردب، مع تحمل مصاريف نقله لمكان التاجر، مما يمثل للفلاحين خسارة فادحة، على حد قوله. أما سالم عبد الله، مزارع ، فقال القمح زي الميت وعاوز يتكفن، إحنا مابنزرعش القمح علشان مابنعرفش نسوقه، ولما قالوا ازرعوا وقاموا بتسعيره بمبلغ 420 جنيها للأردب تعاقدت مع الجمعية الزراعية على تسليم القمح، ووقعت على شرط جزائي بمبلغ 2000 جنيه في حالة عدم توريدي القمح للدولة، ولما رحت أورد القمح قالوا مفيش فلوس! وقالوا لي اتصرف في القمح بتاعك، واعتبر العقد مش موجود!". وأضاف سالم "السنة اللي فات الرئيس مرسي قام بتسعير الأرز بمبلغ 2000 جنيه للطن، ولما رحت أسلم الأرز مارضيوش يستلموه، ولما جيت أبيعه للتجار ب 2000 جنيه قالوا لي روح إديه لمرسي!". وبنبرة يائسة ختم سالم حديثه بقوله: "عاوزين جوابات بتبوير الأرض عشان نبيعها ونبطل فلاحة، مادام مش عاوزين يستلموا القمح ويدفعولنا فلوسنا. وعن صعوبات توريد القمح قال المزارع احمد شكرى، جمعت محصول القمح ووضعته في أجولة ثم اضطررت لتخزينه ونثر حوله السم لحمايته من الفئران، بعد أن طلبت منه شونة مركز دمياط توريد قمحه إلى شونة مركز كفر سعد، إلا أنه لم يفعل، معللا هذا بقوله: "إزاى أروح كفر سعد وأنا من مركز دمياط، وهجيب فلوس منين للنقل؟ ولو البلطجية طلعوا عليا مين هيعوضني التكلفة اللي أنا صرفتها على القمح طول السنة؟. وصرخ وليد إمبابى، فلاح من قرية السيالة، ارحمونا من اننا نلجأ للسوق السودة علشان السماد ، وقال إن فدان الأرز يحتاج إلى 4 شيكارة سماد، فى حين ان الجمعية تصرف لى 2 شيكارة فقط للفدان، وبهذا احتاج إلى شراء باقى السماد من السوق السوداء، لأنه بنفس السعر الحر داخل الجمعية وهو متوفر فى السوق السوداء دون إجراءات معقدة. وأجاب نقيب فلاحي دمياط، مجدي البسطويسي، عندما سألناه عن رؤيته لهذه الأزمة، انفجر قائلاً: "الدولة بهدلتنا ومش عارف قيمة الفلاح المصرى ، عشمونا قلنا حاضر، قالوا ازرعوا قمح قلنا حاضر، قالوا نعمل عقود قلنا حاضر، ولكن فين الفلوس؟؟ "محدش عارف فين الفلوس "هى فى الجمعية ولا فى البنك المهم فوت علينا بكرى يا سيدى". من جانبها صرح المهندس محمود الكسار،مدير الإرشاد الزراعى بدمياط أنه تم توريد 55 ألفا و323 أردبا من القمح من قبل المزارعين، كما تم حصاد تم حصاد 75% من جملة المساحة المنزرعة بالقمح والتي تقدر ب33 فدانا حتى أواخر إبريل الماضي. وقال الكسار ان الفلاح يصرف جميع مستحقاته خلال 48 ساعة وإن تاخر لايزيد عن يومين ويتم صرف مستحقاته المالية بالكامل على، حسب قوله .