أمين عام نقابة الأطباء" تطالب بتشكيل لجنة خاصة لفحص ورصد الحالات المصابة قبل انتشار المرض الوبائي في المستشفيات أثارت وفاة الدكتور أسامة راشد، طبيب الجراحة الذي كان يعمل بالعناية المركزة في مستشفي الجامعة بالمنصورة نتيجة تعرضه لعدوى صدرية، أدت إلى إصابته بالتهاب رئوي حاد، حالة من الثورة في صفوف الأطباء، خاصة أنها الحالة الرابعة التي تلقى حتفها بعد ست إصابات بالمرض، بنفس العدوى خلال الشهر الأخير، نتيجة الاهمال وسوء أحوال المستشفيات الحكومية وعدم اتخاذ الاجراءات الوقائية من قبل وزارة الصحة بعد انتشار المرض في مستشفيات الجامعة . الدكتور أسامة راشد يبلغ من العمر 38 عاما، أصيب من نفس العدوى الخبيثة المميتة التي لقي زملائه مصيرهم بسببها، بعد صراع مع المرض فى العناية المركزة لاكثر من شهر . وهو أب لثلاث أبناء، يوسف في الصف الأول الإبتدائي، مريم في "كي جي ومولوده الجديد "محمد" الذي لم يتعد العشرة شهور بعد . وقال الدكتور محمد عماد، طبيب بالمستشفي الجامعي بالمنصورة وأحد أصدقاء الدكتور أسامة راشد، أن حالة صديقه الراحل لم تكن الأخيرة بالمنصورة، فهناك العديد من الأطباء الذين أصيبوا بذات المرض وتعرضوا لنفس العدوي الطبيبة خلال الأيام الماضية، أبرزهم الدكتورة مها عبد المنعم ، طبيب مقيم أطفال بمستشفى الأطفال الجامع والتي تعرضت لعدوى أدت إلى إصابتها بحمى غير معلومة السبب "FUO"، متسائلا: أليس على النقابة اتخاذ موقف صارم ووقفة جادة، وهل على الاطباء إعلان اضراب شامل حتى حل هذه الازمة أم الانتظار حتى وفاة عشرات الاطباء او المئات وربما الآلاف، مؤكدا أنه سيدعو لاضراب حقيقي لحين مقاومة العدوى وحل هذه الازمة حلا جذريا . وقالت حركة "أطباء بلا حقوق"، في بيان لها صادر اليوم تحت عنوان "فلتسقط وزارة الصحة": "عندما يتجاوز الوضع المطالبة بتحسين ظروف عملنا، إلى التراجع عند حد المطالبة بتوفير وسائل مكافحة عدوى، فإن هذا يعنى أن وزارة الصحة قد وصلت لدرجة من التردّي لم تشهدها حتى وزارة حاتم الجبلي ذات السياسات الفاشلة". وتابعت: "إن الوزارة لم تلتفت، حتى ولو على طريقة وزارة الجبلي في الاستعراض والبيزنس، مع اكتشاف حالات أنفلونزا الخنازير والطيور، بل وصلت المهزلة إلى درجة اتهام الأطباء أنفسهم بالمسئولية عن العدوى، وهو موقف أقل ما يمكن المطالبة تجاهه، هو عزل الوزيرة بل ومحاكمتها عليه". وأكدت الحركة أنه إذا كانت حياة الأطباء والعاملين بالصحة، فضلاً عن المرضى ليست في أولويات الوزارة ومحل تجاهلهم وأكاذيبهم، فقطعًا ستمتد هذه الأكاذيب إلى الأمورالخاصة بالأجر والتكليف والنيابات، والحقيقة أن الوزارة الآن تتعمد الكذب والتراجع عن وعودها وقراراتها بلا خجل. كما حدث في المفاوضات الخاصة بمشروع كادر العاملين بالمهن الطبية ومشروع الحوافز المخجل، وكما حدث مؤخرًا في اجتماع الوزارة مع أطباء التكليف القدامى والجدد بحضور ممثلي النقابة، والمسجل بالصوت والصورة ومن قبله ما حدث بشأن الحوافز وإلغاء الميزات الضعيفة المقررة بحجة عدم توافر الموارد وكلها نماذج واضحة من احتراف وتعمد الكذب"، بحسب ما جاء في البيان. وقالت: "الحقيقة أيضًا أن الكارثة ليست فقط في الوزيرة بل فى كل معاونيها الصامدين دائمًا ضد الثورات والتغيير والذين يشكلون جزءًا رئيسيًا في هذه المنظومة الصحية الخربة التي تحتاج لتحطيم قبل إعادة البناء. وطلبت الحركة من الأطباء بالحضور إلى الجمعية العمومية القادمة لتحديد خطوات التصعيد المناسبة، قائلة: "فإذا كنا نتساقط واحدًا تلو الآخر، فلتسقط هذه المنظومة ولتسقط هذه الوزارة". فيما استنكرت الدكتورة مني مينا، أمين عام نقابة الأطباء، وفاة الحالة الرابعة في صفوف الأطباء في أقل من شهر، فكتبت علي صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مساء الأمس: البقاء لله في الزميل الذي كان مصابا بالتهاب رئوي مزدوج من أسبوعين، وتم نقله من مستشفى الصدر بالمنصورة، حيث كان يعمل، للعناية بمستشفى الجامعة بالمنصورة، وتحسن وتم فصله من الفنتليتور لمدة 3 أيام، ثم انتكست الحالة، وتم وضعها مرة أخرى على أجهزة التنفس الصناعي، وكانت الأخبار توضح تحسن تدريجي بطئ، لذلك جاء خبر الوفاة مفاجئ". واختتمت "مينا" كلماتها بالدعاء لزملائها الأطباء الأربعة الذين ماتوا في اقل من شهر قائلة: اللهم أرحم زميلنا، وأجعل حزننا وغضبنا على الحالة الرابعة لوفاة طبيب خلال شهر واحد بالالتهاب الرئوي طاقة إيجابية لتغيير هذه الأوضاع البائسة التي آن لها أن تنتهي". وطالبت أمين عام النقابة العامة للأطباء في تصريحات خاصة ل"الوادي"، وزارة الصحة والسكان بتشكيل لجنة تقصي حقائق بعد وفاة طبيب المنصورة، مؤكدة ضرورة تشكيل هذه اللجنة في الوقت الحالي، لرصد ومتابعة سبب هذه الحالات وحملها للمرض ذاته، خوفا من أن تكون مقدمة لانتشار وبائي للمرض. وقد اعترفت الوزارة مؤخرا بأن "انفلونزا الخنازير" وراء إصابات الأطباء وذلك حسبما كشفت نتائج التحاليل للمريض الدكتور أحمد الشوادفي، أحد المصابين بمستشقي التيسير بالشرقية، بفيروس انفلونزاH1N1 والمعروف بانفلونزا الخنازير، ضمن الفيروسات الموسمية .