الوزارة: التحاليل التى أجريت على العينات لا تقطع بانتشار الإصابة بالفيروس.. و«التاميفلو» متوافر رغم تعدد حالات الوفاة والإصابة فى عدد من المحافظات، فإن وزارة الصحة لا تزال مصرة على عدم الإعلان عن انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير.
كانت سيدتان بمحافظة الأقصر قد توفيتا بسبب المرض، إضافة إلى احتجاز حالتين جديدتين فى المستشفى للاشتباه فى إصابتهما، فضلا عن وفاة خمسة وإصابة 13 بمحافظة الشرقية، إلى جانب وفاة طبيبين بمحافظة الدقهلية آخرهما كان الدكتور أسامة راشد البالغ من العمر 36 سنة، بعد أن لقى مصرعه أول من أمس بفيروس غامض، أدى إلى احتجازه بمستشفى المنصورة الجامعى لأكثر من شهر ونصف الشهر على أجهزة التنفس الصناعى حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
الدكتور عمرو قنديل، مساعد وزير الصحة للطب الوقائى اعترف بارتفاع الحالات المصابة بالالتهاب الرئوى فى محافظة الدقهلية إلى 38 حالة، من بينهم 14 حالة مشتبه فى إصابتها بإنفلونزا الخنازير، بينما أرجع وفاة الحالات بمحافظة الأقصر إلى الإهمال الذى تسبب فى إصابتهم بالتهاب رئوى، مؤكدا أن تحاليل وزارة الصحة التى أجريت على العينات لم تجزم بانتشار الإصابة بإنفلونزا الخنازير، مؤكدا أن الوزارة لديها كميات كافية من عقار التاميفلو المعالج لفيروس إنفلونزا الخنازير.
كما أشار قنديل إلى أن وزارة الصحة تضع خطة لمواجهة انتشار فيروس الإنفلونزا الموسمية، مؤكدا أنه لا داعى للقلق، نافيا وجود موجة وباء داخل المستشفيات، موضحا أن مرض الإنفلونزا يصاب به من 25 إلى 50 مليونا سنويا، بينما يتم حجز 150 ألف شخص بالمستشفيات على مستوى العالم، وأن منظمة الصحة العالمية فى عام 2010 أعلنت أن إنفلونزا فيروس «H1N1» تم إدراجها ضمن قائمة فيروسات الإنفلونزا الموسمية.
من جانبه طالب محمود فؤاد، رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، وزارة الصحة بإجراء فحوصات وبائية لتحديد مصدر العدوى، وعوامل الخطورة، وطرق انتقال العدوى، كما طالب بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق وإعلان النتائج للرأى العام، بدلا من أن تلتزم وزيرة الصحة بالصمت رغم وفاة ستة أطباء، بالإضافة إلى نقل الأطباء الذين انتقلت لهم العدوى إلى مستشفى درجة أولى لتلقى العلاج المناسب، خصوصا أن بدل العدوى للطبيب لا يتعدى ال19جنيها.
كما أشار رئيس المركز المصرى للحق فى الدواء، إلى أنه على وزارة الصحة اتباع تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية الأشخاص الأكثر عرضة لاكتساب عدوى إنفلونزا الخنازير، خصوصا الفرق الطبية بسبب ضعف البرامج المخصصة لمكافحة العدوى، مشددا على ضرورة غسل الأيدى قبل وبعد التعامل مع المريض وقبل وبعد ارتداء الملابس الواقية للحماية من الدم وإفرازات المرضى، بالإضافة إلى ضرورة التخلص من النفايات الطبية أولا بأول وبطريقة سليمة فضلا عن التأكد من تعقيم الأدوات.
الدكتور مصطفى أورخان، المدير السابق لمركز الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية، أكد أن إنفلونزا الخنازير والطيور تنتشر خلال موسم الشتاء وتتمثل الخطورة مع وصول مصر إلى أخطر مرحلة من تحور فيروس إنفلونزا الخنازير والطيور، فبدلا من انتقاله من الحيوان إلى الإنسان أصبح ينتقل من الإنسان إلى الإنسان، خصوصا فى ظل الإهمال داخل المستشفيات وعدم تطبيق برامج مكافحة العدوى مما يسهم فى انتشار الفيروس المتحور «mrsa» من اتحاد إنفلونزا الخنازير والطيور، مشيرا إلى أن فيروس إنفلونزا الخنازير يتحور كل عام، وتتمثل خطورته فى سهولة انتشاره من إنسان إلى إنسان، الذى يعد أشد شراسة وسريع الانتشار خلال موسم الخريف والشتاء، حيث يتسبب فى حدوث مضاعفات ووفيات كثيرة بعد حدوث التحور من خلال اندماج كل من فيروس الإنفلونزا الوبائى الخنازير «H1N1» مع فيروس إنفلونزا الطيور.
أورخان شدد على أن الخطورة تتمثل فى أن الفيروس أكثر مقاومة لعقار التاميفلو، مما يسبب مشكلات فى العلاج وفى السيطرة على الحالات المصابة، وقد تقل فاعلية اللقاح تماما معه.
كما أوضح أورخان، أن ال«mrsa» المنتشرة هى نوع من البكتيريا العنقودية المذهبة التى تصيب الجهاز التنفسى بالشلل، ولا يستطيع الجسد مقاومتها، مؤكدا أن إنفلونزا الخنازير كانت سببا رئيسيا فى المضاعفات والوفاة فى مصر خلال السنوات الأربع الماضية ما بين صغار السن والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، وذلك وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. مشيرا إلى أن بكتيريا المكورات العنقودية «mrsa» تنتقل إلى أى مستشفى بواسطة مريض مصاب بهذا النوع من العدوى أو شخص آخر ناقل لجراثيم المرض، مشددا على ضرورة إجراء التحاليل عند الشعور بارتفاع فى درجة الحرارة مصاحبة بضيق تنفس.
أما الدكتورة منى مينا، الأمين العام لنقابة الأطباء، فاستنكرت تصريحات مسؤولى وزارة الصحة الذين حاولوا التهوين من خطورة انتشار الالتهاب الرئوى الحاد.