عزيزتي شريهان.. "أسألك بالله يا حبيبة أن تهدى سلامى للمحروسة أم الدنيا لمصر لمصرنا جميعا، أسألك بالله يا حبيبة عانقي عنى مصر الطيبة، قبلي عنى ترابها المبارك، ضمي عنى شعبها الكريم" "أحبك يا مصر أنا بعد أولادك وأحرارك لك، وإنتي لي، فافتحي لي أبوابك يا أم الدنيا كي أتى إليك وفى يدى ألف غصن أرز من بلادي" ماجدة الرومي لن أتوقف كثيراً عند تلك الرسالة التي أرسلتها الساحرة ماجدة الرومي إلى شريهان عبر تويتر ولن أحكي تفاصيلها، يكفي فقط أن أعرضها وأترك لكم الانطباع. ماجدة الرومي في تاريخ جيل التسعينات كانت تشبه إلى حد بعيد الواحة الخضراء وسط صحراء كبيرة، أحدثكم عن جيل الأغنية الشبابية والريتم الواحد ذو الإيقاع السريع، والكلمات الخفيفة والشكل الواحد في الأغاني والبصمة التي لا تتغير لاسيما في بعض الأغاني، وهذ لا يعنى أبداً أن هذه الاغاني كانت سيئة، بالعكس كانت تشبهنا تماماً، حيث يقترب الشبه بين كل الجيل في اللبس والأسلوب والحركات والتعبيرات وحتى قصة الشعر. جاءت ماجدة الرومي التي عرفناها من رحم أغنية "مفترق الطرق" لصلاح جاهين وكمال الطويل من فيلم عودة الأبن الضال ليوسف شاهين، والتي كانت تواكب مرحلة مراهقتها لتبقى في أعنينا هذه الفتاة ذات الفم الواسع والابتسامة الراقية والعيون السوداء والشعر الأسود اللامع، ويذيع لها التلفزيون المصري أغنيتها الوحيدة في البرامج التي تحتفى فقط بسينما يوسف شاهين لتعلق هذه الأغنية بأذهان النخبة فقط من محبي سينما يوسف شاهين، وبعض الاغاني تذاع على راديو منوت كالرو. http://www.youtube.com/watch?v=iIFYqbYDeGI وبعد سنوات كانت أغنية "كلمات ليست كالكلمات" سبباً في أن يعرف الجيل كله ماجدة، وكان الفيديو الخاص بالأغنية وحده كفيل بأن يدخلها إلى عالمنا الخاص كفتاة أحلام، وأكتمل العناق عندما غنتها في حفل عالمي، وكانت ترقص في فستانها الأسود الكرستالي بأناقة ورقة فراشة، وحدها تلك الاغنية جعلت من ماجدة عروسة حلم، رغم أننا كنا نعرف أن لها حياة خاصة وأسرة وأطفال. في عام 1996 كنت أحد جنود مصر البواسل وكانت القاهرة تستضيف ماجدة الرومي ذات مساء صيفي ليوم خميس، في الصباح طلبت من القائد أجازة مبيت "خميس وجمعة" وفي مثل هذا الظروف عادة ما يكون الرفض، وكان السؤال الذي يطرح نفسه طوال هذا اليوم الطويل هنعمل أيه عشان نشوف الحفلة؟ ولازم نشوف الحفلة. وكان لابد أن تكتمل المغامرة وسرقة مفتاح قاعة الفيديو من العسكري المسؤول ليست صعبة، لكن الصعوبة لم تكن في الأكشن نفسه فبعد الوصول للمفتاح وفتح القاعة، وتشغييل التليفزيون سمعت صوت "وش" عالي بما يعنى أنه سلك الأريال غير واصل، والمفاجأة أنه بالإضافة لعدم وجود سلك أريال اصلاً، أنه لا يوجد أريال داخلي أيضاً. وكان الحل هو الصعود الى سطح المبنى وسرقة أي سلك أريال، وكانت الخطورة في أن أي عسكري خدمة ممكن يلمحك فوق سطح المبني العام، وتبقى فضيحة. المهم تم التسلسل بنجاح لأواجه بمشكلة أكبر وهي أن اقرب اريل لشباك قاعة الفيديو هو أريال مكتب القائد، بما يعنى أنك ممكن تتحاكم فيها، لكن لم تكن هذه هي المشكلة، المشكلة في نصف البرميل الخرساني المثبت به الاريال، وكان القرار وقتها أن أحمله مسافة تقدر ب 50 متر تقريباً وسوف يتم ذلك على مرتين، مرة قبل المشاهدة ومرة بعد المشاهدة، يعنى آخر الليل حيث عساكر الخدمة بتكون مشدودة تأهباً لأى مرور من ظابط عظيم، كان ظابط عظيم يومها من أرخم ظباط المجموعة (الصراحة يعنى) وتمت العملية بنجاح وسرقت السلك ونزلته من الشباك ونزلت وصلته بالتليفزيون وكانت الحلفة مازالت في البداية، مع الانسجام والفرحة والنشوة كانت المفاجأة، ظابط عظيم بنفسه يفتح الباب عليا ويدخل وهو بيقول الله الله الله. وكان لابد من حيلة.. قلت له بكل هدوء ومحيلة ربنا يخليك يا قائد سيبنى أكمل الحفلة وبعدها ابقى أعمل اللى تشوفه. -حفلة مين يا عسكري؟ ..(كنت عايز اقوله حفلت منك) -حفلة ماجدة الرومي سيادتك يا فندم (بتكلم بكل أدب وعسكرية) -ماجدة مين؟ -الرومي سيادتك. -اممممم انت عارف اللى انت عملته دا عقوبته ياعسكري انت؟ -ايوة يا فندم الاعدام رمياً بالرصاص..(باستظرف) - بتتريق الاعدام ارحم دا انت هتتحاكم يابنى وايامك هتبقى سودة سمعت عن السجن الحربي؟ -أيوة.. بس ابوس ايدك أكمل الحفلة ومش مهم السجن..(ايه الراجل الرخم دا) وفجأة لقيته بيقولى هي ماجدة الرومي دى اللى بتغنى ايه طيب؟ وشكلها عامل ازاى؟ تنفست الصعداء وبدأت "أسجده" بشوية معلومات من اللى انا عارفهم وكل ما عنيه تبرق أديله معلومات أكتر لحد ما اقتنع انه يشوف الحفلة معايا ويشرب شاى كمان، والحقيقة انه بعد أول أو تاني أغنية ناااام وهو قاعد على الكرسي. بعد الحفلة اتسحبت وطفيت النور عليه، وطلعت نقلت الاريال ونزلت كلمت حياتي عادى وانتظرت تاني يوم ايه اللي ممكن يحصل؟ http://www.youtube.com/watch?v=6LGGQhuLK2w في العام التالي كنت أعمل محرر فن في أحدى الصحف وطلب منى تغطية مؤتمر ماجدة الرومي في دار الأوبرا استعداداً لحفلتها الأولى في المسرح الكبير، كان الموعد تقريباً حوالى 11 صباحاً، ماجدة متصدرة المنصة، وكانت تشبه الملائكة في ثوب بنى، وبجوارها يجلس الموسيقار جمال سلامة، بعد المؤتمر سلمت على ماجدة الرومي وقبلت يدها اعجاباً واحتراماً، ومنحتني السيدة الرقيقة مجموعة البوماتها مغلفة على شكل هدية كانت من أجمل الهدايا وقتها ولازلت أحتفظ بثلاثة البومات منتحتنى هي إياهم. http://www.youtube.com/watch?v=wdIZBgmq_MA في الأيام القليلة الماضية تداول العالم العربي كله فيديو للسيدة العظيمة تتحدث فيه للسياسيين اللذين مزقوا لبنان من أجل مصالحهم، وكانت كلمات الرومي أشبه بطلقات الرصاص على لصوص الأوطان. ما يهم هنا كيف استقبل المصريون هذه الفيديو؟ ناهيك عن الدموع والترقب والخشية من أن تتحول مصر إلى لبنان جديد، لكن الواجدان الشعبي في مصر استقبل فيديو ماجدة بأنه رسالة تحذير "أن لم تتوحدوا فهذا مصير الفرقاء وهذه نهاية الطائفية". وقالت ماجدة وهى تتحدث شبه باكية في مؤتمر حاشد في حضور السياسيين ورؤساء الأحزاب: "كام سنة لازم ننطر؟ كام بيت بعد لازم يخرب؟ كام شاب وصبية لازم يفلّوا من البلد حتي تتجمعوا وتنهوا الانقسام؟؟" "بتقولوا انكم مؤتمنين على سيادة البلد وعلى سلامتنا، وانتوا بتعرفوا اننا مش بخير" "أنتم فتتوا البلد وفرقتونا وقسمتونا بقلب البيت الواحد، لأن بدكم تعملوه على أد طوائفكم وأحزابكم.. بدكم تعملوه على أد الكرسي.. " أنا بشهد لربنا اللي بيحب السلام.. بشهد بالحق.. بشهد لدم خيرة شبابنا ولكرامة المواطن اللبناني المعذب " "صار في شهيد إلون وشهيد إلنا ،الشهداء كلن شباب حرقوا القلب وكل ذنبهم انهم لبنانيين " . انقسام "مين التانيين ؟ ومين الأولين ؟ مش كلكون لبنانيين" " انتم أعلنتوا للعالم على مدار 30 سنة أنكم مش قادرين على إدارة هذا البلد .. بيكفي اتركونا نعيش عم تخنقونا ". ماجدة الرومي: إنتي ومصر واحد إنتي والدنيا كلها واحد إنتي والقلب واحد سنظل نحبك ونحترمك.