أكد المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي أفيدار، بأنه على الرغم مما شهدته مصر من "فوضى السلطة" على مدار ثلاث سنوات، الا أن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي نجح في الوصول بمصر إلى الاستقرار بفضل الثقة التي يحظى بها على مستوى كل الطبقات والقطاعات باستثناء أوساط جماعة الاخوان المسلمين الذين لا يزالون يعيشون في ما يعرف بالصدمة المطلقة مما حدث من عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وأضاف "أفيدار" فى تحليل نشره اليوم، الثلاثاء، بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه على مدى الثلاث سنوات الماضية لم ينجح أحد في تثبيت مكانته كزعيم للدولة الأكبر والأهم في العالم العربي بالرغم من هرولة العديد من الزعماء والمهتمين بالوصول للحكم الى كرسي الحكم إلا أنهم اختفوا خلال الأحداث فلم يتمتع أحد منهم بصفة رئيسية وهي الشرعية الجماهيرية والدولية. واختلف "أفيدار" مع الآراء التى ترى أن وسائل الإعلام المصرية هي المؤثرة في رفع شعبية السيسي، موضحا أن الشعب المصري يشترى صوره لتكون في منازلهم أو مكاتبهم، مشددا على أن وسائل الاعلام المصرية تفهم ما يدركه كل مواطن في الشارع المصري بشكل غريزي حيث أن الزعيم الذي تاقت له الجماهير منذ عزل الرئيس المصري السابق حسنى مبارك موجود ومن يقف ضده كمن يقف ضد الشعب. وتابع "أفيدار" قائلا: "الشعب المصري مهتم بزعيم قادر على أن يعيد المجتمع المصري إلى الحياة لتستقر الساحة السياسية الهشة ويعود الاقتصاد الى الحركة من جديد"، مشيرا إلى أن السيسي في أن يقر دستورا مستقرا من جديد بنسبة 98.1 % من المقترعين الذين صادقوا على الدستور الجديد في الاستفتاء الشعبي الاخير واثبتوا هزيمة معارضي وزير الدفاع ولا يهم اذا كان قد قرر التنافس على الرئاسة أم لا، فكل مرشح آخر يجري انتخابه سيكون أقل شعبية منه. وعن الإدارة الأمريكية قال أنها تستوعب دروس الشهور الأخيرة فلا يمكن مواصلة تفسير مطالب الشعب المصري بمفاهيم غربية فجماهير المصريين الذين خرجوا للتظاهر غضبا على مبارك وحكمه المطلق هم نفسهم الذين يهتفون للسيسي اليوم، فالاستقرار والامن الشخصي أهم لهم بقدر لا يقل عن الشعارات الرومانسية عن الحرية والديمقراطية، فعلى أمريكا أن تسارع الى قبول الحكم الجديد والتعاطي معه باحترام. وأضاف "أفيدار" قائلا:" أن على اسرائيل هي الاخرى أن تواصل نهج الاحترام والحذر، وينبغي على الحكومة الاسرائيلية أن تلطف الدعوات الحماسية في ضوء الشرخ بين السيسي وحماس، فوزير الدفاع المصري يقود سياسة مصالح، وكلما تحمست اسرائيل للمواجهة بينه وبين حماس، فإنها تقرب موعد ترتيب العلاقات بينهما، فبعد أن تتعلم حماس مكانها وتحترم الحكم الجديد، سيمكن السيسي أيضا من التفاهم معها".