"مرسي" يغيب لسوء الأحوال الجوية.. واشتباكات بين أنصاره ومؤيدي "السيسى".. والأمن يقيم كردونا لحماية الإعلاميين من الاعتداءات العريان: المحكمة مسيسة وغير عادلة.. ونحن محتجزون تحت الإقامة الجبرية ويتم معاملتنا معاملة سيئة أجلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، ثاني جلسات محاكمة الرئيس المعزول، محمد مرسي، و14 آخرين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، لإتهامهم في قضية قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية يوم 5 ديسمبر2012، لجلسة 1 فبراير القادم، لإحضار الرئيس المعزول محمد مرسي من محبسه، مطالبة النيابة العامة إحضار باقي المتهمين بالجلسة القادمة مع إستمرار حبسهم علي ذمة القضية. وعقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف وعضوية المستشارين حسين قنديل وأحمد أبو الفتوح وسكرتارية سيد شحاتة وممدوح عبد الرشيد. بدأت الجلسة التي لم تستغرق سوي أربعة دقائق، بإعلان رئيس المحكمة أنه تلقي خطابا من مدير أمن القاهرة، يفيد بتعذر وصول مرسي من محبسه بسجن برج العرب بالإسكندرية، نظرا لسوء الأحوال الجوية هناك، فيما حاول أحد المحامين من هيئة الدفاع عن المتهمين مقاطعة رئيس المحكمة أثناء نطق القرار، إلا أن القاضي غضب وارتفع صوته قائلا: "اسكت لما المحكمة تتكلم اسكت". وكان الرئيس المعزول، محمد مرسي، قد رفض بالجلسة الماضية توكيل محامي للدفاع عنه، فخاطبت المحكمة نقابة المحامين لإنتداب محامي للدفاع عنه، طبقاً لقانون الإجراءات الجنائية، حيث حضر بجلسة اليوم محمد فرحات، المحامي المنتدب من النقابة، للدفاع عن الرئيس المعزول، والذي أكد أنه كاد ينسحب من هيئة الدفاع عنه لما شهده بالجلسة من هرج ومرج وعدم إنتظام، وكذلك المعاملة التي يلقاها الحاضرين من الأمن، حيث يتعرضون لتفتيش ذاتي ومنعهم من الدخول بأجهزة المحمول، بالإضافة لسيرهم أكثر من ثلاثة كيلو متر بدءا من البوابة الرئيسية للأكاديمية وحتي الوصول إلي البوابة 8 المخصصة للدخول. وتم إحضار المتهمين من محبسهم وإيداعهم قفص الإتهام وظهروا مرتدين ملابس الحبس الإحتياطي البيضاء، وفور دخولهم قفص الإتهام قاموا بالتلويح بأيديهم بإشارة رابعة، وإعتلت وجوههم الضحكات والإبتسامات، وشهدت الجلسة حضورا إعلاميا مكثفا. وقال عصام العريان، القيادي الإخواني المتهم بالقضية، إنهم محتجزين تحت الإقامة الجبرية من الساعة الواحدة والنصف من فجر اليوم ويعاملون معاملة سيئة، وأن هذه المحاكمة غير عادلة وغير دستورية سواء لهم او للرئيس المنتخب محمد مرسي، وأنه الرئيس الشرعي للبلاد بحسب تعبيره-. وأشار "العريان" إلى أن "مرسي" رفض الظهور بالجلسة لأنها محكمة غير شرعية، مضيفا: "نحن نجل القضاء ونحترمه وننأي به عن أي تحيز ويجب أن ينزه عن كل شائبة ونرفض الزج به في السياسة، فالمحاكمة مسيسة وأن الشعب إختار رئيسه الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد، كما وافق أعضاء البرلمان علي الدستور الشرعي وبالتالي فإن المحكمة سياسية وهذا إنتقام سياسي منا". بخلاف ذلك، شهد مقر أكاديمية الشرطة، إجراءات أمنية مشددة وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا بطول سور الاكاديمية باتجاه بوابة 8 التى يدخل منها الإعلاميين والصحفيين، كما تم نشر عدد من مدرعات الشرطة وأفراد الأمن على الطريق الموازى للبوابة، لمنع أنصار "مرسى" من الإقتراب من الاكاديمية، وسمحت قوات الأمن للإعلاميين الحاصلين على تصاريح بدخول المحكمة، ورفضت دخول أيا من المحامين او المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول او انصار الفريق السيسى لحضور الجلسة لعدم حملهم التصاريح المخصصة. وحضر الدكتور محمد سليم العوا، رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين، في الصباح الباكر، وسمح له الأمن بالدخول، إلا أنه رفض الدخول سيرا علي قدميه بدون سيارته، مؤكدا أنه لايقدر علي المشي تلك المسافة الكبيرة، وأصرت قوات الأمن علي منعه من الدخول بسيارته، فأصر علي دخوله بها، مشيرا إلي أنه لا يقل أهمية عن فريد الديب، محامي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، الذي يدخل بسيارته إلي مقر قاعة المحاكمة دون أن يعترضه أحد. كما حضر محمد الدماطى، عضو هيئة الدفاع عن المتهمين، وقال أنه سيطلب خلال الجلسة تفريغ الفيديوهات والشرائط الخاصة بأحداث الاتحادية، في حضور خبير متخصص فى تفريغ الشرائط. وتواجدت مجموعة قليلة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، للتظاهر أمام أكاديمية الشرطة، تلبية لدعوة تحالف "دعم الإخوان"، الذي طالب أنصاره بالتظاهر أمام قاعة المحكمة، تزامنا مع الجلسة، ورددوا هتافات معادية للجيش والشرطة والفريق السيسى، مما دفع الأمن الى محاصرتهم والقبض على ستة منهم، وإيداعهم فى إحدى سيارات الترحيلات، كما طاردوا باقي العناصر أمام البوابة الرئيسية للأكاديمية، حيث تم القبض علي 4 آخرين، كما قام المتظاهرون المؤيدون للقوات المسلحة بإشعال النيران فى صور الرئيس المعزول وقاموا بدهسها تحت أقدامهم. ونشبت مشادات كلامية واشتباكات بسيطة بين أنصار "مرسى" ومؤيدي "السيسى"، وقامت إحدى السيدات من مؤيدي السيسي بنزع النقاب من على وجه سيدة من مؤيدي مرسى، مما دفع الأمن الى التدخل وفض الاشتباك بينهما، وتم إخراج السيدة وسط حماية عدد من الإعلاميين المتواجدين بالمكان لتغطية وقائع المحاكمة. وكانت الأكاديمة قد شهدت حضور إعلاميا مكثفا من قبل القنوات الفضائية المصرية والأجنبية، حيث قامت قوات الأمن بعمل كردون أمنى بين سيارات القنوات الفضائية والمتظاهرين من أنصار المعزول، وذلك لمنع الاعتداءات على الإعلاميين التى شهدتها الجلسة الأولى.