قال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن حزب النور شارك في لجنة الخمسين لتعديل الدستور لتقليل الشر والكفر البواح، مضيفًا أنهم بذلك لم يوالوا العلمانيين. جاء ذلك ردًا على سؤال وجه لبرهامي على موقع "أنا سلفي"، كان نصه "ما هي الموالاة التي يُذم بها المسلم، ويقال عنه حينئذٍ أنه والى العلمانيين على حساب دينه وإخوانه في الإسلام؟ لأن الاتهامات كثيرة جدًّا حول استمرار تواجد حزب النور في المشهد السياسي والمشاركة في لجنة الخمسين إلى الآن، رغم كل ما يقع من هذه اللجنة والقائمين عليها، وأن هذا الاستمرار في التواجد في المشهد هو من موالاة العلمانيين وأعداء الدين الذين لا يريدون شريعة الله في أي مكان، هل هناك موالاة محرمة للعلمانيين وأعداء الدين، وأخرى جائزة؟ بمعنى أنها تكون مباحة إذا كان العلمانيون أولي قوة وبأس شديد؟". وقال برهامي في رده على السؤال: "الموالاة هي المحبة والرضا بملة القوم وطريقتهم، ومناصرتهم على الكفر والفسوق والعصيان، والطاعة والمتابعة والتشبه، وليس (التواجد في المشهد) -كما تقول- من الموالاة؛ فإن الله لم يحرِّم: القعود، والكلام، والحوار، والجدال مع الكفار، فضلاً عن المنافقين، فضلاً عن عصاة المسلمين (ولو كانوا أصحاب كبائر)، وليس الناس صنفًا واحدًا، وقد قال الله -تعالى-: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) (النساء:140)". وتابع: "حرَّم -سبحانه- الجلوس مع الكفار حال كفرهم واستهزائهم بآيات الله دون إنكار عليهم، فأما مَن جلس معهم يمنعهم من الاستهزاء بآيات الله ويأمرهم بتحكيمها والإيمان بها وإتباعها؛ فهذا محمود غير مذموم". وأضاف برهامي: "إذا كان كلام طائفة من الناس سيكون ملزمًا للأمة والدولة كلها -ولو قالوا في كلامهم كفرًا ونفاقًا أو فسوقًا وعصيانًا، فجلس معهم مَن يجادلهم بالتي هي أحسن، كما أمر الله -تعالى-، وليس نَهَى -كما يزعم مَن سب الدعوة والحزب، لأجل التواجد في المشهد، رغم أنهم لم يذموا مَن تواجد في اللجنة الأولى مع نفس النوعيات". وأردف: "مَن جلس معهم يجادلهم، ليقلل الشر والفساد، ويمنع الكفر، ولو لم يتمكن مِن منع كل مخالفة للشريعة، ولكن قلل الشر، وبدلاً من أن يتضمن الدستور كفرًا بواحًا يصبح متضمنًا لكلام محتمل للتأويل هم أنفسهم يصرِّحون في المضابط أنهم لا يقصدون ما يحتمله من الكفر، بل يستنكرونه - فهذا الفعل من صاحبه: أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ودعوة إلى الله -تعالى-، وليس موالاة أصلاً".