بالصور.. المواطنون يرحبون رغم الزحام الشديد كثافة أمنية مشددة .. وشرطة الهيئة: السكة الحديد خط أحمر ممنوع الاقتراب منها بسوء بوابات ألكترونية وكلاب بوليسية للكشف عن المتفجرات والمخدرات..وممنوع اقتراب الباعة الجائلين شرطة سرية داخل القطارات وتنسيق تام بين الأمن والمفتشين والسائقين لسلامة أمن المواطنين "مزحوم يا قطر الغلبانين.. وحنشكي مين، واخدين على صوت الأنين لينا سنين، متعلمين الطاعة من قبل الصلاة، يا إما نبقي بضاعة يا إما المقصلة، والجُبن وسط جواعة قيمة متأصّلة، وأدي الحكاية مفصّلة بس اللي يسمع مين". كانت كلمات الشاعر هشام الجخ تدق كأجراس التنبيه في الآذان، مع تحرك أول قطار صباح اليوم على خط الصعيد خوفا من توقفه من جديد بعد أن أطال معدومي الدخل والمهمشين وطلبة الجامعات والعاملين انتظاره. رُبع مرتبات البسطاء صارت تُنفق بشكل يومي على المواصلات الخاصة، بشكل استنفذ الجزء الأكبر من أجورهم وأجبرهم على الدخول في حرب استنزاف لمواردهم الضعيفة. "الوادي" رصدت حركة القطارات وشاركت البسطاء بسمتهم التي رُسمت على وجوههم، رغم بعض المعاناة التي ما تزال قائمة نتيجة الزحام وتأخر المواعيد الرسمية للتحرك والوصول، وهو ما حدث مع أول قطار يحمل رقم (978)،والذي انطلق من القاهرة في الثامنة والربع من صباح اليوم رغم أن ميعاد تحركه كان في حدود السادسة والنصف مع وصول نسبة حجز التذاكر في اليوم الأول إلى نحو 40%. أول الأيام بعد 100 يوم من الصيام الإجباري عن العمل "عايزين القطارات تشتغل بأي طريقة، مع شوية أمان أكتر من ناحية الحكومة، عشان نركب مرتاحين زي زمان، توقفها خراب علينا كلنا وقطع لعيشنا ومرمطة لينا ولعيالنا".. كان ذلك هو المطلب الرئيسي الذي أجمع عليه كافة الركاب اليوم على خط (القاهرة – الصعيد) وعلى الرغم من إعادة تشغيلها اليوم إلا أن الكثير منهم يتخوفون من تعطلها وتوقفها مرة أخرى، رغم تشديد الرقابة الأمنية داخل المحطة والقطارات على حد سواء. عم صلاح فرج، أحد الركاب من بني سويف وعامل صيانة في القطار المتجه للوجه القبلي كان يحمل الهم الأكبر قبل أيام من العودة إلى بيته مع توقف حركة سير القطارات وقال إن المسافرين كثيرًا ما عانوا خلال الشهور الماضية، مضيفًا أن "القطارات تعتبر مجانية بالمقارنة بالمواصلات العادية". إحدى السيدات اقتربت منا وقالت إن راحة البال والأمان لا نجدها إلا في قطارات السكة الحديد، فلا خوف من تحرش أو بلطجة أو سرقات أو نحمل هم الطريق وطوله الذي قد يزيد عن الخمسة ساعات ولكننا مطمئنين على حياتنا فيها برغم حوادثها. أحد الركاب قال ل"الوادي" : احنا خلاص تعبنا وكفرنا من وسائل المواصلات العادية ومش بنحس بالامان غير في القطارات، مؤكدا أنه مهما كثرت حوادث القطارات اليوم فإنها تظل الوسيلة الأكثر أمانا للمواطنين والسيدات علي وجه الخصوص . وعلى الرغم من الترحيب الشديد بعودة تشغيل قطارات السكك الحديدية إلا أنه كانت هناك حالة من "التأفف" أصابت المواطنين جراء الازدحام الشديد الذي شهدته عربات القطارات المكيفة والدرجة الثالثة بوجه قبلي إلا أن الركاب تجاوزوها خاصة في ظل المقارنة المستمرة بين أوضاعهم قبل استئناف حركة سير القطارات وأوضاعهم بعد عودتها. شرطة الهيئة : ممنوع الاقتراب من السكك الحديدية بسوء عند مدخل محطة مصر استوقفنا أحد أفراد الأمن المنتشرين بالخارج، وطلب منا الكشف عن هويتنا قبل التصوير واقتادنا إلى شرطة النقل، للسؤال عنا أولا، وهناك التقينا بالعقيد نجوي درويش، مدير العلاقات العامة بشرطة النقل والعميد أيمن كامل من المباحث العامة وأكدت العقيد نجوى درويش، في تصريحات ل"الوادي"، أن السكك الحديدية خط أحمر ممنوع الاقتراب منه بسوء، خاصة في ظل تواجد الكم الكبير من الشرطة الذين سيحولون دون وقوع أي إضرابات أو تظاهرات داخل القطارات أو خارجها أو في محيط المحطة، فالتأمين محكوم من قبل السائقين والمفتشين وشرطة الهيئة، فضلا عن الاستعانة بالكلاب البوليسية لتفتيش القطارات والحقائب للكشف عن المتفجرات والمخدرات والأسلحة النارية أو البيضاء . من جانبه، قال العميد أيمن كامل إن هناك شرطة سرية وقوات نظامية كافية داخل القطارات وفي ساحة المحطة بنحو ضابط وخمسة أفراد بحث ونظام مرافقين لكل رحلة تخرج من القاهرة للصعيد أو العكس لتولي تأمين القطارات بالتنسيق مع مديريات الأمن والأمن الوطني والأمن العام والأمن المركزي لتأمين خطوط سير القطارات، ضمن الحلقة الثانية من خطة التأمين وثلاثة بوابات ألكترونية كما في المطارات للكشف عن المتفجرات في داخل الحقائب والأمتعة الخاصة بالمسافرين للتعامل مع أي قوات أو شغب يخل بالنظام العام، مضيفا أنه غير مسموح بأي كيان أو تيار سياسي أن يعيق حركة القطارات وقطع خط السكة الحديد . ما لفت نظر "الوادي" خلال جولتها في "محطة مصر" وداخل القطارات وعلى الأرصفة هو الاختفاء التام للباعة الجائلين، نتيجة الكثافة الأمنية الهائلة في ساحة المحطة من الخارج ومن الداخل، فضلا عن انتشار القوات السرية داخل القطارات للتخوف من نشرهم الفوضي في عربات القطارات . لمشاهدة الصورة: اضغط هنا