في المحطة الأخيرة للكتاب بمعرض القاهرة الدولي في جلسته الختامية جاء اللقاء الفكري الأخير ، بين كلا ً من الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب ، والمفكر عاصم شلبي رئيس اتحاد الناشرين المصريين والعرب حيث صارحاالجمهور بما تحقق هذا العام وخطتهما للعام القادم ، حيث أشار كلاهما إلى أن النشر الإلكتروني أصبح من أهم وسائل النشر للناشر ، فقد كشف أحمد مجاهد عن تجربة ناجحة للهيئة في هذا الشأن وحذر الناشرين الممتنعين عن مواكبة العصر بتقليص دورهم إذا لم ينتبهوا لصورة المشهد العالمي وطبيعة قارئ المستقبل ، بينما قدم عاصم شلبي رؤيته حول الموضوع مؤيدا الإقتراح بنقل المعرض العام القادم إلى قاعة المؤتمرات وترحيله إلى 5 فبراير ليبتعد عن الإضطرابات السياسية التي تواكب ذكرى الثورة. وأضاف شلبي أن التوافق بين الهيئة وإتحاد الناشرين سمح للقاء بأن يخرج في صورة تشير إلى الوفاق وتبشر بدورة قادمة يتفاعل فيها الجميع من أجل الإرتقاء بالكتاب والثقافة المصرية ويعطي الأمل في تقديم صورة مصر ما بعد الثورة. فيما وصف مجاهد المفكر عاصم شلبي بالشريك قبل أن يهنئه على إنتخابه مؤخرا لرئاسة إتحاد الناشرين قائلا ً : " أمضيت في الهيئة ما يقرب من عامين وهذا هو المعرض الثاني الذي أعمل من خلاله مع اتحاد الناشرين ، وما زلت أشعر بالسعادة لسببين الأول : أنني رئيس للهيئة العامة للكتاب وهي أكبر مؤسسة نشر حكومية مصرية وعضو بمجلس إدارة إتحاد الناشرين المصريين ، والثاني هو أن صورة الكتاب لا يمكن أن تعبر عنها فقط ما يصدر من الهيئة العامة للكتاب أو مؤسسات النشر الحكومية بصفة عامة ، ذلك لأن ما ينتجه النشر الحكومي مقارنة بالخاص لا تتجاوز نسبته ال 5 % ولا تصل بأي حال من الأحوال إلى 10% فقط ! وبالتالي فإن صورة الكتاب المصري حين يتم تقديمها للعالم لا تكتمل إلا بالنشر الخاص " ، وأضاف مجاهد أن الهيئة العامة للكتاب وإتحاد الناشرين يعملان من خلال هدف واحد وهو نشر أفضل الكتب والترويج الثقافي للمنتج الفكري والإبداعي المصري بصرف النظر إن كان حكومي أو خاص . كما عبر الدكتور مجاهد عن سعادته بالبرنامج المهني الذي تم تنظيمه في اليومين السابقين على معرض الكتاب وتم فيه التنسيق الكامل مع إتحاد الناشرين المصريين ، وإستضافة 70 ناشر مصري و30 عربي ، وكان الهدف منه هو مناقشة مسألة النشر الإلكتروني وأهميته الكبيرة في العالم ، وأشار أنه بالإضطلاع على التجربة الأمريكية نجد أن النشر الإلكتروني بلغت نسبته ال 50% ، وفي معرض فرانكفورت الأخير لاحظ القائمون عليه أن الإقبال قد إنخفض إلى نسبة 50% ، وأرجعوا السبب إلى المنافسة الإلكترونية ، وأن هذا هو ما جعل دور النشر الكبرى لا تصدر كتابا إلا للناشئة والأطفال من سن 17 سنة وأقل ، وحذر مجاهد من عدم دخول الناشر في حلبة النشر الإلكتروني بأي نسبة من النسب لأن ذلك سيفقده قطاعا كبيرا من سوق الكتاب في المستقبل القريب . وفيما أنتقد مجاهد سلوك بعض الإعلاميين الذين لا يعدون جيدا لبرامجهم ، وأشار أن أحد المذيعين بقناة معروفة قال : عودة معرض الكتاب بعد توقفه عامين ، وأن نفس المذيع أجرى لقاء معه في وجود وزيري الثقافة المصري والتونسي لمدة ساعة كاملة على الهواء للحديث عن المعرض في دورته ال43 . كما أشار مجاهد إلى أن المشكلة الرئيسية التي واجهت إقامة المعرض هو موعد إقامة معرض المغرب الذي يحين موعده بعد معرض القاهرة الدولي مباشرة من كل عام وهو ما كان يجعل الناشرين العرب وبعض المصريين يغادرون أرض معرضنا قبل أن ينتهي بأيام للحاق بمعرض المغرب . وأن هذه المشكلة تم حسمها عندما تم ترحيل موعد معرض المغرب إلى شهر مارس وهو ما أعطى مساحة من الوقت للناشرين وزوار المعرض الوافدين من جميع الدول إلى مصر لمشاهدة المعرض ، وأن لهذا السبب تقرر إقامة معرض القاهرة الدولي العم القادم في 5 فبراير أي بعد إقامة معرض المغرب .