تزامنا مع احتفالات عيد القيامة، البابا تواضروس يترأس قداس خميس العهد    بالأسماء، وزير الداخلية يأذن ل 21 مواطنا بالحصول على الجنسيات الأجنبية    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    المشاط: استمرار التنسيق بين الجهات الوطنية والاتحاد الأوروبي لدفع جهود الإصلاح الاقتصادي    «الإسكان»: جاري تنفيذ 64 برجاً سكنياً و310 فيلات بمشروع «صواري»    رئيس الوزراء يبحث مع شركات كوريا الجنوبية سبل تعزيز استثماراتها في مصر    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الأهلي للصرافة» تجذب حصيلة 6.9 مليار جنيه خلال شهر أبريل    وزير التعليم العالي يستقبل مدير المجلس الثقافي البريطاني لبحث آليات التعاون المُشترك    شيخ الأزهر ينعي الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    تفاصيل جلسة جوميز مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة البنك الأهلي    بايرن ميونخ يكشف حقيقة اتصالات ريال مدريد لضم ديفيز    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع خادم دياو بديل معلول    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    تفاصيل مصرع سيدة ونجاة زوجها في حريق شقة بحلوان    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    العثور على جثتي أب ونجله في ظروف غامضة بقنا    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    أخصائية تربية تقدم روشتة لتقويم سلوك الطفل (فيديو)    الفنان ياسر ماهر ينعى المخرج عصام الشماع: كان أستاذي وابني الموهوب    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    بعد أزمة أسترازينيكا.. مجدي بدران ل«أهل مصر»: اللقاحات أنقذت العالم.. وكل دواء له مضاعفات    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال أبريل 2024    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    الصحة: مصر أول دولة في العالم تقضي على فيروس سي.. ونفذنا 1024 مشروعا منذ 2014    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا السماد المسرطن تلاحق المخلوع في طرة
نشر في الصباح يوم 19 - 02 - 2013

رحلة «أب» لإثبات مسئولية مبارك ونظامه عن وفاة «ابنه» بالسرطان
بسيوني: مستعد لتشريح جثة ابنى 100 مرة .. ولن أتهاون في حقه
الرئيس السابق تسلّم إعلان اتهامه بالتسبب في وفاة «مروان» من مأمور «طرة»
«الدينوسيد والسيبركال والبيركال والكاليرون والأتايرون» أشهر مسببات السرطان
الطماطم والبطيخ و«الشيبسي» بها 90% من عوالق المبيدات والأسمدة «المسرطنة»

محمد مروان محمد بسيونى، 22 سنة، لم يكن أول أو آخر ضحايا سرطان الغدد الليمفاوية، لكن أسرته ربما تكون هى أول من بدأت طريق البحث عن حق فقيدها عند الحكومة، بعدما أكدت التقارير الرسمية أن سبب وفاته بالسرطان هو الأطعمة الملوثة بالمبيدات المحظورة، وإذا كان مروان ليس الضحية الوحيدة لفساد العهد البائد، فإنه لن يكون الأخير خصوصا أن هذه اللعنة تطارد الأجيال الجيدة بسبب ما يسمى التلوث التراكمى الذى يجعل من أجسادهم بيئة مهيأة للإصابة بالسرطان، يزحف المرض الخبيث داخلها وينهشها، بينما الملايين لا يعلمون ماهية الخطر الداهم، الذى يواجههم، ولا يعلمون أيضا كيف يحصلون على حقوقهم أو كيف يحاسبون المسئولين عن ذلك.. فى هذه السطور ترصد «الصباح» تفاصيل رحلة أسرة أحد الضحايا بحثا عن حق فقيدها الذى أهدرت حياته مسببات السرطان .

تقرير رسمى
التقرير الرسمى عن وفاة الشاب «محمد مروان محمد بسيونى» 22 سنة، الطالب فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، الذى حصلت عليه «الصباح» يثبت أنه توفى متأثرا بسرطان الغدد الليمفاوية، لكن تلك الوفاة كان يسبقها معاناة كبيرة للشاب الضحية ولأسرته أيضا.
«الصباح» التقت محمد بسيونى، والد الشاب الضحية الذى يعمل محاميا، فى الإسكندرية، وقد قرر ألا يترك حق ابنه، خصوصا وقد تأكد من الأطباء المعالجين أن ابنه كان ضحية لتراكم المبيدات الزراعية التى دخلت إلى جسده عبر الأطعمة التى كان يتناولها ما تسبب فى إصابته بالسرطان.
ربما لم يجد الأب ما يلهمه الصبر على فقد ابنه سوى البحث عن حقه الضائع فى غياهب متاهات الفساد، التى أدخلت هذه المبيدات إلى البلد ليقع ابنه وكثيرون غيره ضحية لها، فقرر أن يسلك طريقا صعبا لإثبات أن حياة ابنه لم تذهب هدرا.
يقول الأب عن ابنه «كان ابنا بارا وأكبر إخوته ويحفظ القرآن الكريم، إلا أنه فى شهر إبريل 2010 تم اكتشاف مرضه بسرطان الغدد الليمفاوية، وبدأنا معه رحلة العلاج، حتى تحسن نسبيا، ودخل امتحانات المرحلة الثانية بكلية الهندسة ونجح، وبعد ظهور النتيجة بدأ «مروان» يشعر بصداع شديد، وتم إجراء الفحص الطبى له، فأظهر أنه مصاب بسرطان المخ، فبدأنا معه رحلة علاج أنهكت جسده، لكن المرض كان أشرس من أن يعالج، فانتشر فى كل أرجاء جسده، حتى توفى فى مارس 2011 بعد اندلاع ثورة 25 يناير.
يقول الأب نجاح الثورة، كان الدافع الذى جعلنى أنا والأسرة نبحث عن سبب مرضه وإصابته بالسرطان، وكانت الإجابة التى أجمع عليها الأطباء، أن السبب هو الطعام الفاسد والمبيدات والهرمونات واللحوم المسرطنة بالإضافة إلى القمح المسرطن».
يضيف الأب، لكى نتأكد من هذه المعلومة توجهنا لمتخصصين فى علم الغذاء ومنهم «أساتذة كلية الزراعة» وسألناهم عن حقيقة ما قاله الأطباء، فأكدوا أن جميع الأبحاث العلمية «المحلية والعالمية»، أكدت بما لايدع مجالا للشك أن ما أدخله الفاسدون من مبيدات وهرمونات، ولحوم وقمح مسرطن إلى البلاد، هو السبب المباشر فى حدوث جميع أنواع السرطان التى تواجه المصريين ومنها سرطان الغدد الليمفاوية.

البحث عن حق «الضحية»
رحلة البحث عن حق الابن الضحية لم تكن سهلة، حيث كافح والد «مروان»، لإثبات ما وراء وفاة ابنه بالسرطان، وكانت أهم محطة فى رحلته تلك، هى مركز البحوث الزراعية، الذى كان يترأسه الدكتور أيمن فريد أبوحديد، قبل أن يصبح وزيرا للزراعة بعد الثورة، وكذلك مركز الهندسة الوراثية بالمنوفية، الذى يترأسه الدكتور عمر، ومعه أربعة أساتذة آخرين، الذين أكدوا أنه خلال سن ال20 عاما وأقل، فإن معظم من فى هذه المرحلة العمرية مصابون بالسرطان غير الظاهر «تراكمى»، وأن وزارة الزراعة هى مصدر السرطان فى مصر، لكنهم رفضوا إعطاءه تقريرا مكتوبا بذلك، خوفا ممن وصفوهم بأتباع يوسف والى فى الوزارة، حيث كانوا وقتها قيد التحقيقات، ولا يزالون مسيطرين على الوزارة، وكان رد أحدهم عندما طلب منه التقرير «إنت عاوزنى أدخل جهنم برجلى» .
بسيونى يكمل حديثه عن رحلته القاسية، قائلا «لم أيأس بعدها، واستطعت التواصل مع الدكتور مختار دوس المتخصص فى المناعة المكتسبة بقسم الخضر فى كلية الزراعة بالإسكندرية، الذى أعطانا تقريرا علميا بذلك بعد شهر من وفاة مروان، بتاريخ 4 إبريل 2011 ، وتم اعتماده من عميد الكلية بتاريخ 5 إبريل 2011 .
ويضيف: لقد كشف لنا الدكتور مختار دوس، فى تقريره الكارثة التى خلفتها المبيدات المسرطنة فى مصر، موضحا أن وزارة الزراعة منذ عام 2000 وحتى اندلاع الثورة، استوردت مبيدات «الدينوسيد، والسيبركال، والبيركال والكاليرون، والأتايرون، والكاليكال، والمستلزمات الكيماوية للزراعة، دون مراعاة الأصول الوجوبية فى المراقبة والمعاينة والسلامة الصحية للمواطن أو التربة أو المصادر الأخرى، وأكد لنا أن هذه الكارثة أهلكت أكثر من 40% من الطاقة الإنتاجية لمصر، بغرض التربح المغسول بدماء الشهداء وضمير ميت لا حراك فيه.
والد الضحية يؤكد أن الددكتور دوس وصف دخول هذه المبيدات إلى مصر، بأنه استيراد لا جهالة فيه، لأن وزارة الزراعة تمتلك أجهزة علمية ذات كفاءة عالية، ومتقدمة لمعرفة تلك الأمور التى لم تكن خفية يوما عنها، على الرغم من أن العديد من العلماء عرضوا الكثير من الأبحاث حول هذا الأمر، فضلا عما قام به الإعلام لكشف هذه الكارثة، وأن نسبة التلوث من الخضر المسرطنة، وصلت إلى حد رهيب، إذ بلغت نسبتها 90%، فجميع الثمار الرخوية والحمية مثل الطماطم والكنتالوب والبطيخ بها مقدار لا يستهان به من هذه المسرطنات، مشددا على أنه لا توجد طريقة لتقليل أثرها، حتى إن الطهى ذاته لا يحد من شدة سميتها، وأن هذا التأثير الخطير على صحة الإنسان يتضاعف تراكميا داخل الإنسان، كما أن شرائح البطاطس الشيبسى تقدر نسبة التلوث بها والناتجة عن استخدام المبيدات والمغالاة فى أسمدة اليوريا، تصل إلى 90%، مما يؤدى إلى زيادة احتمالات الإصابة بالسرطان لدى مستهلكيها، وهو ما أكده العديد من الابحاث من أن تأثير هذه المواد وسرعة تراكمها داخل جسم الإنسان لهما علاقة ارتباط موجب، وتلازم عكسى على صغار السن، فكلما صغرت سن الإنسان زاد التأثر بها .
وأكد لنا أيضا أن كل ما سبق يؤكد أن الإصابة بالمبيدات المسرطنة أو تراكم اليوريا أساس إصابة جميع الشباب دون الثلاثين عاما بهذا المرض، أما من يجاوز الخمسين من العمر والعجائز، فقد لا يتأثرون بها بنفس النسبة، التى يتأثر بها «صغار السن» حيث تكون خلايا الجسم لدى الشباب حديث العمر شبه نشطة ومن السهل تحفيزها، والقدرة الهرمونية ضعيفة من ناحية المناعة المكتسبة، وعلى العكس تماما عند كبار السن فتكون الخلايا منعدمة البناء لأنها فى مرحلة الهدم.
التقارير التى حصل عليها بسيونى، بحسب ما يؤكد، تشير إلى أن وفاة ابنه كانت نتيجة لفساد مبارك ونظامه وهو ما دفعه إلى رفع دعوى رقم 2147 لعام 2011 ضد الرئيس السابق مبارك بشخصه «والذى تسلم قرار المحكمة على يد مأمور سجن طرة العمومى» وتفيد بتورطه فى قضية أسمدة مسرطنة أدت لوفاة ابنه مروان، وأيضا يوسف والى وزير الزراعة الأسبق، وأحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، ووزراء المالية والعدل والتعليم العالى ورئيس جامعة إسكندرية فى ذلك التوقيت، حيث اتهمهم جميعا بالتورط فى إدخال شحنات أسمدة مسرطنة أدت لوفاة نجله وإصابة الكثير من الشباب المصرى دون الثلاثين بالسرطان .
ويستطرد بسيونى: وقتها استطعت التواصل مع أهالى 6 شباب ممن أصيبوا ب«سرطان الغدد الليمفاوية»، ومنهم شريف سحاب متوفى، ومحمد رمضان، وقمت بضمهم إلى الدعوى القضائية وترافعت عنهم أمام محكمة الإسكندرية.
ويضيف: فريق الدفاع عن يوسف والى وعلى رأسهم الدكتور مصطفى أبوزيد فهمى المحامى، زعم أمام المحكمة أن الدعوى غير جدية، حيث إنه إذا كانت الدعوى حقيقية، لكان المصابون بالمرض 85 مليون مصرى، وليس من ماتوا فقط، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن، حيث فاجأتهم التقارير بأن ملايين الشباب دون الثلاثين مصابون بعدوى تراكمية، وأنه موافق على تشريح رفات ابنه «مروان» 100 مرة، رغم أنه سيكون أمرا قاسيا على والدته، لكن وافقنا حتى نكشف الحقيقة والكارثة التى تهدد شباب مصر.
بعد عام ونصف تقريبا حكمت المحكمة لأسرة «مروان» بندب لجنة برئاسة أحد الأطباء بمصلحة الطب الشرعى، وهو متخصص فى المناعة المكتسبة، وكان فى عضوية هذه اللجنة: أستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية متخصص فى الأورام السرطانية وأستاذ من معهد الهندسة الوارثية بزراعة المنوفية متخصص فى الزراعة الوراثية، وأستاذ من كلية طب الإسكندرية بقسم السموم، وأحد الخبراء القانونيين بمصلحة الخبراء بالإسكندرية، للاطلاع على أوراق الدعوى، ومستنداتها وما عسى أن يقدمه الخصوم فيها من مستندات، وما يتبين منذ تاريخ الدخول والحالة المرضية والقائمين على العلاج وسبب الإصابة بالسرطان، وكيفية دخول تلك المواد المسرطنة وهل تصنع فى مصر أم تستورد من الخارج، وتحديد جهات الرقابة عليها، والمخالفات والمسئول عن تلك الجريمة المدونة فى الدعوى رقم 2147 لعام 2011 .

إحصائيات عن السرطان
تؤكد إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 100 ألف حالة جديدة تصاب بالسرطان سنويا فى مصر، تضاف إلى أعداد المرضى المصابين بالمرض.
ويؤكد الدكتور حسين خالد عميد المعهد القومى للأورام بجامعة القاهرة، أن الإحصائيات المعلنة بالمعهد القومى للأورام تفيد بأن سرطان المثانة البولية هو الأكثر شيوعا بين الرجال، حيث يمثل 4،15%، وسرطان الكبد بنسبة 13%، بينما يحتل سرطان الثدى المركز الأول لدى السيدات بنسبة 6،37% يليه سرطان الغدد الليمفاوية بنسبة 8%، وفيما تتواصل تحذيرات الأطباء والمتخصصين فى علاج الأورام من تزايد أعداد مرضى أورام الغدد الليمفاوية فى مصر والعالم، يؤكد الدكتور محسن مختار أستاذ مساعد علاج الأورام بجامعة القاهرة، ورئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، أن حالات الإصابة بأورام الغدد الليمفاوية فى ازدياد، حيث يوجد حوالى مليون شخص على مستوى العالم يعانون من المرض، بالإضافة إلى ما يقرب من ألف فرد يتم تشخيص إصابتهم بالمرض يوميا.
ويوضح الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام والعميد الأسبق للمعهد القومى للأورام، أن السبب وراء التزايد المستمر فى حالات سرطان الغدد الليمفاوية لا يزال غير معروف، ويؤكد أن الإحصائيات تشير إلى إصابة 7500 مصرى بأورام الغدد الليمفاوية فى 2010، ومع ذلك ما زال السبب الرئيسى فى الإصابة بهذا النوع من السرطان وغيره من أمراض اضطرابات الدم غير معروف، ويضيف حسين، أن أورام الغدد الليمفاوية هى أحد أنواع سرطانات الدم حيث تصيب الجهاز الليمفاوى وتؤثر على خلايا الدم البيضاء والجهاز المناعى، كما تعد أورام الغدد الليمفاوية ثانى أكثر أنواع السرطان انتشارا بين السيدات وثالثها انتشارا بين الرجال فى مصر، بالإضافة إلى أنها تمثل 12% من إجمالى حالات السرطان التى تم تشخيصها فى المعهد القومى للسرطان، وتتراوح الأعراض بين تضخم العقد الليمفاوية فى منطقة الرقبة والإبط وأسفل البطن، والشعور بالإرهاق وفقدان الوزن والحمى والعرق الليلى والحكة الجلدية دون سبب واضح أو طفح جلدى .

المبيدات المسرطنة
أنواع المبيدات المسرطنة هى «الدايمثويت‏، ودايكوفول‏، وكابتان‏، وفولبيت وكلوروثالونيل‏، ومالاثيون، و دى دى تى بروبرجيت، كاربيندين، ألفا سيبر ميثرين، كوينالثوس، و دايزينون».
وهى مبيدات يتم تهريبها عبر الانفاق فى سيناء أو عبر شواطئ السواحل المصرية، أو ممرات التهريب عبر بحيرة المنزلة مرورا ببورسعيد، والقنطرة، حيث تم تغيير الاسم العلمى لعدد من تلك المبيدات المهربة المحظورة، وفق قوائم وزارة الزراعة، لتدخل من جديد إلى السوق المصرية.
بعض هذه المبيدات تنتجها شركة إسرائيلية بمدينة «نتانيا الإسرائيلية» ومنها مادة «الأكيتو كلو» المحظورة دوليا والمسببة للسرطان، والتى يتم إستخدامها فى رش الطماطم والباذنجان، وتستخدم عادة لإحداث نمو ونضوج بشكل سريع وعشوائى فى شكل وحجم الثمرة، لأن المادة الفعالة فى المبيد تضاعف أعداد الخلايا فى الثمرة مما يزيد من حجمها.
الأخطر من ذلك هو أن تلك المبيدات والأسمدة المسرطنة تبقى فى سيقان وأرواق أشجار الخضروات والفاكهة إلى أن تتناولها «المواشى والأغنام» مثل الجاموس والبقر والماعز وغيرها كغذاء يومى من حقول الفلاحين، وقد أكد الخبراء أن هذه الحيوانات وببسبب المبيدات المترسبة فى غذائها والتى تظل موجودة فى لحومها حتى بعد طهوها، تنضم إلى مسببات السرطانات التراكمية التى يتناولها الإنسان.
وقد تمت محاكمة يوسف عبدالرحمن وكيل أول وزارة الزراعة السابق عام 2003 مع آخرين بعد أن طلبت المحكمة من النيابة العامة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة الذى يثبت موافقة يوسف والى على استيراد مبيدات لها تأثيراتها المسرطنة والمحظور استيرادها بموجب قراره الوزارى رقم 874 لسنة 1996، ثم موافقته لاحقاً على استخدامها فى مكافحة الآفات الزراعية داخل مصر وإصداره شهادات تسجيل تضمنت أن المبيدات تمت تجربتها داخل مصر، وثبت عدم خطورتها على صحة الإنسان، رغم عدم صحة ذلك، وأيضا صدر قرار وزارى برقم 17 سنة 1999، بإلغاء عمل سبع لجان فى وزارة الزراعة من ضمنهم لجنة المبيدات والآفات الزراعية التى ينص عليها قانون الزراعة منذ عام 1966 وسط دهشة الكثيرين من الخبراء والمتخصصين، وتم تشكيل مكتب اسمه مكتب تسجيل المبيدات، الذى تم الحاقه بمكتب الوزير بمخالفة للقانون، لأن اللجنة بحكم نص القانون 53 سنة 66 لجنة مستقلة لا تخضع لسلطان أحد.
وقد ترردت أنباء بأن تلك المبيدات المسرطنة تباع فى دول شرق آسيا بقيمة منخفضة للغاية ورغم ذلك تحقق أرباحا خيالية، أما عن المبيدات الحقيقية الخاضعة للتأمين فتعتبر مرتفعة الثمن مثل المبيدات الأوروبية أو الأميركية، وبالتالى اتجه رجال الأعمال لإستيراد المبيدات المنخفضة الأسعار من هونغ كونغ وتايوان، ويؤكد كل ما سبق قرار المحامى العام بإعاده فتح التحقيق فى القضية رقم 3607 لسنه 2011 والمتهم فيها أحد مسئولى قطاع المطاحن بشمال الدلتا ومدير المطحن وأمين الشونة، وكذلك أعضاء لجنه مركز البحوث الزراعية التى قدمت تقرير ضلل النيابة العامة ودفعها لتبخير 2600طن قمح مسرطن وطحنه وتوزيعه على المخابز ليتناوله المواطنين على مدار45 يوم دون انتظار تقرير الإداره المركزية للمعامل بوزارة الصحه الذى صدر فى 9 نوفمبرعام 2011 برقم سرى يحمل 994 الذى كشفت أن هذا القمح مسرطن وغير صالح للاستخدام الآدمى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.