قامت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الهجرة والسكان واللاجئين آن سي ريتشارد يرافقها مساعدة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمكتب الديمقراطية (النزاع والمساعدات الإنسانية) نانسي ليندبرج اليوم الاثنين بزيارة لمخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق (75 كم شمال شرق عمان). وأطلعت ريتشارد ، خلال الزيارة، على أوضاع اللاجئين واحتياجاتهم الإنسانية تمهيدا لعرضها في المؤتمر الذي سيعقد في دولة الكويت بعد غد "الأربعاء" حول الأزمة السورية للمطالبة بتقديم دعم دولي للاجئين السوريين خلال المؤتمر وإشعاراً للعالم بأهمية دعم الشعب السوري خصوصا أنه لا تزال هناك موجات نزوح جماعية للأردن وتركيا. وقالت ريتشارد خلال جولتها بالمخيم "إنه من الضروري تجسير العلاقات الطيبة بين الولاياتالمتحدة والشعوب الأخرى من خلال تقديم أنواع الدعم جميعها من خلال برامج مدروسة"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة فخورة بعلاقتها مع الأردن والتعاون الثابت في عدد من المجالات المختلفة كالتعليم والمياه والرعاية الصحية والأمن الإقليمي. وأضافت "ريتشارد إن الهدف الرئيسي من الزيارة هو الاطلاع على الواقع الذي يعيشه اللاجئون السوريين في المخيمات ومدى الخدمة المقدمة لهم ونقل واقعهم ومعاناتهم عبر المؤتمر الدولي الذي سيعقد في الكويت لتأكيد أهمية تكاتف الجهود الدولية لدعم اللاجئين السوريين ودعم الأردن الدولة المضيفة لعدد كبير من اللاجئين"، داعية إلى أهمية مشاركة العالم لحل هذه الأزمة التي أصبح من الضروري وضع حد لها من خلال تكاتف جميع الدول في العالم. من جهتها، تحدثت مساعدة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمكتب الديمقراطية (النزاع والمساعدات الإنسانية) نانسي ليندبرج عن منحة إضافية تم تقديمها من الحكومة الأمريكية لدعم الأردن بقيمة 20 مليون دولار لمساعدة المجتمعات المحلية في المحافظات الشمالية على التعامل مع مشكلة شح المياه التي تفاقمت نتيجة تدفق اللاجئين السوريين. يذكر أن الولاياتالمتحدة هي الدولة الأولى التي تقدم الدعم المتواصل للاجئين السوريين حيث بلغ قيمة الدعم المقدم لهم ما مجموعه 220 مليون دولار أمريكي. وتشير الأردن إلى ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين داخل أراضيها إلى حوالي 340 ألف لاجئ ولاجئة منذ اندلاع الأزمة في سوريا منتصف شهر مارس 2011 وسط توقعات بارتفاع أعداد اللاجئين النازحين إلى أراضيها لأكثر من 600 ألف لاجئ إذا استمرت الأزمة السورية بنفس الوتيرة الحالية. وكانت رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور قد أكد مؤخرا أن بلاده لم تعد باستطاعتها تحمل العبء الكبير لاستضافة اللاجئين السوريين، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك سريعا لمساعدة الأردن في تحمل أعباء استضافة هؤلاء اللاجئين الذين تزداد اعدادهم حاليا عن 300 ألف لاجئ ولاجئة سورية، مشيرا إلى أن كلفة استضافة هؤلاء اللاجئين والخدمات المقدمة لهم تتراوح ما بين 500 - 600 مليون دولار أمريكي في حين أن ما وصل إلى الأردن من مساعدات دولية لا يتجاوز مبلغ 200 مليون دولار مما يشكل ضغطا أضافيا على خزينة الدولة.