تستعد الكويت لاستضافة مؤتمر المانحين للشعب السوري يوم الأربعاء القادم، والذي يأتي تلبية لدعوة من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قدمت خلال اجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي الأخير في البحرين، لتنسيق الجهود الرامية إلى مساعدة الشعب السوري المهجر إلى الدول المجاورة، بسبب الأوضاع في بلاده. وقال مصدر دبلوماسي: "إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيرأس المؤتمر، وجه الدعوات ل 60 دولة و20 منظمة دولية للمشاركة في المؤتمر والتبرع، مشيرا إلى أن أمير الكويت سيلقي كلمة بلاده ثم تعقبها كلمة لبان كي مون، ثم تلقى كل دولة خطابا قصيرا تعلن فيه مساهمتها المالية في المؤتمر. منح ومساعدات ويسعى المؤتمر إلى الوصول إلى مليار ونصف المليار دولار كمنح ومساعدات للاجئين السوريين، سيتم تسليمها إلى الأممالمتحدة، التي بدورها ستسلمها للمعنيين عبر منظماتها. وتعد الأجواء المعيشية الكارثية التي يمر بها السوريون في فصل الشتاء، حافزا تجعل من الجميع شركاء في "الجريمة الإنسانية " التي يعاني منها اللاجئون في تركيا ولبنان وغيرها، لم يتم الدفع باتجاه إنجاح مؤتمر المانحين. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت أن وكالاتها في حاجة إلى 5ر1 مليار دولار لتوفير التمويل الكافي حتى يونيو المقبل لمساعدة ما يصل إلى مليون لاجئ سوري وأربعة ملايين سوري تضرروا إزاء النزاع لكنهم لم يغادروا بلدهم، وأن نصف المدنيين المتضررين جراء الأزمة هم من الأطفال، وسجلت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أكثر من 500 ألف لاجئ سوري وباتت تتوقع أن يصل عدد هؤلاء إلى مليون بحلول يونيو 2013، أي ما يقارب 4ر4% من عدد سكان سوريا قبل الأزمة. المشاركة الإيرانية وأكدت مصادر كويتية مسئولة، أن الكويت لم توجه أية دعوة للحكومة السورية ولا للمعارضة، لحضور مؤتمر "المانحين" للنازحين السوريين، بينما وجهت دعوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للمشاركة في المؤتمر. وأفادت مواقع إعلامية كويتية، بأن الجمهورية الإسلامية في إيران تلقت الدعوة للمشاركة في المؤتمر عبر القنوات الدبلوماسية من خلال وزارة الخارجية الكويتية، مشيرة إلى أنه لم يتم حتى الآن تحديد الموقف الايراني من المشاركة في المؤتمر، مرجحة المشاركة نظرا لاهتمام طهران بحل القضية السورية ومساعدة الشعب السوري، الذي وصلته الدفعة الأولى من المساعدات الإيرانية إلى النازحين السوريين في لبنان، وهى عبارة عن عشرة آلاف حصة من المواد الغذائية والأغطية من إجمالي 30 ألف حصة سترسلها طهران للاجئين، بحسب ما أعلنه السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، الذي أشار إلى أن توزيع هذه المساعدات يتم عبر الهيئة العليا للإغاثة لتشمل كل النازحين في مختلف المناطق، وتهدف لتخفيف العبء عن لبنان في مساعدة اللاجئين. ويعتزم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو المشاركة في مؤتمر المانحين، الى جانب حضور جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. وقالت مصادر مطلعة في "التعاون الإسلامي"، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حض، في إتصال هاتفي، نظيره إحسان أوغلو على الحضور، كما دعاه لتحفيز الدول الأعضاء في المنظمة للمشاركة بفعالية في الاجتماع المرتقب، وكان أوغلو قد أطلق نداء عاجلا لإغاثة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق الأردنية، بعد أن داهمتها السيول، وجعلت الإقامة في المخيم ضربا من المستحيل. الموقف الروسي وعن الموقف الروسي من المؤتمر، قال المصدر: "إن الأمين العام وجه رسالة مباشرة للرئيس الروسي وهناك معلومات عن مشاركة روسية في مؤتمر المانحين، ولكن من دون معرفة مستوى الوفد المشارك، وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أكد في تصريحات له أنه لايزال من الممكن التوصل لحل تفاوضي للأزمة السورية". وأكد المصدر أن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا للعملية السياسية، وأن هذه المطالب خاطئة وتأتي بنتائج عسكية، موضحا أن بلاده لاتتمسك بالرئيس السوري بشار الأسد أو غيره من الأشخاص بل تهمها مصلحة الشعب السوري متعدد الثقافات والقوميات والذي يرتبط بعلاقات صداقة عريقة مع روسيا. من ناحيته، لفت السفير الروسي لدى الكويت الكساندر كينشاك الى وجود بعض التفاصيل غير الواضحة عن هذا المؤتمر، تتعلق بمستوى التمثيل، وما إذا كانت سورية ستحضر هذا المؤتمر ، وإن بلاده ستطلب توضيحها من الأممالمتحدة، بإعتبارها المسئولة عن توزيع دعوات الحضور ومضمون الجوهر السياسي للمؤتمر، حيث أن الكويت جهة مستضيفة وعليها مسئولية الضيافة. الدور الإنساني وقد أشادت فرنسا بمبادرة الكويت لاستضافة مؤتمر دولي للمانحين لدعم الشعب السوري، مؤكدة أهمية الدور الإنساني الذي تضطلع به الكويت لرفع المعاناة عن الشعب السوري، وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، إن فرنسا ترحب بجميع المبادرات التي تسهم في مساعدة المدنيين الذين يعانون من الصراع الدائر في سوريا. وأضاف أن فصل الشتاء أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور في سوريا ما يستلزم مضاعفة الجهود الدولية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب السوري، مشددا على ضرورة السعي إلى تحقيق أهداف الاجتماع الوزاري الرابع لأصدقاء الشعب السوري الذي استضافته مدينة مراكش منتصف الشهر الماضي ومن بينها توفير الظروف المناسبة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في سوريا بالتعاون مع الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية. وأشاد دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى بمبادرة أمير الكويت باستضافة المؤتمر الدولي الأول للمانحين لدعم الشعب السوري، وأكد أهمية إستضافة هذا المؤتمر نظرا للحالة الإنسانية المتردية في سوريا والمنطقة، داعيا الى تكاتف المجتمع الدولي لدعم الشركاء في المجال الإنساني والحكومات المضيفة، مشيرا إلى أن استضافة المؤتمر ستساعد في التخفيف من العبء الذي تتحمله بلدان الجوار مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ودول في شمال افريقيا في استقبال النازحين الفارين من العنف في سوريا إضافة إلى دور المؤتمر في توحيد الجهود بخصوص المساعدات . وأكد الدبلوماسي، أن الولاياتالمتحدة تلعب دورا بارزا في مساعدة ودعم من الشعب السوري على الصعيد الانساني، كما أنها تشجع وتدعو جميع المانحين الى الاستجابة لتوفير الاحتياجات والمساعدات الانسانية للسوريين سواء في الداخل أو بالخارج بالتنسيق مع هيئات ومنظمات الأممالمتحدة المتخصصة في هذا المجال، مشيرا الى أن قيمة المساعدات الامريكية للاجئين السوريين بلغت 210 ملايين دولار حتى الآن، وسوف تستمر في دعم المتضررين من العنف في سوريا من خلال الجهود الانسانية عبر وكالات الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الانسانية الدولية غير الحكومية. وذكر أنه من المقرر أن يشارك مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشئون السكان واللاجئين والهجرة، أن ريتشارد، ومساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية للصراع والديمقراطية والانسانية نانسي لندبورغ في المؤتمر، معربا عن أمله في أن يساعد هذا المؤتمر على زيادة المساهمات وتلبية نداءات الأممالمتحدة من أجل مساعدة السوريين الذين يعانون من أيدي النظام السوري، مؤكدا أهمية إلتزام المجتمع الدولي لمساعدة الشعب السوري. الشعب السوري من ناحيته، أكد عضو اللجنة الإعلامية في الائتلاف الوطني السوري المعارض محمد سرميني أن مؤتمر المانحين لمساعدة الشعب السوري في الكويت سيكون من المؤتمرات المهمة بالنسبة للسوريين، لافتا الى أنه يعول كثيرا على أهميته نظرا لوجود حاجة ماسة للمساعدات الانسانية ، مشيرا الى أن الشعب السوري بحاجة لأكثر من مليار دولار كمساعدات عاجلة، وأن الأزمة وصلت لحد أنها أصبحت أزمة رغيف، وأن بعض الدول المضيفة للاجئين السوريين باتت غير قادرة على تلبية إحتياجاتهم اليومية. وشدد على أهمية أن يكون هناك صندوق دولي لمساعدة الشعب السوري، معربا عن أمله في أن ينتج عن هذا المؤتمر في إقرار إنشاء صندوق دولي لمساعدة وإنقاذ الشعب السوري الذي لن تنتهي أزمته بمجرد سقوط نظام بشار لأن ثمة مرحلة ما بعد سقوط النظام تحتاج لإعادة إعمار وإنقاذ اللاجئين، مطالبا المجتمع الدولي أن يكون له وقفه جادة تجاه العمل الاغاثي بعيدا عن المواقف السياسية أو العسكرية.