انخفاض المساحة إلى 39 كيلو مترا.. والمحافظة تبيع 4 آلاف نخلة نادرة لإسرائيل حذر باحثون بجهاز شئون البيئة من عمليات سرقة كبيرة للكثبان الرملية، والأشجار النادرة بمحمية «قلابشو» بالمنصورة، مؤكدين أن عمليات سرقة تتم حاليا تنذر باختفائها تماما، بعد أن غضت الإدارة المحلية ببلقاس بصرها عن عمليات السرقة التى تمت بحق المحمية، والتى جعلت مساحتها تنخفض إلى 39 كيلو مترا فى عام 2006، بعد أن كانت 157 كيلومترا فى عام 1984م. تقع محمية «قلابشو وزيان» الطبيعية على بعد 36 كيلو مترا، من مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية، والتى تحتوى على مجموعة من أندر النباتات والحيوانات، وتبلغ مساحة المحمية الرسمية 400 ألف فدان، وتحتوى على الملايين من أشجار النخيل والنباتات النادرة، والآلاف من تلال الكثبان الرملية، وهى المنطقة التى تقع أمام حقل بترول أبوماضى، الذى يعتبر من أكبر حقول البترول للغاز الطبيعى التابع لشركة بترول بلاعيم، وهو ما أكسب المنطقة منظرا خلابا لا مثيل له فى محافظات الجمهورية. يقول الباحث بجهاز شئون البيئة: «لعبت الكثبان الرملية بالمحمية دورا فى نمو النخيل بسبب تخزينها مياه الأمطار الشتوية، والتى تعد مصدرا لريها طوال العام»، مضيفا: «سعر النخلة فى محمية قلابشو لا يقل عن 10 آلاف جنيه، وتمثل كنزا استراتيجيا، وثروة من ثروات البلاد»، مشيرا إلى أن النخيل بالمحمية تعرض لمذبحة شهيرة فى عام 2004، عندما قرر محافظ الدقهلية حينها اقتلاع 4 آلاف نخلة، لإنشاء مصنع، وبدلا من بيعها لإعادة زراعتها تم تهريبها لسيناء، ومنها إلى إسرائيل. وتبدأ تلال الكثبان الرملية الخاصة بالمحمية على جانبى الطريق الدولى الساحلى، ويؤكد «رخا» أن الكثبان الرملية والموقع الجغرافى والعوامل البيئية للمحمية تظهر بها نباتات نادرة كنبات «السمار»، وغيره، موضحا أن الأهالى يلجأون لوضع طبقة من «البلاك» الأسفلت على الرمال حتى لا تتطاير مع الرياح، خاصة أن الأعوام الماضية شهدت سرقة مئات الأمتار من رمال الكثبان الرملية. وحذر «رخا» من مخطط إزالة «الكثبان الرملية» عن طريق الوحدة المحلية ببلقاس، لتحقيق دخل للمحافظة، حيث يجرى التخطيط لبيعها لصالح صندوق دعم نشاط المحافظة فى صورة فجة ل«الفساد». وأوضح «رخا» أن الفترة الماضية شهدت تناقص مساحة الكثبان الرملية من 157.6كم2 عام 1984، إلى 39.6كم2 عام 2006، وأزيلت الكثبان لحساب استصلاح الأراضى وإنشاء مزارع سمكية، الأمر الذى يؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد اختفاء الكثبان الرملية، مطالبا باستغلال المحمية كأحد الكنوز والثروات القومية للبلاد بشكل صحيح، باعتبارها تضاهى أشهر المنتجعات السياحية العالمية فى فيينا، الأمر الذى يجعلها مكانا مناسبا لإقامة منتجعات وقرى سياحية وغابة شجيرية. وأكد أحمد عصر، عضو مجلس محلى سابق ببلقاس، اختفاء الرقابة على المحمية الطبيعية، الأمر الذى أدى لسيطرة مافيا الرمال والمحار، تحت نظر المسئولين، موضحا أن «أراضى قلابشو الرملية تتبع جمعيات الاستصلاح وتزيد مساحتها على 55 ألف فدان»، مضيفا: «تم استغلال غياب الرقابة على المحمية والاستيلاء على مساحة 100 فدان، لصالح عدد من المسئولين، فى ظل غياب الرقابة من إدارة المحاجر التى تغض الطرف عن الانتهاكات التى تحدث تجاه المحمية».