بمجرد إصدار قرار وزارتى الإعلام والتعليم بإلغاء القنوات التعليمية التابعة لقطاع القنوات المتخصصة، بدأت الشكوك والظنون تدخل نفوس جميع العاملين فى ماسبيرو، حيث اعتبروا إغلاق القنوات التعليمية خطوة أولى لعملية هيكلة ضخمة تعصف بقنوات اتحاد الإذاعة والتليفزيون الرسمى خاصة بعد مطالبة وزارة المالية بتخفيض أجور العاملين ومحاولة جلب إعلانات لاستكمال هذه الأجور بدلا من تكليف خزينة الدولة ما يزيد عن 250 مليون جنيه شهريا. وكشفت مصادر مطلعة ل عن نية وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود فى إلغاء قناة "نايل سينما" و"نايل لايف" فى خطوة قريبة، ودمج العاملين بالقناتين فى قناة نايل دراما وغيرها من قنوات قطاع المتخصصة.
وجاء الاقتراح بإغلاق القناتين نظرا لعدم جلبها أى إعلانات تدعم موقفها وتجعل وزير الإعلام يقرر استمرارهما، وكشف مصدر مطلع أن المستشار محمد الدمرداش المستشار القانونى للوزارة اقترح على عبد المقصود إغلاق "نايل سينما" ودمجها مع "نايل دراما" لتصبح قناة واحدة متخصصة فى الدراما والسينما خاصة أن "سينما" لا تمتلك أى أفلام جديدة أو حصرية، كما إقترح إلغاء "لايف" لأنها قناة غير متخصصة وتابعة لقطاع يسمى بالقنوات المتخصصة.
وفى تصريحات ل قال المخرج عمر زهران رئيس قناة "نايل سينما" أنه لم يتلق أى قرارات تؤكد معلومة إغلاق القناة، وأضاف أن القناة فعليا لا تمتلك أى أعمال جديدة أو حصرية مما يسبب انخفاض نسب المشاهدة وجلب الإعلانات.
كما أكد رئيس "نايل سينما" أنه جدد التعاقد على عرض عدد من الأفلام الذى انتهى حق استغلالها، وأضاف أن إغلاق القنوات التعليمية ونقل العاملين بها لقنوات أخرى يعتبر كارثة كبرى لأنها قنوات خدمية وتؤدى دور حقيقى للمجتمع، ولا يجب أن تعامل مثل القنوات الأخرى التى تستهدف الربح.
وأوضح زهران أن إغلاق القنوات التعليمية يعنى إهمال التعليم وابتعاد الدولة عن دورها الحقيقى فى دعم التعليم فى مصر، وقال إنه قدم الكثير لقناة "نايل سينما" منذ إنشائها حتى الأن بمجهوده الذاتى وعلاقاته الشخصية.
وقالت سوسن التونى مدير الإعداد والتنفيذ بقناة العائلة، إن ما حدث مع القنوات التعليمية ظلم وتخلى من الدولة عن موقفها الداعم للتعليم، وأضافت أن إنشاء قناة أطفال جديدة بدلا من القنوات التعليمية عبث خاصة أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون لا يمتلك أى مواد حديثة للأطفال يمكن أن تؤهلهم ولكنها مواد ضعيفة المستوى تسبب تخلف وجهل للأطفال.
وعلمت أن هناك تحركات من عدد من العاملين بماسبيرو لمواجهة ما أسموه بتفكيك ماسبيرو، وفى تصريحات ل قال المخرج هانى حسنى مؤسس ائتلاف الإعلاميين المصريين "عندما نرى ماحدث مع القنوات التعليمية وما سيحدث لبعض قنوات المتخصصة يجب علينا الإنتباه لما يحاك لنا قريبا،خاصة أن الأمور تدار بقوة القرار دون خطه إعلامية واضحة أو تفكير دقيق.
ووصف سياسة وزير الإعلام بسياسة الأمر الواقع، مضيفًا "اليوم نقف مكتوفى الأيدى لأن الأمر لم يمسنا ولكنه سيأتى علينا الدور لا محالة".
وتساءل حسنى قائلا "أين الهياكل الإدارية التى وعدونا بها منذ أكثر من عام ونصف، وأين الدورات البرامجية التى تحسن من الأداء للوصول لشكل محترم للشاشة، وأين الخرائط البرامجية الجديدة؟"، وقال إن وزير الإعلام والقيادات التابعة له والتى ارتدت عباءة الجماعة تسعى لتفريغ القنوات الاقليمية من مضمونها وأهدافها حتى يرفضها المشاهد، ويصبح بذلك قرار إغلاقها أو نقلها إلى المحافظات مطلب شعبى.
وطالب حسنى من العاملين عدم الدفع من رواتبهم الخاصة لإنتاج البرامج وتحسين الشكل والمضمون لأن هذا ليس حلا للأزمة ولكن الحل فى يد المسئولين فقط، كما كشف أن قيادات القطاع ورئيس الاتحاد والوزير لم يجيبوا على أسئلة العاملين بقطاع القنوات الإقليمية ودائمى التهرب من العاملين.
وقال على عبدالرحمن رئيس قطاع القنوات المتخصصة السابق فى تصريحات ل أن أحد أسباب رحيله هو اكتشافه لنية مبيته لهيكلة ماسبيرو، مؤكدا أنه ليس ضد الهيكلة ولكنه ضد الهيكلة غير المرتبة، وضد عدم وجود خطة علنية وواضحة للهيكلة وإعادة التنظيم.
كما أضاف أنه فى ظل وجوده رئيسا للقطاع لم يجرؤ أى شخص على إصدار مثل تلك القرارات لأنه كان يدعم استمرار القنوات التعليمية ويسعى لتطويرها.
وكشف مصدر مطلع ل أن سبب عدم إصدار قرار بتكليف عمر أنور بتولى رئاسة قطاع المتخصصة حتى الآن هو اتخاذ الوزير جميع القرارات الحالية بإغلاق بعض القنوات دون معارضة من أى رئيس للقطاع.