جامعة القناة يؤكد على ضرورة الالتزام بضوابط الامتحانات والتواجد ومتابعة سير العملية الامتحانية    طلب إحاطة بشأن تكرار أزمة نقل الطلاب بين المدارس    آمنة يبحث مع محافظي القاهرة الكبرى مشروعات الخطة الاستثمارية وسير العمل في منظومة التصالح على مخالفات البناء    تنفيذاً لمبادرة "وياك".. حياة كريمة توزع 1228 هدية على طلاب جامعة بني سويف    سلطان عُمان يعزّي في وفاة الرئيس الإيراني    علي معلول لاعب الأهلي يجري جراحة ناجحة في وتر «أكيلس»    اليوم.. مصر تواجه بوروندي في بطولة أمم أفريقيا للساق الواحدة    ضبط هاربين من إعدام ومؤبد في أسيوط والأقصر    تأجيل محاكمة «طبيب الإجهاض» بالجيزة    الحبس 3 سنوات لعاطل بتهمة النصب على المواطنين في الأميرية    في ذكرى رحيله .. تسجيل نادر ل سمير صبري يكشف عن إصابته بمرض خطير (فيديو)    بالصور .. «الرعاية الصحية» تعلن حصاد حملة التوعية بضعف عضلة القلب «اكتشف غير المكتشف»    بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي الشامل وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطوير البحث العلمي فى اقتصادات الصحة    رئيس النواب: التزام المرافق العامة بشأن المنشآت الصحية لا يحتاج مشروع قانون    تراجع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الإثنين    لليوم ال20.. «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    فيفا يعلن إيقاف قيد جديد للزمالك 3 فترات بسبب مستحقات أحد مساعدى البرتغالي فيريرا.. والنادى يرد: سيتم حل الأزمة في أسرع وقت    تطوير المزلقانات على طول شبكة السكك الحديدية.. فيديو    ضبط المتهمين بسرقة خزينة من مخزن في أبو النمرس    غرة شهر ذى الحجة الجمعة 7 يونيو ووقفة عرفات 15 / 6 وعيد الأضحى 16/ 6    مصرع شابين في حادث تصادم بالشرقية    تحرير 142 مخالفة ضد مخابز لارتكاب مخالفات إنتاج خبز بأسوان    ضبطهم الأمن العام.. كواليس جريمة التنقيب عن الذهب بأسوان    محافظ أسيوط: التدريب العملي يُصقل مهارات الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل    «ست أسطورة».. سمير غانم يتحدث عن دلال عبد العزيز قبل وفاتهما    ستاكس باورز تبيع عملات نادرة ب 23 مليون دولار في مزاد هونج كونج    إكسترا نيوز تعرض تقريرا عن محمد مخبر المكلف بمهام الرئيس الإيرانى.. فيديو    فتح باب التقدم لبرنامج "لوريال - اليونسكو "من أجل المرأة فى العلم"    مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة يعقد ندوة تحت عنوان «كيف نفذنا من الحائط الشفاف»    عمر الشناوي: فخور بالعمل في مسلسل "الاختيار" وهذه علاقتي بالسوشيال ميديا    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    وزير خارجية إيطاليا: حادث تحطم مروحية رئيس إيران لن يزيد التوتر بالشرق الأوسط    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    مجلس النواب يوافق نهائيًّا على مشروع قانون المنشآت الصحية -تفاصيل    موجة الحر.. اعرف العلامات الشائعة لضربة الشمس وطرق الوقاية منها    من هو وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي توفي مع الرئيس الإيراني؟    معرض لتوزيع الملابس الجديدة مجانًا بقرى يوسف الصديق بالفيوم    22 مايو.. المؤتمر السنوي الثالث لطلاب الدراسات العليا فى مجال العلوم التطبيقية ببنها    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    قائمة البرازيل - استدعاء 3 لاعبين جدد.. واستبدال إيدرسون    عاجل.. كواليس اجتماع تشافي ولابورتا| هل يتم إقالة زرقاء اليمامة؟    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    مرعي: الزمالك لا يحصل على حقه إعلاميا.. والمثلوثي من أفضل المحترفين    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات مسابقة "الحلول الابتكارية"    وزير الري أمام المنتدى المياه بإندونيسيا: مصر تواجه عجزًا مائيًّا يبلغ 55% من احتياجاتها    باحثة سياسية: مصر تلعب دورا تاريخيا تجاه القضية الفلسطينية    ماذا يتناول مرضى ضغط الدم المرتفع من أطعمة خلال الموجة الحارة؟    تداول 146 ألف طن بضائع استراتيجية بميناء الإسكندرية    تشاهدون اليوم.. بولونيا يستضيف يوفنتوس والمصري يواجه إنبى    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    الأسد: عملنا مع الرئيس الإيراني الراحل لتبقى العلاقات السورية والإيرانية مزدهرة    السوداني يؤكد تضامن العراق مع إيران بوفاة رئيسها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-5-2024    أول صورة لحطام مروحية الرئيس الإيراني    روقا: وصولنا لنهائي أي بطولة يعني ضرورة.. وسأعود للمشاركة قريبا    خلال أيام.. موعد إعلان نتيجة الصف السادس الابتدائي الترم الثاني (الرابط والخطوات)    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السوريون فى مصر وجها لوجه مع شبيحة الأسد
نشر في الصباح يوم 28 - 12 - 2012

تزداد معاناة اللاجئين السوريين فى مصر يوما بعد يوم، فبجانب مئات القتلى وآلاف الجرحى الذين يسقطون يوميا أمام طلقات وقذائف جيش النظام، يواجه الثوار السوريون المتاعب من قبل تضييق أنصار الرئيس السورى بشار الأسد فى مصر، خاصة فى مدينة «الرحاب» حيث يقوم أنصار الأسد بقمع جميع أنشطة الثوار من تظاهرات ومسيرات وأعمال فنية، كما يزيدون عليهم الخناق فى أى مكان يتواجدون به، ولكن لم تنته المعاناة عند هذا الحد بل تستمر جراح المرأة السورية ألما نتيجة الشعور الذى ينتابها بكونها أصبحت سلعة يقبل عليها الكثير للزواج منها تحت مسمى الدين.
مدينة «الرحاب» تتحول إلى ساحة صراع بين مؤيدى ومعارضى بشار الأسد
الثوار أنشأوا تنسيقية للثورة.. ويدعون الأسر السورية للتظاهر.. وأنصار النظام يقمعونهم
تشهد مدينة «الرحاب» حالة حراك ثورى من نوع خاص، فالعناصر المؤثرة والمتأثرة بهذا الحراك هم السوريون من سكان المدينة المؤقتين، الذين وفدوا إليها، هربا من جحيم ما يحدث فى بلادهم، وانقسموا بين مؤيد للثورة السورية ومؤيد لنظام بشار الأسد، ففى تلك المدينة الراقية، التى يسكنها أغنياء سوريا من التجار ورجال الأعمال من سكان العاصمة دمشق والقريبين من النظام، يعيش أيضا عدد كبير من الأسر السورية الرافضة لمجازر النظام والداعمة للثورة، وهو ما خلق بينهما حالة عداوة، تجسدت فى مساعى مؤيدى نظام دمشق لمنعهم من التظاهر وإفساد أنشطة مؤيدى الثورة السورية داخل المدينة وخارجها.
وفى إحدى الشقق السكنية فى المدينة، كانت مجموعة من الشباب السورى يجلسون على الكراسى، ويناضلون لأجل الثورة عبر «الكى بورد»، حيث يتواصلون مع الداخل بنشر تطورات المشهد السورى على صفحات «فيس بوك»، وإبراز بشاعة جرائم النظام، ومعاناة أهالى المدن التى يحولها النظام إلى مناطق منكوبة بعد قصفه لها.
الشباب الثورى، الذى يعمل مثل خلية النحل، يجهزون أعلام الثورة، واللافتات لأجل إطلاق التظاهرة فى موعدها مساء كل خميس، تنديدا بانتهاكات النظام السورى، التى ترتكب بحق المواطنين يوميا، إلا أن هذه التظاهرات أحيانا تسير بشكل طبيعى، وأحيانا أخرى يحاول بعض رجال الأمن منعهم من إقامتها، كما تتحول بعضها إلى شجار كبير بين الطرفين.
وبحسب إيهاب المصرى، أحد مؤسسى «تنسيقية الرحاب»، فإن عناصر تابعة للجنة تنسيقية الثورة، تطلق التظاهرة يوم الخميس من كل أسبوع، ولكن أنصار الأسد فى المدينة يحاولون قمعها، عن طريق الضغط على أمن المدينة، ويقول إيهاب، وأحيانا أيضا يرسل أنصار الأسد البلطجية، حيث نفاجأ بهم مندسين بيننا، ويقومون بإشعال نار الفتنة أو كما تقولون فى مصر «جر شكلنا».
ويضيف إيهاب، هؤلاء البلطجية يعتدون علينا، ونحن نحاول الدفاع عن أنفسنا، كما أنهم لا يكتفون بهذا فقط، فجميع الأنشطة التى نطلقها يسعون لإفسادها، فهم لا يريدوننا أن نساعد فى كشف بشاعة النظام وممارساته.
هذا المشهد الذى رواه إيهاب، واتفق معه بعض السوريين فى المدينة على تأكيده ل«الصباح»، يعد نموذجا مصغرا لما يدور فى مدن سوريا مع اختلاف حالة الأمن، ففى سوريا تخرج التظاهرات المناوئة للنظام، ويقوم مؤيدو الأسد والمندسون بقمعها عن طريق إرسال شبيحة (بلطجية) أو إرسال عناصر الأمن، وهو ما يشير إليه أحمد الحمصى، مؤكدا أن الفرق يكمن فى أن عناصر الأمن فى مدينة الرحاب، أرحم بكثير من أمن النظام السورى.
تحولت «الرحاب»، تلك المدينة المعروفة بهدوئها ورقيها، إلى بؤرة صراع بين المؤيدين والمعارضين، وكل منهما يدافع عن انتمائه، سواء كان للثورة السورية أو نظام الأسد.
حين تترجل فى مدينة الرحاب، تلتقط أذنيك اللهجة السورية، وتشاهد أفراد الأسر السورية، تجلس فى المطاعم والمقاهى، فيما شوهد العديد من السيارات الفارهة، التى تحمل لوحاتها المعدنية أرقاما سورية، وهو ما يبرز سكن هذا الأسر فى العاصمة السورية ومدن النظام فى دمشق.
اللافت للنظر أن الطبقة المنتشرة فى مدينة الرحاب معظمهم من التجار وأصحاب الشركات والمصانع السورية، الذين يظهر عليهم الثراء، وتظل قضية الثورة السورية بالنسبة لهم مسار جدل، البعض منهم محسوب على النظام والبعض الآخر مؤيد للثورة، لكن يبقى القليل على الحياد، بعدما مثلت له مشاهد القتل، والدماء حالة حزن على مستقبل البلد، وأصبحت سوريا فى مخيلتهم فريسة، يتصارع عليها الجيشان، بينما يظل المواطن السورى الخاسر.
ونشأت تنسيقية مدينة الرحاب منذ نحو ستة أشهر عقب نزوح مئات الأسر إلى مصر فرارا من الموت والقصف، وأسسوا تنسيقية لتكون مماثلة لما يحدث فى الداخل، وتطلق التنسيقية تظاهرة كل يوم خميس، وتقديم عروض مسرحية صامتة فى الشوارع، كلوحات تجسد ما يدور فى سوريا من قتل وجرائم ومستشفيات ميدانية، كتعبير عن المأساة الإنسانية التى يعيشها الشعب السورى.
ويقول المصرى، 27 سنة، إن التنسيقية ستقدم خلال أيام عرضا مسرحيا عن الثورة السورية، كما أنها ستنظم مسيرة تجول شوارع الحسين باللافتات والأعلام السورية؛ لتجسيد بشاعة النظام السورى فى التعامل مع شعبه.
وتنقسم التنسيقية إلى فريقين؛ الأول يعمل على الأرض من تنظيم ودعوات للناس بالمشاركة فى الفعاليات وإقامة التظاهرات؛ والمجموعة الأخرى تعمل فى القسم الإلكترونى، الذين بدورهم يرتبطون بالداخل السورى مع رفاق العمل الثورى، حيث ينقلون الأخبار إلى القسم الإلكترونى، كما يوزعون الدعم الواصل من الخارج لمن هم بحاجة، كما توفر العمل لبعض الشباب بالتعاون مع شركات ومحال مصرية خاصة لحاملى الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى التأمين الصحى لبعض أفراد الجيش الحر فى القاهرة، بحسب التنسيقية.
ويقول المصرى، إن السوريين يواجههم العديد من العقبات خلال سكنهم فى مصر، منها غلاء أسعار العقارات وسوء المعاملة، كما أن المصريين دائما ما يسألون عن زواج السوريات وهو ما يغضبنا كثيرا، مرددا «لم نأت لمصر كى نهان».
وعلى جانب آخر، يشكو السوريون، غلاء أسعار العقارات فى الرحاب، ويشعرون بالاستغلال من جانب المكاتب العقارية لظروفهم، وهو ما أكده سيد عبدالرازق، موظف بمكتب «مدينتى» للعقارات، قائلا: «السوريون يمرون بثلاث مراحل من السكن فى المدينة، المرحلة الأولى هى السكن المفروش قصير المدى، ومعظمهم يركزون على الشقق 80 مترا غرفتين، متوسط إيجارها فى الشهر 4 آلاف ونصف الألف، وقليلا منهم يؤجر فيللات، أما المرحلة الثانية فهى استئجار قانون الجديد وهو الأقل سعرا، لكن البناية تخلو من الفرش، ويؤجرونها من 6 أشهر حتى سنة، أما المرحلة الثالثة يكون التأجير بها على نظام المفروش طويل الأجل، بشرط أن يكون سعره أقل، لأنه كلما زادت الفترة يقل سعر الإيجار»، مشيرا إلى أن السورى فى المرحلة الثالثة يكون قد حدد استقراره فى مصر، وسيدخل أولاده المدارس.
وبعيدا عن الصراع الكائن بالمدينة الفارهة، فخارج «الرحاب» يعيش آلاف اللاجئين السوريين فى أحياء القاهرة على المعونات ومساعدات رجال الأعمال، فهم من تركوا بيوتهم وأموالهم إنقاذا لحياة أطفالهم، وجاءوا إلى مصير مجهول.
أبوحمزة الحمصى: أتمنى اكتمال شفائى للعودة للجهاد ضد نظام «الأسد»
حاول إنقاذ زميله فاخترق جسده ثلاث رصاصات
أبوحمزة الحمصى، قناص فى «لواء الحق» بالجيش السورى الحر، التقته «الصباح» بأحد مقاهى وسط البلد، ليروى عن مواجهته «الموت» أثناء جهاده لنصرة الثورة السورية، واختراق رصاصة أحد قناصى الجيش النظامى لوجهه، جعله ينضم لصفوف مئات الجرحى الذين حضروا لمصر لتلقى العلاج.
«الحمصى» صاحب مقطع فيديو شهير على موقع «يوتيوب» وهو فى المستشفى مستلقيا على سرير، والدماء تسيل من أنفه، فيما يحاول الأطباء وأصدقاؤه إسعافه، وهو يردد «والله ما راح تؤثر فينا يا بشار راح نشيلك بإذن الله».
جلس الحمصى، يتناول «الشيشة» وسط جمع من السوريين، متذكرا إصابته، قائلا: «كنا فى معركة تحرير حاجز سوق الغنم نحاول فتح طريق عن مدينة حمص المحاصرة، واستمرت المعركة لساعات، واستشهد خلالها 13 شابا، وأصيب 15 آخرون، وتمكنت المقاومة من تدمير ثلاث دبابات».
الإصابة..
صمت الحمصى لحظات لتذكر إصابته، قائلًا: «إثر ذلك وفى منطقة قريبة من مناطق القرى العلوية وعند نقطة تجمع للجيش، تفاجأنا بوجود دبابتين من طراز «تى 72» و«تى 82»، لم يكن فى حسابنا أنهم سيحصلون على دعم، وأطلقت الدبابات قذائفها تجاهنا».
تسببت إحدى القذائف فى قطع يد وقدم أحد المجاهدين، الذى كان يردد قبل استشهاده «ما بسامحكم إذا ما أسعفتونى» حاولت إسعافه، ونقله لأقرب وحدة إسعاف، لكنها كانت على بعد 800 متر، قمت بالإسراع تجاه الأراضى الزراعية محاولا تخطى المسافة، لا أريده أن يموت، وبعد 100 متر أصابنى قناص بطلقة اخترقت خدى الأيسر وصار الدم ينزف منى، لكنى استمررت فى الجرى، وأنا أطلق النار بسلاحى فى كل الاتجاهات مدافعا عن نفسى، وحينما تجاوزت 600 متر كان نحو 3 آلاف طلقة صوبت باتجاهى، عقبها أطلقت قذيفة دبابة سقطت أمامى، لم يفصلنى عنها سوى 20 مترا، لكنها أحدثت غبارا عاليا صرت لا أرى شيئًا منه، زحفت على الأرض اعتقدوا أننى قتلت، وبعد 100 متر نهضت وهرولت باتجاه نقطة الإسعاف.
طلقة قناص «النظام» اخترقت عظام خده الأيسر والجيوب الأنفية لتخرج من أنفه، إلا أن الحزب سيطر على ملامح الرجل الذى قال «كنت أتمنى الشهادة.. ولا أمل لنا إلا النصر أو الاستشهاد».
وكشف عن أن «لواء الحق» يضم 1750 مقاتلا جميعهم سوريون، يحملون أسلحة متوسطة مثل رشاشات عيار 14.5 و12.5، وهاون 65 و 120.
قصة الهروب لمصر..
لم تنته قصة «الحمصى» بإصابته.. ف«الرجل» الذى قضى 10 سنوات يخدم فى الجيش النظامى، تعرض لما هو أخطر من الاستهداف من قبل قناصة الأسد، وهو كيفية الحصول على العلاج وسط التضييقات الأمنية المفروضة على جميع المستشفيات السورية من قبل النظام، لذا كان القرار بالهروب لخارج البلاد، كان على «الحمصى»، ورفاقه المرور بمنطقة «السالمية»، أحد أكبر تجمع لمراكز الشبيحة، إلا أن القدر ساعدهم كثيرا.
يقول الحمصى: «فى وقت خروج الموظفين والمدارس لا يقف جنود للنظام على الحاجز، وهو ما دفع الجيش الحر يمر خلال الحاجز، ومنه مرورا بمنطقة تلبيسه حتى باب الهوا، فهى مناطق محررة، ومنها لتركيا ومن تركيا للقاهرة، حيث يوجد أقاربى، وها أنا أتابع حالتى الصحية مع أحد الأطباء المصريين».
وطالب الحكومة المصرية بعرقلة سير السفن الحربية الإيرانية التى تمد النظام السورى بالأسلحة الثقيلة عبر قناة السويس.
قناص الجيش الحر، أكد أن النظام السورى صبغ الثورة بالطائفية، لكسب تأييد الطوائف والأقليات السورية، مضيفا: «قبل الثورة كان يعيش العلوى والسنى والدرزى والمسيحى فى نفس الشارع دون نظر أحد لديانة الآخر».
وهاجم «الحمصى» النظام السورى الذى يتعامل بطريقة انتقامية، غير آدمية، مع الأسرى من مقاتلى الجيش الحر، حيث يعيده غير صالح للحياة، وكثيرا ما يستخدم «الشانيور» لاختراق أجسادهم، وختم حديثه بقوله: «أنتظر اكتمال شفائى فى مصر حتى أعود مرة أخرى لسوريا لاستكمال مسيرة الجهاد والانضمام لصفوف الجيش السورى الحر مرة أخرى لتحرير البلاد من نظام الأسد».
«شاهد فيديو إصابة أبو حمزة الحمصى على بوابة «الصباح» الإليكترونية».
إعلانات الزواج فى فيصل تروج لعروسة «سورى» ب500 جنيه
سوريون يطلقون حملة «لاجئات لا سبايا» لتوعية الفتيات ضد زواج السترة
عقب خروج محمود من أحد مساجد حى فيصل عقب صلاة الجمعة، وجد شابا يوزع إعلانا عن الراغبين فى الزواج مقابل مبلغ 500 جنيه، دون الإشارة لتفاصيل، فضول محمود خريج كلية السياسة والاقتصاد دفعه لاتباع مصدر هذا الإعلان، لكى يجيب على الأسئلة التى دارت فى عقلة حول «أى زواج فى هذا الزمن ب500 جنيه».. ومن هى العروس التى تقبل بهذا؟
تتبع محمود 24 عاما، هذا البيان ليفاجأ بأن العروس «سورية» الجنسية ضمن مئات الأسر النازحة إلى مصر من من هربوا من التشريد واستغلال النظام، إلا أنهم وقعوا فريسة فى يد البعض استغلالا لظروفهم ويزوجوهم تحت مسمى الدين، وخلال حديثه مع أحد أعضاء الجمعية الشرعية أخبره بأن الجمعية بمعاونة بعض الجمعيات السورية توفق زواج الفتيات السوريات بالمصريين لأن الجمعية غير قادرة على الإنفاق عليهم.
العديد من رجال الأعمال المصريين والسوريين وأهل الخير، أكدوا ل«الصباح» أنهم يتبرعون بمبالغ كبيرة لجمعيات الإغاثة والجمعية الشرعية، بالرغم من ذلك أكدت العديد من الأسر أنها لا يصلها أى دعم أو أموال أو أى مساعدات من تلك الجمعيات، حتى أن العديد من الأسر وجهوا نداء عبر جريدة «الصباح» فى أعدادها السابقة تطالب المصريين بعدم التبرع لجمعيات الإغاثة.
وخلال اتصال «الصباح» باعتبارها شخصًا طالبًا الزواج، بأحد موظفى الجمعية الشرعية بإحدى محافظات صعيد مصر، قال «كان لدينا سوريون جاءوا لمسجد الجمعية لأجل لم تبرعات من المحافظة، وعن طريقهم تم التنسيق لزواج السوريات، ولكنهم الآن ذهبوا لمحافظة حلوان، فهم يطوفون المحافظات، وسأجلب لك العنوان حتى تتبعهم وتنسق معهم».
وفى مواجهة ما وصفوه باستغلال القضية السورية، أطلق عدد من الشباب السورى فى مصر، حملة توعية للفتيات والأسر السورية لأجل مناهضة «زواج السترة»، أطلقوا عليها اسم «لاجئات لا سبايا»، اعتراضا على إقبال المصريين والخليجيين على زواج السوريات مقابل سترة أهلهم، وهو ما أصبح بمثابة تجارة للبعض يستفيدون من ورائه بربح مادى جيد.
وكون القائمون على الحملة، فريق عمل من الفتيات، للجلوس مع الأسر السورية النازحة إلى مصر، وتوعية أسرهم من من يقبلون على الزواج من سوريات تحت مسمى السترة، وهو ما يرفضه السوريون ولا يخوض فيه إلا من لا يستطيع ستر أسرته فيوافق على الزواج من مصرى أو خليجى مقابل الإنفاق على أسرته.
ويقول الناشط، جمال السورى، أدمن صفحة «لا لزواج السترة»: نقوم بنوع جديد من الإغاثة للأسر السورية فى مصر، وهو عبارة عن توفير مسكن آمن لهم حتى لا يستغلهم من هم غير السوريين ويستغلون أوضاعهم ويتزوجون بناتهم.
وأضاف جمال ل«الصباح»: «من شروط الزواج الحلال، موافقة الطرفين برضا النفس، لكن يبقى السؤال هل يحفظ هذا الزواج أصلا حقوق المرأة؟ هل يسجل لدى الحكومة رغم ما تتعرض له البنت أو أهلها من قطع للمساعدات لإجبارها على الزواج أو استمراره؟».
السورى ورفاقه، تمكنوا من إسكان عائلة سورية، واستطاعوا تدبير أمورهم وتوعيتهم من خلال الحملة، ففريق عمل كبير من السوريين يعملون على توعية مئات الأسر السورية بمجرد وصولهم إلى مصر، قبل أن يقعوا فريسة فى يد البعض الذين يستغلون هذه الظروف لتكوين مبالغ طائلة.
ويرفض السوريون فكرة زواج غير السوريين من بناتهم، وذلك عقب كثرة الإقبال عليهم، الأمر الذى جعلهم يستشعرون بأن بناتهم أصبحوا سلعة يتاجر بها، كما أنهم يرفضون التحكم بمصير العائلة السورية.
وتقوم الحملة بالتكفل بالأسر التى لديها بنات فوق 15 سنة، وتحاول عن طريق فريق عمل التواصل معهم.
ويقول الناشط، أبو يزن النعيمى: «الناس يعتقدون أن العائلة السورية فقيرة جدا ولديهم نساء جميلات، ومع الحرب لم يبق لرب البيت عمل، فيستغلون ذلك بحجة الستر، أى أتزوج ابنتك وأستر عليها أفضل من أن تبقى فى المخيمات».
ويرى النعيمى، أن السبب وراء ذلك تجار الدم السورى والداعمون لجيوب اللصوص، الذين لم يوفروا للاجئات أدنى متطلباتهن.
أما «ضال ابن الإنشاءات»، فيرى أن من ينظر للنساء السوريات، على أنهن سبايا هذا ليس بمسلم ولا عربى ولا إنسان فى المقام الأول، لأن نساء سوريا حرائر.
أنس السورى، يروى واقعا آخر لزواج السترة، فيقول: «يتدفق عشرات الرجال والشبان من مناطق ال48 إلى المدن الأردنية، وخاصة الشمالية كالمفرق وإربد والرمثا وحتى الزرقاء وعمان، بهدف الزواج من امرأة أو فتاة سورية لاجئة، ويتم الوصول إلى الهدف المنشود عبر شبكات تستعمل سيدات أردنيات يقمن بدور الوسيط، وهن على دراية كاملة بكل النساء والفتيات السوريات اللاجئات فى مكان سكنهن، ويقمن بتصنيفهن وتسعيرهن حسب العمر والجمال، والوضع الاجتماعى ووضعهن النفسى والجسمانى، فإن كانت تعرضت للاغتصاب فى سوريا يكون «مهرها» أقل، بينما يرتفع سعرها إذا كانت صغيرة وجميلة، مشيرا إلى أن اللاجئة السورية أصبحت بضاعة للتجارة ولها مواصفات وعيوب.

«البيت السورى» منظمة إغاثة لتأهيل السوريين لما بعد سقوط «الأسد»
دشن عدد من السوريين فى مصر منظمة جديدة، أطلقوا عليها «البيت السورى»، وتهدف إلى إعادة تأهيل اللاجئين السوريين لما بعد سقوط بشار الأسد وذلك عن طريق منحهم دورات تدريبية فى مجالات عدة، فضلا عن عملها فى إغاثة ومساعدة الأسر السورية الذين نزحوا إلى مصر هربا من الموت وواجهتهم ظروف معيشية صعبة.
وتتكون المنظمة من مجلس إدارة وأعضاء منتسبين وتعتمد فى مرجعيتها الإدارية على النظام الداخلى لمنظمات المجتمع المدنى، حيث تقوم بدور ملتقى وطنى يجمع النشطاء السوريين بجميع أطيافهم ومكوناتهم لتنسيق جهودهم فى مصر وباقى البلدان مثل تركيا والأردن ولبنان وغيرها والعمل على تهيئة كوادر من الشباب المؤهل لتحقيق أهداف الثورة والنهوض بالمجتمع السورى.
ويرى خالد القطاع، أحد المؤسسين، أن الظروف التى يمر بها الشعب السورى أدت إلى نزوح الآلاف منهم لمصر وباتوا يشكلون مجتمعا متكاملا من المتعلمين والمهنيين وغيرهم وهو الأمر الذى جعلنا نفكر فى الاستفادة من الطاقات البشرية الموجودة فى هذه المرحلة وما بعد سقوط النظام.
وتتواصل المنظمة مع الناشطين السوريين فى مصر وخارجها لأجل ترقية أداء الناشطين بما يخدم أهداف الثورة وبناء سوريا وتهدف إلى التعاون مع المؤسسات المدنية المصرية والدولية والاستفادة من خبراتها وإمكاناتها فى التأهيل والتنظيم المجتمعى.
ويتم فتح فروع للبيت السورى فى أماكن تجمع السوريين فى كل دول العالم حسب الحاجة والإمكانيات وللمنظمة السورية مكاتب عديدة فى مصر، من بينها مكتب العلاقات العامة والتدريب والتأهيل ومكتب الإعلام، إلى جانب مكتب الثقافة والرعاية الطبية ومكتب الأرشفة والمتابعة الإدارية والمالية.
وأوضح القطاع: نحن نعمل حاليا بتنظيم العمليات الإغاثية للاجئين السوريين بمصر وبالتنسيق مع منظمات وجمعيات خيرية ونستقبل عن طريقها المساعدات، ونحن بدورنا نعيد توجيه هذه المساعدات على السوريين المستحقين بما يناسب الجميع وبشكل عادل.
وحول ما يقوم به «البيت السورى» من أنشطة، أوضح القطاع أن الفترة المقبلة ستشهد عدة برامج من المحاضرات والندوات الثقافية والتدريب للشباب السورى بشكل أسبوعى.
ويمنح البيت السورى دورات فى مجال التنمية البشرية وإدارة فرق العمل الميدانية والإدارية والتواصل والعلاقات العامة وتطوير الإدارة الذاتية ودورات إعلامية.
ويقع مقر البيت السورى فى مدينة السادس من أكتوبر بالقاهرة وذلك لاستيعاب الأعداد الكبيرة من السوريين الذين هم فى حاجة إلى جهود إغاثة وممن فروا من أعمال العنف والقتل.
وتستمر مئات الأسر السورية فى النزوح إلى مصر هربا من الدمار والعنف، إلا أنهم يواجهون حياة أكثر صعوبة فى ظل عدم وجود أموال وفرص عمل توفر للأسر دخلا يساعدها على العيش لحين سقوط النظام السورى وهو ما تسعى المنظمة جاهدة فى معالجته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.