المكان..شارع الميرغني ، الزمان ..الثالثة عصرا ً،الحدث..مئات الملتحين لا تحمل وجوههم إلي التيارات ينتمون سلفيون أم إخوان سوي أنهم يرتدون جلباب قصير وتملأ وجوههم اللحي .. يرددون شعارات تحض علي الجهاد "قوة..إيمان ..مرسي في كل مكان" ، وبينما هم كذلك كان الآخرين من المصريين يفترشون الطرقات حول قصر الاتحادية ..يصنعون الخيام استعدادا للاعتصام المفتوح اعتراضا علي الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي ..وبالتحديد أمام قصر الاتحادية وأمام البوابة الرئيسية اصطفوا جميعا خلف شيخ ملتحي ضخم البنية يرتدي ثياب قصير ..وقال بصوت عال"صلاة الجهاد"ووقفل خلفه مئات الاعداد من أصحاب اللحي الذين ما ان انتهوا حتي هرعوا إلي خيام المتظاهرين حاملين "المناشير"الحديدية ومزقوا الخيام ..أصابت تلك المناشير بعض المتظاهرين كانوا داخلها .. بزغت شمس الغدر مع غروب نهار الثلاثاء الماضي كما كانت روايات المعتصمين ل، الذين رووا كيف حاصرتهم الشرطة والإخوان أمام جدران القصر التي حملت رسالتهم عبر كتابات"الجرافتي"وسط سيل من القنابل المسيلة للدموع كانت تلقي علي المتظاهرين من كل صوب وحدب ..من يسقط بينهم كانت العناصر التابعة للجماعة يأخذونه ويوثقونه ثم يصبح أسيرا في أيديهم ..لم تكن تلك روايات المعتصمين فقط ، بل وصلت إلي أن عناصر الجماعة كان لديها أيضا بعض من القنابل المسيلة للدموع .. كما كانت شهادة محمد عبده وهو أحد شباب حزب المصريين الأحرار ..يقترب عمره من الثلاثين، قام ببناء أحد تلك الخيام أمام بوابة القصر ..قال أن الشخص الذي يسكن معه في خيمته هو جاره القبطي "سمير"له نفس العمر، إلا أن جلستهما في الخيمة ذاتها لم تمنع الإعلان الدستوري حتي بعد تعديله من التفرقة التي قسمت الوحدة الوطنية ومزقت أربطت الثوار والذين قتلوا علي أيدي الإخوان ..ثم اتهموا بالبلطجة..إننا نرقد بالثلاثة أيام هنا في داخل الخيم الغير مجهزة .. فتحول ملامح أي مواطن إلي بلطجي..في حين أن عناصر الإخوان هي من مارست البلطجة باسم الدين ولوثت شعائره بتصرفاتهم الغوغاء. ما بين ثائر وجريح وشهيد..جاءوا من شتي أرياف المحافظات تعرفهم من سيماهم ولغتهم، ليس لهم انتماءات سياسية ولا يعرفون شئ عن الدستور و عن أسباب تلك التجمعات سوي أنها تدر عليهم دخلا، بعضهم طالب برحيل الرئيس المخلوع حيث لم يصل إليه بعد أنها الآن في محبسه..لا يعرفون أن هناك رئيسا منتخب..لا تعنيهم سوي العملات الفضية والورقية التي يجمعونها من تلك المسيرات التي افترشوا بضائعهم إلي جانبها حيث حولوا أسوار قصر الاتحادية الرئاسي إلي تلك الأسواق التي تقام بالأماكن الشعبية . كان من بين هؤلاء عم إبراهيم بائع الشاي يرتدي عمامة وجلبابا يضع أمامه عددا من الأكواب و"أنبوبة صغيرة"وبعض أكياس من السكر وعلب الشاي ، جلسنا إلي جانبه طلبنا منه كوبا من الشاي يبيعه ب2 جنيه ، قال :أنا لست مؤيدا لأيا من تلك الأطراف سوي أنني أجلس هنا من أجل"أكل عيشي"مضيفا "اللي ملوش قلب ملوش رزق" ولهذا قد يلجأ إلي الجحيم طالما أن هناك زبائنا سوف يتوافدون عليه، وبالفعل أظهر ذراعه اليمني وكان بها أصابة قال أن سببها رجال الإخوان الذين جاءوا لا يفرقون بين متظاهر ثوري وبائع متجول..لهذا كان يري "ان الاخوان خربوا البلد". إلي جانبه وعلي بعد سنتيمرات وقف عدد كبير من الباعة الجائلين بينهم بائعي الأعلام وعربات"الكشري" ، و"حمص الشام" والسندويتشات ، والفيشار، وبائعي المشروبات الغازية والبطاطا و"الذرة المشوي" ..كانوا جميعهم يصطفون أمام سور القصر . انتقد عدد من المعتصمين اجتماع الرئيس محمد مرسي مع القوي السياسية فيما وصفوه"قعدة عرب" لم تقدم أي جديد ، وأضاف المعتصمين أن الاجتماع الذي عقد مع القوي السياسية مثل أيمن نور وسعد الكتاتني وصفوت حجازي لم يخرج بقرارات جدية ، فيقول صبحي محمد احد المعتصمين أن الرئيس مرسي يحاول من خلال هذا الاجتماع والحوار الوطني"كسب وقت"يقدم من خلاله دعايا للدستور ، فضلا عن أنه خلا من الأطراف المعارضة علي رأسها جبهة الانقاذ الوطني ترشد رائحة الشموع الباكية التي تحترق بكاءا علي دماء الشهداء إلي بوابة بلاسيتكية مصنوعة من الاكياس ومليئة بالأنوار والورود، من الداخ مكتوبا عليها لافته "متحف الثورة" ، كل من يمر من أمامه لابد أن يضع "تويته"ويكتب بخط يده جملة تعبر عن حال مصر والثورة ..وعن دماء الشهداء التي سالت دفاعا عن مصر ومطالبة بالتغيير ..يقول سامح الجندي أحد شباب الثورة الذين ساهموا في بناء هذا المتحف أنه عبارة عن لفيف من الرسامين والشعراء يكتبون ويرسمون ب" متحف الثورة 2" وهو امتدادا للفرع الأول الموجود بميدان التحرير قائلا"لسه هذا الفر لم يصل للإخوان". وأشهر اللوحات المكتوبة أعلي متحف الثورة "رسالة إلي الوالي مرسي افندي وجماعة الاخوان المتأسلمين، تلك الكائنات التي تعوي والقافلة تسير..الثورة مستم