قالت مها عون، حفيدة طه حسين، إن الاحتفاء بطه حسين فى ذكراه شىء جميل ولفتة كريمة ممن فكر فى هذا، ولكن هناك مشكلة أكبر من الاحتفال بذكراه، وهى عدم وجود كتب طه حسين فى المكتبات، فعندما أسأل عن كتب لطه حسين لا أجد سوى كتاب أو اثنين على الأكثر، وهذا بعد صعوبة، فى حين أننى فى باريس أو لندن أجد طه حسين فى كل المكتبات. «مها ابنة حفيدة طه حسين، والمعروف أن طه حسين أنجب ابنا وبنتا، هما مؤنس وأمينة، مؤنس تزوج حفيدة أحمد شوقى وأنجبا أمينة، وأمينة طه حسين تزوجت محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر وأنجبت حسن وسوسن ومنى الزيات، ومنى التى توفيت أنجبت مها وجمال عون». عون صرحت ل«الصباح» بأنها أقامت قضية على دار المعارف منذ أكثر من أربع سنوات بسبب عدم نشر كتب جدها، وفى نفس الوقت لم تتنازل الدار عن حقوق الطبع والنشر حتى يتمكنوا من نشرها تبع دور نشر أخرى، مضيفةً أن القضية لم يحكم فيها حتى الآن بسبب ظروف الثورة. وأشارت عون إلى أنه لابد من نشر كتب طه حسين فى كل مكان، لأننا الآن فى أمس الحاجة لفكر طه حسين وتنويره فكتابه مستقبل الثقافة فى مصر فى الأربعينيات يعبر عن حالنا اليوم حيث قال فيه: «القوانين حين تشتد فى مصادرة حرية الرأى لا تحمى الفضيلة وإنما تحمى الرذيلة وتخلى بينها وبين النفوس». وأضافت عون أن من يقرأ كتب طه حسين يفهم الدين جيدا حيث يوثق لروح الدين الإسلامى، وهذه الكتب أوضحت للغرب جوهر الدين الإسلامى، وتأريخ للإسلام وأهمها «على هامش السيرة». واستنكرت عون وضع متحف طه حسين بفيلا رامتان التى تنازل عنها الورثة للحكومة من أجل أن تكون متحفا، حيث إن المتحف يخضع لأعمال الترميم منذ ثلاث سنوات، وقالت: مافائدة المتحف إذا كانت الناس لا تدخله، وما فائدة التكريم والناس «مابتقراهوش»؟ مشيرة إلى أن قراءة فكر طه حسين أهم بكثير من أى احتفال. وصرحت عون بأنهم أعطوا جزءا من أوراق طه حسين لمكتبة الإسكندرية لسحبها على الماسح الضوئى وإرجاع الأصل لهم مرة أخرى، وذلك ضمن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة حتى تكون متاحة للجميع للاطلاع عليها، ومنها كروت معايدة بينه وبين أم كلثوم ورسائله مع توفيق الحكيم وبعض الكتابات الأصلية، ونفت عون نشر مذكرات ابنه مؤنس التى كتبها قائلة: لم تنشر لا بالفرنسية ولا بالعربية وهذه المذكرات مع ابنته أمينة التى تعيش فى باريس وتعمل مديرة متحف هناك. ومن جانبه قال كمال محجوب، رئيس مجلس دار المعارف، إنه لا يعلم عن هذا الموضوع شيئا حيث إنه تولى منصبه منذ شهرين ولكنه أوضح أنه على أتم استعداد لحل المشكلة، مشيرا أن عميد الأدب العربى لا يمكن أن تكون هناك مشكلة بأعماله، معتبرا أن واجبه علينا أن تجوب كتبه مصر كلها ويقرأه الجميع، واستبعد محجوب أن تتنازل الدار عن حقوق الطبع والنشر لعميد الأدب العربى معتبرا أنه وسام لدار المعارف أن تنشر لعميد الأدب العربى. وقال د. صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، إن أعمال الترميم بمتحف طه حسين بفيلا رامتان بالهرم انتهت وتم وضع الكاميرات ولا يتبقى سوى تحديد موعد لافتتاحه، مضيفا أنه سيتم تحديد الموعد بعد رجوع وزير الثقافة من معرض الشارقة للكتاب.