كشفت نيابة أمن الدولة العليا طوارئ أن من بين المقبوض عليهم فى قضية تفجيرات مدينة نصر «تونسى»، فيما أكدت مصادر ل«الصباح» حضور السفير التونسى التحقيقات التى انتهت أمس الأول إلى قرار حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، بينما نفت قيادات سلفية علاقة المتهمين بتنظيم القاعدة، عقب تداول بعض ما تضمنته تحريات الأمن الوطنى عن علاقة القتيل «نبيل» بالتنظيم، وقالت مصادر إن محمد جمال الكاشف الشهير بأبو أحمد وهو أحد المفرج عنهم مؤخرا بقرار عفو رئاسى، هو المسئول عن عمليات مصر وليبيا واليمن. إلا أن الدكتور محمد الظواهرى، شقيق الدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، نفى وجود خلايا للتنظيم داخل مصر، مشددا فى تصريحات ل«الصباح» على أن تنظيم القاعدة أصبح مجرد فكر، وانتهى تواجده على أرض الواقع بمقتل أسامة بن لادن، وقال إن كل ما يثار عن هذه القضية مجرد إثارة صحفية وليس له وجود على أرض الواقع. وكشف شقيق زعيم القاعدة عن أنه التقى بالشيخ محمد جمال الكاشف وكنيته أبوأحمد مرة واحدة فقط وتحدثا فى شئون الدعوة ولم يتطرق حديثهما إلى العمليات المسلحة فى الدول. فيما أكد الشيخ داوود خيرت، المتحدث باسم السلفية الجهادية فى مصر، أن حادثة القبض على عدد من الإرهابيين فى مصر تؤكد مدى حالة التراخى الأمنى التى تعيشها البلاد، مشددا على أن كل ما يثار من اتهامات لتنظيم القاعدة بقيامه بهذا الحادث الأليم مجرد دعاية إعلامية فلا وجود للقاعدة فى مصر، وأشار خيرت فى تصريحات ل«الصباح» إلى أنه ليست هناك جماعة فى مصر تحمل السلاح فى ظل الحرية الدعوية التى تركها الرئيس محمد مرسى لكل الفصائل السياسية والجماعات الدعوية نافيا معرفته بالشيخ محمد جمال الكاشف الذى يعد المتهم الأول فى قضية مدينة نصر. وأكد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم أن «القاعدة» موجود فى كل أرجاء مصر ويتم ترديد أفكاره بين الناس، وقال ل«الصباح» «إن هناك عددا من المصريين المنتمين للقاعدة تم تدريبهم فى سوريا أو ليبيا لتنفيذ مهمة معينة»، مضيفآ أن فكر القاعدة يحمل فكرة التكفير والتفجير حيث يقومون بتكفير الشرطة والجيش والحاكم والصوفية والأشعرية وطوائف كثيرة، مؤكدا أن المفروض فى المجتمع المصرى ألا يستحل الدماء البشرية. من جانبه، أكد الخبير الاسترتيجى اللواء حسام سويلم أن القاعدة تخترق مصر من خلال القيام بالعمليات الإرهاربية وتهريب السلاح الذى انتشر منذ أيام الثورة، فضلًا عن قيام عناصرها بعمليات داخل سيناء، وأشار سويلم إلى أن تواجد القاعدة فى مصر اتخذ الجانب العملى بعدما قاموا بتفجير إحدى العمارات بمدينة نصر، مؤكدا أن الجناة فى هذه العملية كانوا من الليبيين المشاركين فى مهاجمة القنصلية الأمريكية ببنى غازى وقتل السفير الليبى. وأكد الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، أن هذه العناصر موجودة بالفعل فى سيناء وانتقالها إلى القاهرة مؤشر خطير جدا، وكشف عبدالغفور فى تصريحات ل«الصباح» عن أنه التقى العديد من العناصر الجهادية عقب مقتل الجنود المصريين على الحدود ووعدوا بتغيير أفكارهم، لكنه –حسب قوله- يبدو أنهم لن يتغيروا، وطالب الأجهزة الامنية بحماية الامن القومى للبلاد من خطر التكفيريين، وأضاف: إن انتقال عمل القاعدة من سيناء إلى القاهرة مؤشر خطير يدل على توسع هذه العمليات فى الفترة القادمة، خاصة داخل سيناء وإن كان من المتوقع أن تقل فى القاهرة نظرا لخطورتها. فيما أكدت مصادر جهادية أن تقرير المخابرات الأمريكية الذى تم تسريبه خلال الأيام القليلة الماضية حول توغل تنظيم القاعدة فى قلب العاصمة القاهرة صحيح، على الرغم من نفى معظم قيادات حركة الجهاد الإسلامى لما ورد فى التقرير، وأشارت إلى أن الشيخ محمد جمال الكاشف أبوأحمد هو من يقود بالفعل تحركات التنظيم فى القاهرة والمدن القريبة منها وقد أفرج عنه مرسى بعد الثورة. وأكدت المعلومات التى حصل عليها أن أبوأحمد كان العقل المدبر للعديد من العمليات التى قام بها تنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية سواء فى باكستان أو اليمن وليبيا. وكانت تقارير مخابراتية أمريكية أكدت أن أحد المسئولين عن الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى فى 11 سبتمبر الماضى الذى راح ضحيته السفير الأمريكى لدى ليبيا بجانب ثلاثة دبلوماسيين آخرين احتجاجا على الفيلم الأمريكى المسىء للإسلام هو الشيخ محمد جمال الكاشف أبوأحمد الذى كان أُفرج عنه بعد ثورة 25 يناير الماضى، قام بتدريب منفذى الهجوم فى معسكرات بصحراء ليبيا. وأكدت مصادر أمنية أن التحقيقات الأولية فى قضية الخلية الإرهابية التى قامت بتفجير عقار بمدينة نصر تشير إلى أن المتهمين الخمسة المقبوض عليهم كانوا يرتدون الزى العسكرى ويتلقون تعليمات من القاعدة فى ليبيا عن طريق الإنترنت. كما أكدت مصادر أمنية أن الإرهابى الذى لقى مصرعه ليبى الجنسية وليس مصريا وكان يستخدم اسما حركيا( نبيل)، وأنه متورط فى قتل السفير الأمريكى بليبيا. من جانبها، قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس أربعة من أعضاء تنظيم القاعدة من المتهمين بالتورط فى أحداث مدينة نصر 15 يوما على ذمة التحقيق، بعدما وجهت النيابة لهم تهم الإضرار العمد بمصلحة البلاد وتهديد أمنها القومى. وأنكر المتهمون خلال التحقيقات كل الاتهامات الموجهة إليهم ومشاركتهم فى أى أحداث وقعت موخرا، وأنكروا صلتهم بأى تنظيم فى مصر أو خارجها وبرروا حيازتهم الأسلحة النارية للدفاع عن النفس، وأنكروا صلتهم بالمتهم المتوفى إثر قيامه بتفجير نفسه فور إلقاء القبض عليه.