شككت قيادات جهادية فى صحة التقارير الاستخباراتية الأمريكية التى نسبت إلى أحد أعضاء التنظيم تنفيذ عملية الهجوم على قنصلية الولاياتالمتحدة فى مدينة بنى غازى الليبية، الشهر الماضى، وأسفرت عن مقتل السفير الأمريكى وعدد من مواطنيه. كانت القنصلية تعرضت لهجوم بأسلحة ثقيلة، خلال الاحتجاجات التى عمت عددا من الدول الإسلامية، ضد الفيلم المسىء للإسلام، والنبى صلى الله عليه وسلم، وقالت تقارير أمريكية إن منفذ العملية «مصرى يدعى محمد جمال أبوأحمد من أعضاء تنظيم الجهاد».
ونفى مجدى سالم، احد قيادات تنظيم الجهاد ومسئول تنظيم طلائع الفتح سابقا، صحة المعلومات التى أوردتها التقارير الاستخباراتية، والتى نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أمس الأول، موضحا ل«الشروق» أن «مما يشكك فى صحة المعلومات أن التقارير أوردت ان أبوأحمد سافر منذ فترة بعد الثورة إلى ليبيا واستقر هناك على الرغم من أن البعض التقاه وشاهده فى مصر منذ نحو ثلاثة أشهر»، نافيا كذلك انه تولى فى فترة من الفترات قيادة التنظيم أو جناحه المسلح «بل كان عضوا عاديا فى التنظيم».
وحول اتصاله بالشيخ محمد الظواهرى الشقيق الأكبر لرئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، حتى يتمكن من الاتصال بقيادة التنظيم العالمية ويستطيع تأسيس معسكرات تدريب فى صحراء ليبيا، قال سالم: «أبو أحمد إن صحت المعلومات هو ليس فى حاجة لتوسيط الظواهرى، لأنه فى وقت من الأوقات كان فى أفغانستان ويعرف معظم قيادات التنظيم العالمى».
وفى رده على «التخوف من إحياء تنظيم الجهاد القديم فى هذه الأثناء» قال سالم: «إن هذا الأمر لسنا فى حاجة له منذ قيام ثورة يناير، خاصة فى ظل وجود برلمان بأغلبية إسلامية عقب الثورة، ووجود رئيس إسلامى له مشروع قائم على الإسلام، حتى لا تكون هناك فرصة لأصحاب المشروع الإسرائيلى والأمريكى».
وأضاف سالم: «التقارير الأمريكية ما زالت تعتمد على تقارير سابقة وضعها جهاز امن الدولة المنحل.. معظم هذه التقارير مغلوطة ومشوهة».
وقال محمد الظواهرى: «نشر مثل هذه التقارير دون دليل لا يعبر إلا عن أوهام الاستخبارات الأمريكية، التى تمارس دور أمن الدولة سابقا فى التحريض على الإسلاميين وإلصاق التهم الفاسدة بهم».
وشدد على أن «الهدف من هذه التهم هو إحداث الوقيعة بين النظام الحالى والإسلاميين، وإحراج الحكومة الحالية»، لافتا إلى أنهم «اختاروا شخصية لم تكن محبوبة من جانب الأمن أثناء تواجده فى السجون وبدأوا الدفع بها على السطح».
وقال الظواهرى: «التيار الجهادى الآن يمارس العمل الدعوى لا العمل المسلح، خاصة أننا نعقد مؤتمرات صحفية علنية»، وأضاف ساخرا «لا يوجد تيار يمارس العمل المسلح وينشر أسماء أعضاءه».
ولفت إلى أن أبوأحمد وغيره «لم يتم الإفراج عنهم فى عهد مرسى وإنما فى عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فضلا عن أن الأمن الوطنى ما كان ليفرج عن أبو أحمد لو كان بهذه الخطورة».
قال النائب بالبرلمان السابق، وأحد قيادات التنظيم نزار غراب: «بعض عناصر الاستخبارات الأمريكية حاولت الاتصال بى خلال الفترة الماضية بوصفهم باحثين فى أحد مراكز الأبحاث الأمريكية، ولكننى كنت ارفض التواصل معهم».