قال الشاعر فاروق شوشة عن صديقه الراحل رياض السنباطي بأنه صناعة مصرية صميمة، ليس بها أي عنصر مستورد فهو يشبه الأرض والوطن والفلاح المصري العنيد، واسترجع الشاعر الكبير ذكرياته معه ووصفه بأنه أفضل من لحن القصائد، فقد فهم أسرار اللغة العربية لأن علاقته باللغة بدأت بحفظه القرآن الكريم مجوداً، ومن ثم لم يكن مستغرباً أن تحتل رائعة أم كلثوم "الأطلال" التي لحنها السنباطي المرتبة الأولى في العالم طيلة عشر سنوات في مستوى الأداء العلني. جاء ذلك خلال ندوة "عبقرية الشخصية المصرية"، التي أقيمت أمس الأحد بمتحف أم كلثوم بالمنيل احتفالاً بالذكري ال 31 لرحيل أمير النغم "رياض السنباطي"، وتأتي هذه الأمسية بالتزامن مع مرور عام علي صالون "أم كلثوم الثقافي"، شارك بالندوة "محمد السنباطي" نجل الملحن الكبير. كما تحدث الشاعر فاروق جويدة عن عبقرية الشخصية المصرية متمثلة في رياض السنباطي، قائلاً: "..كنت الكاتب الوحيد الذي يزور السنباطي في منزله كل اسبوع"، لافتاً إلى أنه بعد رحيله لم يستطع التجوال في منطقة مصر الجديدة الذي كان يسكن بها السنباطي فقد كان المكان يستدعي شجون جويدة الذي ظل مدة طويلة لا يرتاده. وشبه جويدة الملحن الكبير الراحل بالعقاد في كبريائه واعتزازه بنفسه، وكان من الصعب أن يسمح لأحد بالاقتراب منه، وروى واقعة تدل على كبريائه واعتزازه بفنه حين هاتفه مستشار رئيس الجمهورية آنذاك رشاد رشدي وأبلغه ان الرئيس السادات قرر تكريمك في عيد الفن، وطلب منه أن يغني في هذا الحفل أغنية الرئيس السادات المفضلة حين كان في محبسه وهي "إله الكون"، فما كان من السنباطي إلا أن اغلق الهاتف في وجهه!. وترتب على ذلك عدم تكريم السادات له.