لم يكن هدفى قتله أو إيذائه، فهو شقيقى الذى لا أحب غيره، ووقت الشدة لا أجد سواه يقف معى ويدفع عنى أذى الناس، ولكنه الشيطان الذى تلاعب بعقلى وجعلنى أتشاجر معه بسبب تلك السموم البيضاء التى منذ أن عرفتها وأنا خسرت كل شىء». كانت تلك الكلمات جزءًا من الاعترافات التفصيلية التى أدلى بها «م.ه»، 34 سنة، خراط معادن والمتهم فى قتل شقيقه بسبب رفضه إقراضه مالًا لشراء المخدرات. وقال المتهم فى اعترافاته أمام النيابة: الندم والحسرة يقتلوننى كل يوم، ما الذى دفعنى لأقوم بإيذاء أعز الناس إلى قلبى، لم أقصد قتل أخى، كانت مشاجرة عادية، ليست المرة الأولى التى نتشاجر فيها سويًا، كنا نختلف كثيرًا ونتخاصم ولكن لا تمر إلا ساعات معدودة ونعود إلى طبيعتنا. وأضاف المتهم: طوال عمرى وأنا سبب عذاب شقيقى، أفتعل الكثير من المشاكل والكوارث بسبب سوء أخلاقى وتصرفاتى الحمقاء وكان هو أول من يقف بظهرى ويدافع عنى ويخرجنى من تلك المشاكل، كنت دائمًا أعتبره والدى وصديقى، كنت ألجأ إليه فى الوقت الذى يبتعد عنى الجميع، لا أجد سواه مستعد أن يضحى بحياته من أجلى ولكن الشيطان استطاع السيطرة على ودفعى إلى السير فى طريق الهلاك. وتابع المتهم: بعد أن عرفت طريق الإدمان وتعاطى المخدرات، أصبحت شخصًا آخر لا يستطيع أحد أن يتحمله، أصبحت مشاكلى أكبر بكثير، ولكن الوحيد الذى لم يتغير معى أو يتخلى عنى هو شقيقى، كان يبذل مجهودًا أكبر من طاقته فى تقديم النصيحة لى ومحاولة إخراجى من تلك الحياة السوداء التى كنت أعيش فيها، تحملنى كثيرًا، كنت لا أجد سببًا يجعله يظل معى ويدافع عنى سوى حبه الشديد لى. وأكمل المتهم: ولكننى فى النهاية قتلته بسبب رفضه إعطائى المال لشراء المخدرات خوفًا على، لم أقابل كل ما فعله معى إلا بالخيانة والقتل، كان ردى للجميل فى النهاية بأننى أنهيت حياته وقتلته أمام الجميع. واختتم المتهم: يوم الواقعة لم يكن معى المال الكافى لشراء المخدرات، لم أجد غيره أمامى لأطلب منه المال، ولكنه رفض إعطائى المال، قام بإهانتى أمام الجميع واتهمنى بأننى غير مسئول، وأن أفعالى الحمقاء قد ضيعت مستقبلى، لم أشعر بنفسى إلا وأنا أصرخ فى وجهه وأمسك بملابسه وأجذبه وأطلب منه إعطائى المال، ولكنه كان مصممًا على موقفه ورفض إعطائى المال، وقعت مشاجرة بيننا وسط الناس فى الشارع، لم أشعر بنفسى وقتها إلا وأنا ممسك بسلاح أبيض وأقوم بطعن شقيقى به حتى سقط على الأرض، لم أكن أعلم أنه قد فارق الحياة ظننت أنه قد أصيب فقط، جلست بجواره أبكى بشدة وأطلب منه أن يسامحنى ولكن بكائى عليه لن يفيده بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بالجراح التى أحدثتها به بواسطة السلاح الأبيض الذى كان بحوزتى، فى ثوان معدودة فقدت أعز الناس وضاع معه مستقبلى وحياتى. كان قسم شرطة الدرب الأحمر، تلقى بلاغًا من الأهالى يفيد وقوع مشاجرة توفى على إثرها نجار بحارة أسعد دائرة القسم، على الفور انتقل رجال المباحث، وتبين وقوع المشاجرة بين كل من «ياسر. ه»، 36 سنة، نجار، مراقب بديوان القسم على ذمة قضية سرقة بالإكراه، و«م. ه»، 34 سنة، خراط معادن، «شقيق الأول»، وتبين من خلال التحريات حدوث مشادة كلامية بين الطرفين بسبب خلافات مالية فتطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بالتعدى على المجنى عليه بسلاح أبيض عبارة عن «سكين» محدثًا إصابته التى أودت بحياته. عقب تقنين الإجراءات تم القبض على المتهم، حيث تم ضبطه وبحوزته السلاح الأبيض المستخدم فى ارتكاب الواقعة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. كانت النيابة قررت تشريح جثة المجنى عليه الذى لقى مصرعه على يد شقيقه، وإعداد تقرير حول ملابسات الواقعة، والتصريح بالدفن، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، كما قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة القتل العمد وحيازة سلاح أبيض.