تجرد عاطل من جميع مشاعره الإنسانية والآدمية، وقام بإشعال النيران فى جسد والده الذى رفض إعطاءه المال لشراء المخدرات، ولم يستطع باقى أفراد الأسرة التدخل لإنقاذ الأب، واشعلت النيران فى أجسادهم أيضا، ولكن إرادة الله أرادت أن يذوق المتهم من نفس الكأس، بعد أن حاول الهروب من الشقة، ولكن فشل بعد انتشار النار لتحرق الشقة بأكملها. «البوابة» تحدثت مع المتهم الذى بدأ حديثه قائلاً: «أنا لم أقصد حرقهم كلهم، وكنت أقصد أبويا فقط، لأنه رفض إعطائى أموالا لشراء المخدرات، لم أستطع التحكم فى أعصابى، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أسكب البنزين على جسد والدى وحرقته، ولكن الله شاء أن أعاقب فى نفس الوقت بنفس السلاح الذى استخدمته». تابع المتهم: «لو كان وافق على إعطائى المال من البداية مكنش حصل حاجة»، مضيفاً: «كنت مثل المجنون، وكل تفكيرى أن أأخذ المال لشراء المخدرات، وأعطيته فرصة لتجهيز المال ولكن أبى صمم على العناد وقال لى لن أعطيك، ولا تطلب منى فلوس مرة أخرى». وعن يوم الواقعة يقول المتهم: «تركت المنزل لكثرة الخلافات بينى وبين والدى، فدائما تحدث مشادات كلامية بيننا بسبب شربى للمواد المخدرة، وجلوسى فى المنزل ليل ونهار بلا عمل، تركت له المنزل وجلست عند شقيقتى، وكنت أطلب منه المال وكان يعطيني، ولكن آخر مره طلبت منه مرارا وتكرارا أن يعطينى مبلغا ماليا، فرفض إعطائى، وقال لى: «أديلك فلوس عشان تشترى بيها مخدرات»، فنشبت بينى وبينه مشاجرة حاولت أمى وأشقائى التدخل لفض النزاع بيننا، فتركته وقلت له «أنا همشى من هنا، وهرجع تانى ولو ملقتش فلوس هولع فيك». ذهبت عند شقيقتى وبعد مرور ساعات، لم أستطع صبرا، واحتياجى للمخدرات كان يسيطر عليّ، ذهبت له مرة أخرى وطلبت منه الفلوس، فتشاجر معى ورفض إعطائى المال، فجن جنونى ولم أشعر بنفسى غير وأنا أنفذ تهديدى له، وأسرعت وأحضرت البنزين وسكبته على جسده وأشعلت النيران فيه، وبعد أن رأت والدتى وأشقائى النيران تشتعل فى جسد والدى حاولوا إنقاذه وإطفاء النيران، ولكن لم يفلحوا فى ذلك، وأصابتهم النيران، حاولت الفرار لكن لم أستطع بعد أن أمسكت بى النيران، وتجمع الأهالى محاولين إنقاذنا، وبعد ذلك قوات الحماية المدنية لإطفاء النار، وجاءت عربات الإسعاف لنقلنا إلى المستشفى لتلقى العلاج». اختتم المتهم حديثه قائلا: «لم أعرف ماذا أقول، ولكن أتمنى أن يسامحنى أبى وأمى وأخواتى على ما فعلته، فأنا لم أكن أقصد، ومعرفش أنا عملت كده إزاى». تلقى مأمور قسم الطالبية بلاغا من الأهالى بنشوب حريق وسقوط مصابين، على الفور تم تشكيل قوة من قوات مباحث القسم بقيادة تحت إشراف اللواء «خالد شلبى» مدير إدارة مباحث الجيزة، وقيادة المقدم «محمد ربيع» رئيس المباحث ومعاونيه، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، تمكنت القوات من السيطرة على الحريق وإخماده، ومنع امتداده بالعقار، ونتج عنه احتراق بعض محتويات غرفة النوم، وتبينت إصابة كل من «طلبة .م.ش» سائق، وزوجته «جملات.م.ا» ربة منزل، وابنته «منى طلبة» ربة منزل، ونجله «عادل طلبة»، وزوجته «أسماء.س» ربة منزل، وطفلها «يوسف .ع» 4 سنوات. وبعمل البحث والتحريات اللازمين وسماع أقوال شهود العيان، دلت التحريات على نشوب مشاجرة بين المجنى عليه ونجله بسبب رفضه إعطاء المال لشراء المواد المخدرة، فقام بسكب بنزين على جسده وإشعال النيران فيه، تمكنت القوات من تحديد هوية المتهم، ونجحت فى القبض عليه. وبمواجهة المتهم، اعترف بالواقعة، وأقر بإشعال النيران فى جسد والده، حرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.