مساء الخميس 27 يناير 2011 كان الدكتور عماد عبدالغفور يجلس الي جوار رأس والدته يقرأ آيات من القرآن الكريم ، وهي تصارع الموت ، لكنها لم تصارع كثيرا ، واستسلمت للقرار الالهي ، فاضت روحها الي بارئها ، وهي تدعو الي ابنها الذي لم يفارقها ، تاركا الاتهامات التي تلاحق السلفيين بتفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية ، والمصير الأسود الذي ينتظره وأقرانه جراء الكارثة التي لفقها العادلي ورجاله لقيادات الدعوة السلفية في الاسكندرية ومصر بأكملها ، في اليوم التالي 28 يناير ، كانت مصر تبكي علي شهداء التحرير وكان عبدالغفور يبكي علي فراق والدته ، وبعد أن انتهي من خطبة الجمعة ودفن والدته ، راح يجمع السلفيين في الاسكندرية واتخذوا سبيلهم الي ميدان القائد ابراهيم سربا .. بعد قيام الثورة بأشهر قليلة ، أباح قيادات الدعوة السلفية ممارسة السياسة وشرعوا في تأسيس حزب سياسي واتخذوا من "النور " اسما له ، وأسندوا رئاسته للدكتور عماد عبدالغفور الذي كان مسئولا عن الملف السياسي للدعوة السلفية في الجامعة ، وقسموا هيئته العليا بين الثقات من السلفيين أبناء الاسكندرية وقليل من محافظات أخري ، عرف عن عبدالغفور بين أشقائه الثمانية الالتزام وإلصاق القول بالعمل ، وتقشفه الشديد لدرجة أنه لا يمتلك سيارة حتي الان ، ورغم عمله بتركيا فترة من الزمن لم يحقق ثروة مالية ، بل كان اهتمامه الأكبر ينصب علي الدعوة وفق المنهج السلفي. قام عبدالغفور خلال الفترة باجراء لقاءات مع عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية منها الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وكوريا الشمالية والصين والبرازيل ، وزار قطاع غزة وتونس ، وكان اول من زار سيناء عقب أحداث رفح الارهابية والتقي زعماء القبائل وبعض القيادات الأمنية ، ومعروف عنه أنه متزن في تصريحاته الصحفية والاعلامية ولم يستطع أحد ان يمسك عليه سقطة أو زلة لسان مثل باقي اقرانه ، كما انه علي اتصال مباشر بالرئيس مرسي ، ويثق فيه لدرجة كبيرة ، ويحظي باحترام جميع أعضاء مكتب ارشاد الاخوان المسلمين ولاسيما محمد بديع المرشد العام وخيرت الشاطر نائبه. عبد الغفور الذي تخرج في كلية طب الاسكندرية عام 1983 بعد ياسر برهامي النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية بعام واحد فقط ، الا أنك تجد هناك توأمة غريبة بين الرجلين ، رغم مايشاع دوما أن بينهما شقاق وخلاف ، مؤخرا تم اختيار الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور وعضو الجمعية التأسيسية للدستور مساعدا لرئيس الجمهورية للتواصل المجتمعي ، كان أول من بارك له المنصب الجديد ،صديق عمره وزميل الدراسة والمعتقل الشيخ ياسر برهامي ، والشاهد أن كلاهما يجد في الآخر كاتما لأسراره. الدكتور عماد عبدالغفور كان طموحه أن يواصل حياته في العمل الإغاثي لكن الثورة المصرية جعلته يتربع علي عرش العمل السياسي ..