يبقى الموسم الرمضاني الأقوى إعلانياً، ويبقى أمل المشاركة في "كعكة" إعلاناته أملاً تنشده كافة القنوات كي تستطيع الاستمرار، ومواصلة مشوارها وسط هذا الكم الهائل من الإنفاق المالي الذي تحتاجه أي قناة فضائية، ولازال التليفزيون المصري يبحث عن مكان له بين القنوات الفضائية يستطيع من خلاله أن يحصل ولو على جزأ من كعكعة الإعلانات الشهية، وأجمع الخبراء على أن ابتعاد المشاهدين عن مشاهدة قنوات التليفزيون المصري هو السبب الرئيسي في عزوف المعلنين عنه. في التقرير التالي ناقشنا أزمة التليفزيون المصري مع نقص الموارد الإعلانية في رمضان هذا العام. رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة، سعد عباس، أكد إن الإعلانات التليفزيونية في رمضان تعد منظومة سنوية، وليست رمضانية فقط، ويبدأ الصراع عليها قبل شهر رمضان بأربعة شهور على الأقل، وما يميز رمضان عن غيره من شهور السنة هو ارتفاع نسبة المشاهدة، وبالتالي تزداد رغة المعلنين في تقديم الإعلانات، وأشار عباس إلى أن "التورتة" الإعلانية الرمضانية هذا العام بلغت قيمتها نحو 350 مليون جنيه، استطاع التليفزيون المصري أن يحصل منها علي 30 مليون جنيه حتي نهاية شهر رمضان، وهو ما يؤكد أن التليفزيون المصري لم يخرج من السباق الإعلاني هذا العام، رغم أنه افقتد جميع معلنيه خلال العامين الماضيين بسبب أحداث الثورة. عباس أكد أن التليفزيون المصري نجح هذا العام في استعادة ثقة المشاهدين، بعد أن نجح في تقديم مجموعة متميزة من المسلسلات الرمضانية لكبار النجوم، مشيراً إلى أن كل هذه المسلسلات حصل عليها التليفزيون بالمشاركة الإعلانية أو بالتبادل مع مسلسل " فرقة ناجي عطالله "، ولم يشتري سوى مسلسلي "الهروب" و"الصفعة". وأشار رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة، إلى أن ما يعانيه ماسبيرو من اضطرابات، وعدم استقرار مالي، وما تخضع له اللائحة الإعلانية من إجراءات معقدة وتسعيرة إعلانية أعلي من التسعيرة الإعلانية في الفضائيات والقنوات الأخري كلها عوامل نتج عنها عزوف المعلنين عن التليفزيون المصري، وعن ما يتردد حول وجود مافيا للإعلانات داخل ماسبيرو تقوم بتوجيه المعلنين للإعلان علي شاشات الفضائيات بأسعار أقل مقابل عمولة غير معلنة بالمخالفة للقانون، قال عباس: "لا أستطيع أن ألقي التهم جزافاً علي أحد بعينه، وأنا لا أملك معلومات موثقة بهذا الشأن". من جانبه نفي رئيس القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون، محمد عبدالله، ارتفاع نسبة الإعلانات علي شاشات التليفزيون المصري لتصل ل77 مليون جنيه، بعد أن تردد أن شركة صوت القاهرة والقطاع الاقتصادي حققا مجتمعان نسبة إعلانات تصل ل70 مليون جنيه من خلال تعاقدات تمت مع مجموعة معلنين خلال شهر رمضان، وأكد عبدالله أن "صوت القاهرة" لا يمكنها إبرام أي تعاقدات إعلانية إلا بالرجوع للقطاع الاقتصادي، والتنسيق معه طبقاً للوائح والقوانين، وحتي لا يحدث تخبطات مالية وإدارية تضر بالمعلن. أضاف: نسبة الإعلانات علي شاشة التليفزيون المصري تتصاعد من بداية شهر رمضان بعد أن نجح في كسب ثقة المعلنين خلال العشرة أيام الأولي لرمضان من خلال ما تعرضه الشاشة من أعمال مميزة، ورفض عبدالله الإفصاح عمما حققه القطاع الاقتصادي من مكاسب إعلانية خلال الأسبوع الأول لرمضان، مشيراً إلي أنه لا يمكن رصد المكاسب الإعلانية في الوقت الحالي خاصة وأن هناك بعض التعاقدات يتم التفاوض بشأنها مع رئيس الاتحاد الأمر الذي يجعل الحديث عن أرقام مكاسب الإعلانات مجرد تكهنات. فيما قال الخبير الإعلامي، صفوت العالم، إن الأزمة الإعلانية داخل ماسبيرو تعود للأساليب التسويقية التي يتم بها الترويج للمسلسلات والأعمال الدرامية، والتي تعتبر أساليب عقيمة وتحتاج لتدعيم وزيادة خبرات لاستعادة المعلن مجدداً، لأنها أساليب تطبق منذ سنوات طويلة ولم تخضع لأي تطوير منذ زمن، الأمر الذي يجعل النشاط التسويقي محدود للغاية، وغير مواكب لمستجدات السوق الإعلاني. وأرجع العالم عزوف المعلنين عن التعامل مع التليفزيون المصري لعدة أسباب أبرزها المرونة في التعامل واتخاذ القرارات داخل الوكالات الإعلانية الأخرى، وفروق الأسعار وفقاً للعرض والطلب، فما يلقاه المعلن من روتين وبيروقراطية أثناء الاتفاق علي العرض الإعلاني يجعله يتراجع عن خوض التجربة، وإذا خاضها مرة لا يكررها ثانية.