مستقبل وطن يسعى للسيطرة على المشهد ليكون الحصان الرابح فى الانتخابات المحلية والبرلمانية» يبدو أن أزمة محاولة فرض السيطرة على المشهد السياسى الحالى ستغير الخريطة السياسية فى مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويسعى حزب مستقبل وطن الذى يتولى رئاسته أشرف رشاد إلى أن يكون الحصان الرابح فى هذه المعارك مستغلاً الأزمات التى يشهدها عدد من الأحزاب المنضمة لائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية فى البرلمان حاليًا. وكان واضحًا خلال الأسبوع الماضى محاولة حزب مستقبل وطن لاستقطاب رموز القوى السياسية والأحزاب له المستقيلين مؤخرًا من أحزابهم وفى مقدمتهم حسام الخولى نائب رئيس حزب الوفد، وعلاء عابد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار ورئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب حيث انضم الاثنان إلى مستقبل وطن. كما يسعى الحزب إلى ضم أحزاب أخرى وجمعيات له ومنها جمعية «من أجل مصر» كما تم ضم جمعية «كلنا معاك من أجل مصر» فضلًا عما تردد عن محاولة ضم حزب الحركة الوطنية ليكون ذلك نواة لمحاولة دمج أحزاب أخرى. كل التحركات التى يقوم بها حزب مستقبل وطن ربما تهدد بانتهاء أو تدمير ائتلاف دعم مصر بقيادة محمد السويدى زعيم الأغلبية فى البرلمان الحالى، ويعزز كل هذه التوقعات مايشهده الائتلاف من خلافات بين أعضائه حول السياسات، ومايجرى من كواليس داخل البرلمان لتمرير تشريعات وغيرها من الأزمات، وبذلك سيكون مستقبل وطن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى المشهد السياسى القادم سواء فى المحليات أو الانتخابات البرلمانية المقبلة. المشهد السياسى شهد الأسبوع الماضى حالة من التوتر سادت فى حزب الوفد بسبب ظهور صراعات داخلية بعد أسابيع من انتخاب المستشار بهاء أبوشقة رئيس للحزب خلفًا للسيد البدوى، الصراعات بدأت بتعيين سكرتير عام جديد للحزب من خارج بيت الأمة، وهو الدكتور هانى سرى الدين، وتبعها استقالات تقدم بها بعض رموز الحزب كان آخرها استقالة حسام الخولى نائب رئيس الحزب، وهى الاستقالة التى رفضها السكرتير العام وطالبه بالرجوع فيها، ورغم تلك الصراعات إلا أن رئيس الحزب المستشار بهاء أبوشقة انشغل بسلسلة لقاءات مع رؤساء أحزاب لرؤية إمكانية تلبية دعوة الرئيس بدمج الأحزاب. وفى هذا السياق قال الدكتور ياسر الهضيبى المتحدث باسم حزب الوفد ل«الصباح» إن السبب وراء استقالة نائب رئيس الحزب هو أنه كان منافسًا لرئيس الحزب فى الانتخابات الأخيرة، وبالتالى بعد خسارته أصبح من الصعب التعامل مع رئاسة الحزب الجديدة. وأضاف الهضيبى، المهندس حسام لم يتقدم باستقالة مكتوبة حتى نهاية يوم الأربعاء الماضى، والحزب لا يعترف بالاستقالات الشفوية المطروحة فى الإعلام، ولكن السبب الرئيسى للاستقالة هو سبب شخصى، وانضمامه لحزب آخر وهو قرار شخصى أيضا يسأل فيه، وفيما يخص تنحى الدكتور السيد البدوى عن عضوية المجلس الاستشارى للوفد، قال إنه لأسباب تتعلق بأنه ليس لديه وقت، ولكنه ما زال عضوًا فى الوفد. وتعليقًا على اجتماعات رئيس الحزب ودعوته لدمج الأحزاب، أكد الهضيبى أن الوفد لم ولن يندمج مع أحد، وأن الاجتماع الذى حدث فى مقر الوفد مع الأحزاب كان لعمل لجنة تنسيقية فقط، وهو ما أكده عدد من أعضاء الهيئة العليا، وأن الوفد سيظل كيانًا مستقلًا ولن يندمج مع حزب، وأى شخص يريد العمل تحت مظلة الوفد لابد أن يستقيل من حزبه أولًا وينضم للوفد، أما التنسيق مع الأحزاب فهى واردة فى المواقف المشتركة كما يحدث فى كل دول العالم. فيما أكد اللواء محمد إبراهيم «المستقيل من الهيئة العليا للوفد» أن الحزب يدار الآن بصورة فردية، ولا يتم التشاور مع أحد، وقرار الاستقالة حدث بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب منذ عشرة أيام، والذى تم خلاله تهديد أحد رؤساء اللجان العامة بحل لجنته بعدها أعلن المهندس حسام نيته الاستقالة لكن القرار لم يتبلور إلا هذه الأيام. وأشار إبراهيم إلى أنه لابد من الوقوف أمام هذه الاستقالة وتحليلها، لأنه بالتأكيد هناك شىء خطأ، هو الذى جعل نائب رئيس الحزب وعضو منذ 34 عامًا للخروج بتلك الطريقة، وأرجع السبب الرئيسى لذلك لانفراد قيادة الحزب بالقرار، لدرجة أن هناك قرارات مهمة نعرفها عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، كما أن سياسة إدارة الحزب لا يرضى عنها الكثير من الوفديين، خاصة أننا حزب ليبرالى ولابد لقيادته أن تتسع للرأى المعارض. وأوضح اللواء محمد إبراهيم أن استقالة السيد البدوى من المجلس الآستشارى جاءت لأنه تم تعيينه فى المجلس بدون معرفته، وبالتالى كان قد قرر أن يترك المجلس منذ 10 أيام تقريبا لكنها جاءت فى هذا التوقيت، ولا علاقة لها باستقالة الخولى. وعن انضمام بعض نواب البرلمان لحزب مستقبل وطن أشار إبراهيم إلى أن هناك حوالى 40 عضوًا من المصريين الأحرار وغيرهم من الأحزاب سارعوا بالانضمام إلى حزب مستقبل وطن، وأعتقد أن السبب فى ذلك رؤيتهم أن الحياة السياسية فى مصر تتغير الآن وغالبا ما سيصبح مستقبل وطن هو حزب الأغلبية للتكتلات الحزبية والبرلمانية التى ستنضم له بالإضافة إلى ثقل الذين سينتمون له سياسيًا وماليًا. وأوضح اللواء محمد إبراهيم أن جميع الوفديين حتى المعارضين هنأوا رئيس الحزب بعد فوزه، لكن الأمور فى إدارة الحزب الآن ضبابية بالنسبة لنا، وليس بالضرورة بسبب رئيس الحزب قد يكون من يعاونه فى الإدارة، لذا نأمل من رئيس الحزب أن يجمع الوفديين من كل محافظات مصر ويقوم بعمل جلسة مكاشفة ومصالحة، وخاصة بعد أن أعلن إعادة النظر فى ملف المفصولين. فيما اكد مصدر مطلع ل «الصباح» أن ما يحدث داخل حزب الوفد مرتبط بما يجرى داخل حزب مستقبل وطن والمصريين الأحرار، فهناك شىء يتم الإعداد له، وتجهيز لظهور تحالف حزبى جديد للسيطرة على المجالس المحلية بعيدًا عن ائتلاف «دعم مصر»، ومن المقرر أن يقود هذا التحالف الجديد المشهد السياسى الفترة المقبلة، خاصة أن المتحدث الرسمى باسم مستقبل وطن سارع بالتأكيد على انضمام حسام الخولى للحزب بمنصب الأمين العام، كذلك انضمام النائب علاء عابد و50 من أعضاء حزب المصريين الأحرار لمستقبل وطن، ما سيجعله حزب الأغلبية داخل البرلمان ليناطح ائتلاف دعم مصر، على أن تندمج معهم مجموعة من النواب المستقلين.