صنفت «الفيلم 18 + »وحذفت مشاهد من العمل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يعيش خلال الفترة الحالية حالة من التخبط الشديد، خاصة بعد الأزمات الكثيرة التى يقع فيها مسئولو الجهاز، مع صناع عدد من الأفلام السينمائية، فبعد هدوء الأوضاع خلال العام الماضى، عادت الرقابة مرة أخرى لعادتها القديمة وأصبحت سياسة المنع والاعتراض وحذف المشاهد هو الأمر السائد داخل أروقة الجهاز، رغم تفعيل قانون التصنيف العمرى الذى يحد من كل هذه الأمور، لكن تبقى الحال كما هى عليه. فبعد أن شهد فيلم «الشيخ جاكسون» أزمة مع الرقابة بسبب اسم الفيلم، وبعض الملاحظات الخاصة فى العمل إلا أن مخرجه عمرو سلامة استطاع الحصول على تصريح بالعرض بعد مجادلات طويلة، وبمجرد الطرح واجه الفيلم أزمة ازدراء الأديان حيث رُفع ضد صناعه دعوى قضائية تتهمهم بازدراء الأديان بسبب مشهد الصلاة الذى كان يؤديه بطل العمل أحمد الفيشاوى، وتحول بعد ذلك لمشهد رقص داخل المسجد، فالمشهد لم يمر مرور الكرام وسبب أزمة للرقابة بسبب الهجوم عليها وحول كيفية الموافقة عليه وعدم حذفه. الرقابة حاولت أن تكون أكثر حذرًا فى الأفلام التى جاءت بعد «الشيخ جاكسون»، والحظ السيئ كان من نصيب فيلم «طلق صناعى»، والذى اشتعلت بين صناعه والجهاز أزمة كبيرة بسبب منع رئيس الرقابة خالد عبدالجليل طرح الفيلم، رغم أن هناك جهات أمنية شاهدت العمل ولم تمانع فى عرضه، ووصل الأمر لتصريح «آل دياب» بأن رئيس الجهاز يتمتع بحس أمنى أعلى بكثير من الحس الفنى، ولا يمتلك أى موهبة فنية للحكم على العمل. العمل أثار حالة، إلى أن تم طرحه خلال موسم منتصف العام الحالى، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى سفن آل دياب، وبمجرد طرحه اشتعلت أزمة جديدة حيث أقيمت ضدهم دعوى قضائية بتهمة ازدراء الأديان بسبب أحد مشاهد العمل التى يقوم فيها أحد أبطال العمل بالخلط بين الدعوة الإسلامية والمسيحية، وهو ما اعتبره مقيمى الدعوى ازدراءً للأديان. المعاناة التى عاشتها الرقابة خلال الفترة الماضية بسبب فيلمى «الشيخ جاكسون» و«طلق صناعى» جعلها تتعنت ضد الأفلام المقرر طرحها خلال الموسم الحالى، حيث يشهد فيلم «الكهف» المقرر طرحه الأسبوع الجارى أزمة مع الجهاز، وجاءت البداية منذ أن رفضت الرقابة اسم الفيلم وقررت تغييره من «أهل الكهف» إلى «الكهف» خوفًا من الربط بينه وبين أصحاب القصة الدينية «أهل الكهف»، ولم يمر الفيلم بعد تغيير اسمه مرور الكرام حيث زاد تعنت المسئولين ضده وتم تصنيفه فوق ال 18 عامًا، وتمت مشاهدته من جانب لجنة أولى وأقروا تصنيفه بجانب بعض الملاحظات، رغم أن العمل لا يتضمن أى مشاهد جنسية أو مشاهد عُرى أو ألفاظ بذيئة. وأشار مصدر داخل الرقابة، إلى أن الفيلم تم تصنيفه نظرًا لتيمة الموضوع نفسه وقصته، ويبدو أن الفيلم الاجتماعى الذى يتناول الحارة الشعبية من خلال مجموعة من القصص والكشف عن أشخاص تحمل فى داخلها الخير والشر، وتخطئ وتتوب والعكس صحيح، بالإضافة إلى عدم مزايدة شخص على آخر سواء فى الدين أو الأخلاق، كلها أمور أثارت حذر المسئولين من الوقوع فى أزمة جديدة مع الشارع المصرى، رغم أن أغلب الصناع الذين يدخلون فى جدل معهم يؤكدون أن الفن هو الإبداع، وبهذا الشكل فالرقابة تمنع الإبداع فهى القضية الجدلية التى تتردد خلال السنوات الماضية، حيث وصلت الأمور لوصف الرقابة بأنها تحكم الصناع بيد من حديد. فيما أكدت مصادر، أن «الكهف» أحد الأفلام المهمة التى تدعو للتنوير، وليس مثلما ترى الرقابة بأنه ضد المجتمع أو الحارة الشعبية، فهو بعيد عن المحظورات الرقابية مثل الدين والسياسة، واصفة الجهاز بأنه يبحث عن المثالية فقط. بينما علمت « الصباح» أن لجنة المشاهدة قامت بمشاهدة الفيلم قرابة الثلاث مرات، وفى كل مرة تقوم بوضع ملاحظات جديدة على العمل، حيث إن عدد الملاحظات تجاوز ال 30 ملاحظة، ما بين الحذف لعدد من المشاهد، وحذف كلمة «ابن الكلب»، رغم أن هناك أكثر من فيلم تجاوز هذا اللفظ. «الكهف» بطولة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم محمود عبدالمغنى وماجد المصرى وروجينا ومحمد عادل، وإخراج أمير شوقى فى أولى تجاربه السينمائية.