لم تشفع براءة طفلة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات فى إنقاذها من الموت، على يد زوجة أبيها، بعدما حاولت الطفلة بيع كيلو سكر من المنزل، لتشترى بثمنه طعامًا بسيطًا تسد به جوع أشقائها بعزبة الشيخ سليمان بمركز أبو قرقاص فى المنيا. «سارة» طفلة تعيش بمنزل والدها مع أشقائها، توفيت والدتها وحلت مكانها زوجة أبيها، ولم تتحمل مشاعرها ألم الجوع الذى شاهدته فى أعين أشقائها، وحاولت أن تنقذ نفسها وإخوتها لشراء الطعام الذى تحرمه منها زوجة أبيها، فكان جزاؤها الموت. بدأت الواقعة عندما تلقى اللواء ممدوح عبدالمنصف مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد حمدى أبوشناف، مأمور مركز شرطة أبوقرقاص، بتلقيه بلاغًا من «محمد- ع» 20 عامًا عامل، وشقيقته هاجر 12 عامًا طالبة، ويقيمان بعزبة الشيخ سليمان؛ اتهما فيه زوجة والدهما «ث-ع» 31 عامًا، ربة منزل، ومقيمة فى نفس العزبة، بالتعدى بالضرب المبرح، على شقيقتهما «سارة» 9 سنوات بالضرب، ونتج عن ذلك إصابتها بالرأس، وتم نقلها إلى المستشفى الجامعى، حيث فارقت الحياة هناك. قال الأشقاء: «والدنا يعمل بالسعودية وسافر منذ فترة، ونعيش مع زوجة أبى التى تعاملنا منذ اليوم الأول معاملة سيئة للغاية، ولكن من وراء والدنا، ولم نكن نستطيع أن نتواصل معه لنروى له ما يحدث، بل كانت دائمة الضرب لنا، وعادة ما كانت تترك المنزل بدون أى طعام، وفى ليلة الواقعة ظللنا بدون طعام بالمنزل دون أى شفقة، وكنا نتلوى من الجوع، إلا أن سارة أخذت كيسًا من ضمن أكياس السكر المتواجدة بالمنزل، وخرجت به لبيعه لأحد البقالين أو المنازل لتشترى بثمنه طعامًا لنا يسد جوعنا». وأضافا: «فور عودة زوجة أبينا علمت ما حدث منها فاشتاطت غضبًا، واعتبرتها تقوم بسرقة محتويات المنزل دون النظر إلى ما نعانى منه بسببها، وأخذت تضربها بصورة بشعة مستخدمة عصاه، وجاءت الضربة فوق رأسها أفقدتها الوعى تماما، فقمنا بنقلها الى مستشفى أبو قرقاص العام، وهى فاقدة الوعى، قبل أن تفارق الحياة». انتقلت قوة من مركز الشرطة إلى منزل المجنى عليها، وألقى القبض على المتهمة بعد تحرير محضر بالواقعة حمل رقم «8029 لسنة 2017» إدارى مركز شرطة أبو قرقاص، وتولت النيابة العامة التحقيقات والتى قررت حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات.