لم يعرف لرجل أعمال نفوذ على الحكومة إلا أحمد عز الذى لم يفعل ذلك إلا على استحياء، وهناك الآن من يسير على دربه، يخالف القانون، ويتوغل، لا الوزارة المختصة قادرة على التصدى له، ولا نقابته التى شطبته قادرة على منعه من مزاولة المهنة، ولا القانون أيضًا يمنعه. صيدليات العزبى لصاحبها رجل الأعمال أحمد العزبى، إمبراطورية تأسست رغم أنف القانون، فطبيعى أن تطغى على وزارة أو نقابة. ينص قانون الصيدلة على أن الصيدلى لا يمتلك إلا صيدليتين ولا يدير إلا واحدة، إلا أن العزبى يمتلك أسطول صيدليات يقدر ب 130 صيدلية. صاحب سلسلة الصيدليات الأكبر والمتحكم فى سوق الدواء بصفته رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات ومالك شركة «مالتى فارما» للأدوية، لا يترك شيئًا صغيرًا أو كبيرًا فى سوق الدواء يمر إلا بعلمه. بعد أزمة نقص الأنسولين الأخيرة وارتفاع قائمة النواقص ككل، واجه وزير الصحة الدكتور أحمد عمادالدين أصحاب الشركات بالأزمة، وطلب منهم تفهم الأزمات التى تمر بها البلاد ومساعدة الحكومة بما عليهم من مسئوليات، وكلهم أبدوا مرونة فى الأمر، فيما لم يعترض سوى إمبراطور الدواء أحمد العزبى وبصفته رجل «واصل» اشتكى وزير الصحة إلى شريف إسماعيل الذى عاتب وزير الصحة وانتهى الأمر بتفاهمات فى أزمة دواء تضرب السوق، رغم وصول الأمر إلى تهديد طرفى النزاع كلٍ منهما بسجن الآخر. جهاز حماية المستهلك ضبط 32 صنفًا من المكملات الغذائية غير المسجلة ومجهولة المصدر بمخزن صيدلية العزبى الكائنة فى 11 شارع سوريا بالمهندسين بالإضافة إلى أدوية غير مصرح بتداولها فى مصر مثل (Lipo 6 black، via prost،Emergen k Warfarin، Artenol، Arginine powder، Day fat burn، Super carbo blast وتم تحريز تلك المضبوطات وتحرير محضر رقم 2786 لسنة 2015 جنح العجوزة. كما أعلن جهاز حماية المستهلك عن ضبطه مكملات غذائية مجهولة المصدر وأخرى مهربة بصيدلية العزبى الكائنة بشارع سوريا بالمهندسين. لم يقتصر الأمر على الأدوية فقط بل كان هناك تلاعب أيضًا فى الأسعار ففى محضر مسجل بجهاز حماية المستهلك على صيدلية العزبى الكائنة بشارع البحر الأعظم فى الجيزة باعت الصيدلية دواء Osteocare بسعر 140، رغم تدوين سعر 130 جنيهًا على غلاف الدواء، وبكشف هيئة التفتيش الصيدلى تبين أنه مهرب وغير مسجل بوزارة الصحة وتم تحرير محضر بالواقعة حمل رقم 12110 لسنة 2016 بقسم شرطة الجيزة. «العزبى» لا يُفضل الظهور الإعلامى كثيرًا، إلا أنه حينما ظهر فى افتتاح مصنع AUG PHARM التابع لشركته «مالتى فارما» بحضور د. عادل العدوى وزير الصحة السابق، وبمجرد انصراف وزير الصحة من الحفل وزع موظفو العلاقات العامة بالمصنع على الإعلاميين والصحفيين المتواجدين فى حفل الافتتاح شنطة هدايا بداخلها أجندة ورقية وقلم ومعهما علبتان لصنفين من الدواء من إنتاج شركته، أحدهما «زوركال 40 مجم» أقراص لعلاج الحموضة وقرحة المعدة والاثنى عشر، والآخر «دابو كستارد 60 مجم» أقراص لرفع قدرة الرجل على التحكم بعملية القذف وتقليل الإحباط والقلق من سرعة القذف، وذلك لتحسين الإشباع الجنسى للرجل. هناك إعلاميون اعتبروا الأمر مجرد مجاملة، وهناك من اعتبر الأمر خرقًا لقواعد مهنة الصيادلة باعتبار أنه صرف لأدوية بدون «روشتة»، وهناك من تساءل: منذ متى والمنشطات الجنسية توزع هدايا؟ من مخالفات العزبى فى صيدلياته التى اتبعه فيها الكثير من أصحاب صيدليات السلاسل هى خدمة الدليفرى التى تعتبر مخالفة لقواعد المهنة. وتعتبر خدمة دليفرى الصيدليات مخالفة لعدة اعتبارات منها أن المحكمة الدستورية أقرت مبدأ أن تكون هناك مسافة بين كل صيدلية والأخرى مسافة لا تقل عن 100 متر، وهذا الشرط يكسره الدليفرى، كما أن وجود هذه الخدمة تمنع حق المريض فى لقائه المباشر بالصيدلى والاستفسار منه عن الدواء، كما أن تلك الخدمة تجعل من يبيع الدواء ليس صيدلانيًا، بالإضافة إلى احتمالية حدوث كوارث عن ذلك إذا ما سمع متلقى التليفونات اسم الدواء بالخطأ. ورغم أن خدمة الدليفرى مُجرمة بقرار من الجمعية العمومية لنقابة الصيادلة ويُفترض أن يُحال مقدمها إلى مجلس تأديب بالنقابة. «العزبى» ضرب بكل ذلك عرض الحائط وذهب يبرر لتقديمه خدمة الدليفرى بقوله إنه يقدمها لمصلحة المريض فقط، وأنه حينما بدأ فى تقديمها كانت خدمة خاسرة، وما إن فكر فى وقفها قابله أحد المواطنين فى صلاة الفجر ليقول له (شكرًا يا دكتور أنت بتنقذنى بالليل)، وشرح له أنه يستعين بخدمة الدليفرى التى تقدمها صيدلياته فى إنقاذ من مرضه ليلًا. «العزبى» يترأس غرفة صناعة الدواء، ولديه 130 معروفة بصيدليات العزبى إلا أنه ليس صيدلانيًا فرغم حصوله على بكالوريوس صيدلة إلا أنه مشطوب من سجلات نقابة الصيادلة لمخالفته قواعد المهنة. وجاء قرار الشطب لعدة أسباب منها قيام العزبى بعمل سلاسل صيدليات بالمخالفة للمادة 30 من قانون مزاولة المهنة، واتخاذه طرقًا احتيالية لإدارة الصيدليات، ومزاحمة صغار الصيادلة، مما كان له أثر سلبى على عدد كبير منهم ولمخالفته آداب المهنة.