محمد منتصر يقود جناح العنف بعد «كمال».. واجتماعات بفندق ريتاج بتركيا الجبهة المسلحة سيتم قياداتها من الخارج.. وطلاب الإخوان استعدوا للتنفيذ يبدو أن مرحلة جديدة قد تشهدها مصر خلال الفترة المقبلة سيتحدث فيها السلاح والدم بدلاً من المحاولات السابقة للمصالحة بين جماعة الإخوان والنظام، وذلك حسبما كشفت مصادر مقربة من الإخوان، خاصة بعد مقتل القيادى الإخوانى محمد كمال، والذى كان يشار إليه باعتباره مؤسس لجان «العمليات النوعية»، أثناء محاولة القبض عليه فى الشقة التى كان يختبئ بها فى حى البساتين، وبصحبته حارسه ياسر شحاتة، وفق رواية وزارة الداخلية. المتحدث باسم الجماعة محمد منتصر ظهر على إحدى الفضائيات المحسوبة على التنظيم خارج مصر، وقال إن الرد على مقتل كمال سيكون بالسلاح وأنه لا بديل عن القصاص، حسبما قال. رد الفعل والتوقعات على مقتل محمد كمال، لم يكن شأنه شأن مقتل أى قيادى عادى فى الجماعة، فمكانة كمال وحدها تعد اللغز الأكبر فى التوقعات بشأن الفترة المقبلة، وهو ما اتضح جليًا فى الردود الفردية التى جاءت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع المحسوبة على الجماعة، والتى أعلن فيها البعض أن الرد سيكون حاسمًا خلال الفترة المقبلة، باستهداف رجال الشرطة فى أماكن عدة، وفى المقابل جاءت فيه ردود الجهات الأمنية بأنها تحكم قبضتها جيدًا على مفاصل الأمور وأن ما يردده شباب الجماعة بمثابة أحاديث تفتقد القدرة على فعل أى شىء. وفى ذات الإطار جاء بيان جماعة الإخوان لنعى كمال، متضمنًا القول إن مقتل كمال فعل خسيس وجبان، وأن هناك ثورة شعبية قادمة، فيما هددت الحركات المسلحة المحسوبة على الجماعة وعلى رأسها حركة حسم بالانتقام لمحمد كمال وشحاتة، وهددوا بعدد من العمليات على مستوى الجمهورية. على المستوى التنظيمى، أكد مصدر مقرب للجماعة أن جبهة كمال والتيار الثورى يوجهان اتهامات بالخيانة، للقائم بأعمال المرشد محمود عزت بالإبلاغ عن مقر اختباء محمد كمال، نظرًا لوقوفه فى وجه المصالحة باعتباره أحد أوجه الممانعة داخل الجماعة. وبحسب المصدر فإن مقتل كمال زاد من شق الصف بشكل كبير داخل الجماعة، وأن هناك حالة من الغضب من الشباب الموالى لجبهة كمال، والذى يتبنى وجهة العنف فى الجماعة، وتوقع المصدر، أن يخوص أعضاء حركة «حازمون» محاولات الانتقام لمقتل كمال، نظرًا لكونه كان مقربًا لهم خلال الفترة الماضية. ورجح المصدر، لجوء اللجان النوعية للإخوان فى المحافظات إلى العمليات الإرهابية، واستهداف رجال الأمن بشكل فردى، كما حدث فى السابق، خاصة وأنه تم فتح الباب لطلاب الإخوان بالجامعات لتنفيذ عمليات نوعية وبقوة خلال الفترة المقبلة. وبحسب المعلومات التى حصلت «الصباح» عليها، فإن بداية كمال للعمل المسلح كان مع بداية ترأسه اللجنة الإدارية العليا الأولى للإخوان التى تشكلت فى فبراير 2014، وقامت بأعمال مكتب الإرشاد قبل أن ينفجر الصراع الداخلى بالجماعة بين ما يعرف بالقيادة الشبابية، التى تزعمها كمال، والقيادة التاريخية التى يتزعمها محمود عزت، ورفض كمال وقتها المصالحة مع الدولة، وتوالت المعلومات بعد ذلك التى تؤكد أن محمد كمال هو مهندس عمليات العنف التى شهدتها مصر الفترة الماضية فى مناطق عدة، وذكر القياديان الإخوانيان عبدالرحمن البر مفتى الجماعة، ومحمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، فى التحقيقات معهما، أن صاحب فكرة تأسيس وإنشاء اللجان الفرعية والنوعية، هو محمد كمال عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وأنه وضع خطة وآليات تمويل تلك اللجان التى تقوم بعمليات إرهابية فى أنحاء البلاد. ياسر فراويلة عضو الجماعة الإسلامية السابق، أوضح أن كمال كان أقرب إلى حركة «حازمون» فى الفترة الأخيرة، وأنه كان صاحب فكرة إنشائها مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المحبوس حاليًا، وأن كمال كان يقود عمليات حازمون وكتائب الإخوان التى كان ينضم إليها المتبنون لفكرة العنف والعمل المسلح ضد الدولة. وأكد فراويلة، على أن حركة حازمون هى التى سترد الفترة المقبلة بالثأر لكمال بالتعاون مع الكتائب النوعية وهى اللجان الإدارية العليا والمتحدث باسمها محمد منتصر القيادى بالجماعة، وأن الكتائب التابعة للجماعة يمكن أن تنضم بشكل أكبر إلى كتائب حازمون والتى تقودها حركة حسم فى مسألة التنسيق للعمليات. وأشار فراويلة إلى أن الترتيب التنظيمى داخل اللجان النوعية وطبيعة عملها يشير إلى أن هناك أسماء كانت تعمل تحت قيادة كمال، وأنها هى التى ستتولى زمام الأمور خاصة وأنهم يدركون إمكانية سقوطهم فى أى وقت ما داموا فى مصر، مضيفًا أن إدارة الكتائب ربما ستتم من الخارج خلال الأيام المقبلة نظرًا لتشديدات الأمن فى كل المناطق على مستوى الجمهورية. وتابع فراويلة ل«الصباح» أنه فى 2015 عُقد بتركيا اجتماع ضم عددًا من قيادات الجماعة لبحث سبل الخروج من أزمة الجماعة، بعد بيان السلمية للدكتور محمود غزلان، وحاول المجتمعون الوصول إلى حل وسط. ثم صدرت قرارات من مكتب محمود عزت أربكت المشهد بشكل أوسع حيث فاجأ الدكتور محمد عبد الرحمن، رئيس لجنة الإدارة العليا التابع لفريق القيادة التاريخية بإعفاء محمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة من منصبه، وفصل مسؤولى وأعضاء ما يعرف ب «لجان الطلاب والإعلامية والحراك الثورى» وهو الأمر الذى دفع بمنتصر إلى قيادة العمليات المسلحة وضم شباب حازمون إلى تلك اللجان النوعية. وفى ذات الإطار قال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بالجماعة، إن التهديدات التى يطلقها أنصار الإخوان والكتائب والفرق المختلفة هى تهديدات جوفاء، وأنه على هذه الفرق أن تعى أن الدخول فى الصراع إما قاتل أو مقتول وأن الأمر ليس من الدعوى فى شىء. وفيما يتعلق بالاتهامات التى وجهت إلى جبهة عزت بأنها أبلغت عن مكان محمد كمال، تابع الهلباوى: «بغض النظر عن الأسماء فإن الاتهامات المتبادلة أو الظن بأن فريق فرح فى مقتل كمال باعتباره أفسح الطريق أمامهم هى تفسيرات ليست فى صالح الوطن ولا الدعوة التى يتحدثون عنها». فندق عمليات الإخوان فى السابع من يوليو 2013 احتضن فندق ريتاج الذى يقع على مسافة 7كم من مطار أتاتورك فى تركيا، سلسلة اجتماعات سرية جمعت بين قادة جماعة الإخوان الفارين من مصر ونظرائهم من تركيا، ودارت هذه الاجتماعات حول إعداد خطة للتعامل مع الأوضاع فى مصر، وذلك حسبما أكد مصدر سياسى فى تركيا، مشيرًا إلى أن أحد الاجتماعات كان فى 23 من سبتمبر 2013 وتصادف ذلك مع إلقاء أوباما كلمته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحينها وزع أعضاء جماعة الإخوان منشورات ودعاوى لمؤتمر يحضره الكثير من أعضاء الجماعة فى 25 من الشهر نفسه، معلنين أن مقر الاجتماع سيكون فى فندق ريتاج بإسطنبول. وأضاف المصدر، أنه فى اليوم المحدد أقيم المؤتمر على مدى يومين وسيطر الإخوان على فعاليات المؤتمر، واستطاعوا تغيير عنوانه من «مستقبل تيار الإسلام السياسى فى ظل ثورات الربيع العربى» إلى «العالم فى ظل الانقلاب على إرادة الشعوب»، ودخل الإخوان إلى المؤتمر تحت عدد من المسميات وهى اتحاد البرلمانيين الإسلاميين، وبرلمانيون من أجل الشفافية. وحضره أيضًا ممثلون عن ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين والمنتدى العالمى للبرلمانين الذى يرأسه القيادى الإخوانى حسين إبراهيم، وياسين أقطاى مدير معهد التفكير الإستراتيجى بتركيا، ووضاح خنفر من الأردن، ووائل قنديل ومحمد الجوادى من مصر. وبحسب صحيفة «إيديلينك» التركية، فإن مجموعة فنادق ريتاج تعود إلى رجل أعمال قطرى يدعى هاشم محمد العوضى، والذى يشغل منصب الرئيس التنفيذى لشركة ريتاج العقارية ومجموعة فنادق ريتاج، ونوهت الصحيفة أن العوضى يملك أيضًا شركة «أفنان للإنتاج الإعلامى» التى تأسست فى ديسمبر 2013، والتى يتبع لها مجموعة قنوات الإخوان التى كانت تبث فى هذا الوقت، مؤكدة أن تلك القنوات كانت تبث برامجها من استوديوهات تقع فى إسطنبول بالقرب من مطار أتاتورك الدولى. من جانبه، كشف الدكتور مدحت نجيب رئيس حزب الأحرار والقيادى بتيار الاستقلال، عن وجود غرفة عمليات للتنظيم داخل الفندق وتتم من خلالها الاتصالات بين القيادات الهاربة وبين شباب الإخوان والجماعة الإسلامية، التى على إثرها يتم تشكيل مجموعات وخلايا نوعية تعمل فى حالة تم الاتفاق على التصعيد ضد النظام المصرى والقيام بعمليات إرهابية، مشيرًا إلى أن القياديين الإخوانيين محمود عزت وعبد الغنى يتواصلان مع الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى والبريد الإلكترونى، ومررا تعليمات للجان الإلكترونية الإخوانية بالعمل على إثارة الشائعات التى من شأنها تقليب الرأى العام المصرى ضد الرئيس السيسى. ولد محمد محمد محمد كمال بمحافظة أسيوط 12 مارس عام 1955، وهو أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة أسيوط. وكان كمال يشغل منصب رئيس «لجنة إدارة الأزمة» أو «اللجنة الإدارية العليا» لجماعة الإخوان، والتى أدارت أعمال وشؤون الجماعة منذ فبراير 2014، بعد إلقاء القبض على كبار قادتها وهروب آخرين منهم خارج مصر. لكن كمال استقال من منصبه فى مايو 2016. كما استقال من عضوية مكتب الإرشاد العام للجماعة ومن جميع المناصب الإدارية التى تولاها داخلها، بهدف منح شباب الجماعة الفرصة لقيادتها.