ريهام حسنين ساعات قليلة وتنطلق منافسات رئاسة الجمهورية وكل مرشح يسعى جاهدا لكسب اصوات الناخبين بكافة الطرق الانتخابية المعروفة وغير المعروفة .. وعلى الرغم من البرامج الانتخابية الضخمة التى يحملها المرشحون من وعود وامال للمصرين خلال السنوات الاربعة القادمة بالشكل الذى جعل كل مواطن مصرى بسيط يحلم بالغد القريب ، الا ان هؤلاء المرشحين لم يتحدثوا في برامجهم من قريب او بعيد عن قطاع الرياضة ،، حتى تعالت الاصوات وخرج نجوم الرياضة وخاصة كرة القدم " بصفتها المعشوق الاول والاخير لدى الشعب المصرى " ليعلنوا عن غضبهم تجاه ذلك الامر .. فهل تحولت الرياضة إلى "بعبع" لمرشحي الرئاسة وخاصة بعد ان كان يستخدمها النظام السابق في تخدير الشعب المصرى والهاءه عن الحياة السياسية والظروف المعيشية.. ؟! وما هو المطلوب من الرئيس المنتظر لحل أزمات الرياضة المصرية والنهضة بها فى المرحلة المقبلة؟! كلها تساؤلات فرضها الوضع الحالي على مرشحي الرئاسة. فى البداية يقول الدكتور كمال درويش رئيس الزمالك السابق أن المرشحين لم يستوعبوا حتى الان فكرة الاهتمام بالرياضة من خلال برامجهم الإنتخابية وهو الامر الذى يمثل خطورة بالغة. واضاف " الجميع يعلم تماماً أن الرياضى شئ مفيد جداً سواء على الصعيد النفسى او البدنى او حتى الاقتصادى المتعلق بالدخل القومى". وأشار درويش الى ان جميع دساتير العالم تؤكد على احقية المواطن فى ممارسة الرياضة وهو الامر الذى لم يتواجد فى دستورنا وبالتأكيد هو امر مخزى للغاية. وتابع رئيس الزمالك السابق مشيراً الى ضرورة عودة وزارة الشباب والرياضة خاصة وان فصل الثنائى أمر أضر كثيراً بمستقبل الرياضة المصرية. واستطرد درويش فى تصريحاته مؤكداً على ان النظام السابق كان يستخدم الرياضة دائماً لإلهاء الشعب عن المشاكل السياسية والاجتماعية. وتابع " الجميع يتذكر دائماً ان مبارك ونظامه السابق كان احيانا يمنح الرياضيين مكافأت حتى مع الخسارة من اجل إلهاء الجميع عن كوارث البلاد". وعن الرئيس القادم قال انه عليه الاهتمام بالرياضة وتحديداً فيما يتعلق بضرورة ممارستها خاصة وانه حق اصيل لكل مواطن بالاضافة الى ضرورة اعادة هيكلة كل الانظمة الرياضية الخاصة باللعبات املاً فى تحقيق ما عجز عنه النظام السابق الذى اهتم بالبطولات فقط على حساب ممارسة الرياضة نفسها.ميثاق الاممالمتحدة* وإتفق معه الدكتور جمال محمد على عميد كلية التربية الرياضية بجامعة اسيوط والذى شدد على ان ميثاق الاممالمتحدة ينص فى مادته الاولى على ان ممارسة التربية والرياضة هى حق اساسى للجميع. واضاف "الجمعية العمومية للامم المتحدة فى دورتها ال 20 بباريس 1978 شددت على ضرورة ممارسة الرياضة وانها حق اصيل لكل مواطن وهو الامر الذى لم نجده فى الدستور المصرى". وتابع " الرياضة باتت جزء اساسى من الاقتصاد المصرى ولعل قطر ابرز دليل على ذلك بدليل ان انظار العالم أجمع تحولت اليها بعد نجاحها فى السيطرة على كافة المحافل الرياضية العالمية ولعل ابرزها كاس العالم للكبار 2022. واستطرد عضو مجلس ادارة اتحاد الكرة السابق مؤكداً على ضرورة عودة وزارة الشباب والرياضة نظراً لاهمية ذلك الامر فى إستعادة المفقود فى هذا المجال. واضاف " أرى ان الرياضة لا تقل اهمية عن الزراعة او الصناعة او حتى التجارة ومن ثم لابد من عودتها". واختتم جمال محمد على حديثه مشيراً الى ان الدستور المصرى يتضمن بند خاص بالحديث عن الشباب ولكنه لم يتحدث اطلاقاً عن الرياضة وبالطبع هو امر سئ جداً ونتمنى تداركه خلال المرحلة المقبلة. وذكر ان " اهتمام النظام السابق بالرياضة فى إلهاء الشعب دفع المرشحين الى تجنب الحديث تماماً عن الرياضة فى برامجهم الإنتخابية".* في المقابل اكد جمال عبد الحميد نجم الأهلى والزمالك الأسبق والمدير الفني لنادى السكة الحديد ، والذى قال أن برامج المرشحين لرئاسة البلاد تناست أكثر من 90% من إهتمامات الشعب المصري ، ألا وهي الرياضة ، كما أنه لايوجد بند صريح لأي مرشح عن الرياضة ، وذلك فى الوقت الذي أصبحت فيه الرياضة صناعة فى دول كثيرة ، وتدر عليها دخل قومي كبير. وأضاف عبد الحميد أن المطلوب من الرئيس المنتظر إنشاء وزارة للشباب والرياضة ، ويقودها وزير رياضي قادر على إدارة المنظومة الرياضية ، مع كامل الإحترام للمهندس عماد البناني الرئيس الحالي للمجلس القومي للرياضة ، والذى يبذل مجهودات كبيرة فى الرياضة منذ توليه هذا المنصب فى الفترة الأخيرة.* اما الحكم الدولى سمير محمود عثمان اعرب عن مدى حزنة لعدم تطرق المرشحين للرئاسة للقطاع الرياضى في مصر..واكد ان خلو البرامج من الرياضة يعد قصورا واضحا في حق الشعب المصرى العاشق للرياضة وخاصة كرة القدم ..وان ذلك التجاهل جاء على الرغم من ان ذلك النظام متبع في كل دول العالم بعد ان تحولت الرياضة وكرة القدم الى صناعة تستطيع منها الدولة ان تجلب من وراءها المليارات..وان البرازيل خير دليل على ذلك الامر بعد ان نجحت في تحويل كرة القدم الى صناعة ومصدر قوووى جدا واساي للدخل القومى لها..وهو الامر المتبع في باقى دول العالم... وخاصة ان الدولة الناجحة سياسيا واقتصاديا تكون في الاصل ناجحة رياضيا لان الرياضة اساس الحياة وتقدم الشعوب وتوحيد لغاتهم...اضاف عثمان انه يعلم تماما ان الرياضة تحولت لبعبع للمرشحين للرئاسة وخاصة انها كنات تستخدم في تخدير الشعب المصرى من قبل النظام السابق لالهاءه عن مجريات الحياة السياسية ةوالامور التى تمر بها البلاد..ولكن ليس معنى ذلك الامر ان يتجاهل المرشحين القطاع الرياضى لانه من الممكن استغلال ذلك القطاع بالاستفادة من الجوانب الايجابية له وترك الجوانب السلبية الاخرى التى كان يتبعها النظام السابق..وخاصة ان الاهتمام بالرياضة هو في الاصل اهتمام بقطاع الشباب في المجتمع الذين هم بناة الوطن ..وان معدل الجريمة والبطالة يقل في حالة تطوير ذلك القطاع... تطهير الفساد* واتفق معه ايضا الكابتن محمود بكر المعلق الرياضي الشهير ورئيس نادى الأوليمبي الأسبق أن برامج المرشحين خلت تماما من الرياضة ، مشيراً إلى أنهم يتعاملون مع انتخابات الرئاسة وكأنها انتخابات أندية ، حتى وإن تناولوا الرياضة ، فإن ذلك يكون مجرد "بروباجندا" إعلامية ، حيث يسعى كل مرشح للعب بها على وتر الغلابة لضمان أصواتهم فى الانتخابات المقبلة. وطالب بكر بإنشاء وزارة للشباب والرياضة ، وليس شرطاً أن يكون الوزير فيها رياضياً ، وإنما المهم أن يكون ذو كفاءة إدارية كبيرة ، لكي يستطيع مواجهة المعوقات والأزمات ، ومن ثم تطهير الرياضة من الفساد الذى خيم عليها فى الفترة الأخيرة ، ولكي ينجح فى ذلك عليه البدء من مراكز الشباب فى كافة أنحاء مصر. * ويرى طارق يحيى المدير الفني لنادى مصر المقاصة ونجم الزمالك الأسبق أن سبب عدم اهتمام المرشحين لرئاسة البلاد بملف الرياضة أنهم يخشون تكرار سلبيات النظام السابق والذى كان يستخدم الرياضة كأداة لخروج الشعب المصرى عن الوعي لحالة من اللاوعي وتخديرهم لكى ينشغلون بها عن أمور الفساد وبعض القضايا السياسية الهامة ، ويخشى المرشحون للرئاسة أن يبرزوا اهتمامهم بالرياضة فيتهمهم البعض بأنهم يسيروا على خطى النظام السابق. وتابع يحيى أن ذلك لا يعفي المرشحون من وضع ملف الرياضة نصب أعينهم لأنها تمثل المتنفس الوحيد للشعب المصري ، كما ينبغي قبل كل شئ أن يتم نسف قانون الرياضة القديم الذى يشوبه العديد من الثغرات والسلبيات التى أثرت سلباً فى الرياضة المصرية طوال السنوات الماضية ، ولابد من سرعة سن قانون جديد يواكب قوانين الرياضة العصرية فى العالم المتقدم.قانون جديد للرياضة* وفي نفس الصدد يقول الناقد الرياضى رضوان الزياتى رئيس رابطة النقاد الرياضيين انه من الواضح للجميع ان المرشحين ال13 المتقدمين لرئاسة الجمهورية بما فيهم الدكتور محمد مرسي المرشح عن جماعة الاخوان المسلمين لم يتناولوا الرياضة ولم يتحدثوا عنها..وذلك على الرغم ان الدكتور مرسي يصطحب العديد من نجوم كرة القدم اثناء جولاته وحملته الانتخابية وهو الامر الذى يضع علامات استفهام كبيرة ..في انه من الممكن ان يكون الهدف في الاستعانه بشعبية هؤلاء النجوم فقط في التاثير على اصوات الناخبين..اما بالنسبة لباقى المرشحون الاخرون فلم يلتفت احد منهم لها ايضا ولو بسطر مكتوب عن الرياضة وذلك على الرغم من انها اساس النهضة في بلاد كبيرة وذلك على الرغم من معرفتهم ورغبتهم في السعى لبناء امة قوية جديدة واذا لم تكن صحيحة بدنيا لن تكون صحيحة عقلياواشار الزياتى ان الرياضة تحقق الانجازات التى تفشل في تحقيقها السياسة وانها دائما ما تكون السبب في تعريف العالم بقدرات الشعب المصرى وانجازاته..فلماذا اذا لانهتم بالقطاع الرياضى واهمله الجميع من المرشحين للرئاسة..اما عن المطلوب من الرئيس القادم في تطوير القطاع الرياضى ..شدد الزياتى على ضرورة اصدار قانونا جديدا للرياضة ينص على الاستثمار الرياضى وتحويله لصناعة وجانب استثمارى كبير في كافة الاندية والقطاعات والمؤسسات الرياضية.. الى جانب دراسة انشاء محكمة رياضية وايضا وضع حل لشغب الملاعب وغيره من الامور المثاره على الساحة وتحتاج لاصدار قانون لحلها وخاصة ان الامن اثبت فشله في التعامل معها خلال الاونة الاخيرة بالشكل الذى تسبب في توقف النشاط الرياضى ولا احد يعلم ما اذا كان سيستأنف في العام القادم ام لا...