فرانسوا أولاند الرئيس الأكثر شعبية فى 2013 تراجعت شعبيته وفق استطلاع تم فى مارس إلى أدنى مستوى تاريخى، فكانت النتائج أن 87 فى المائة غير راضين عن أداء أولاند خلال 4 سنوات قضاها سيدا للإليزيه وأن 76 فى المائة ممن لهم حق التصويت يرون أنه يجب ألا يترشح مرة ثانية، أما بين اليسار فكان رأى 66 فى المائة أنهم لن ينتخبوا أولاند إذا ترشح فى 2017. ورغم اكتسابه بعض الشعبية عقب هجمات نوفمبر إلا أنها تبخرت، حيث تراجعت شعبيته بقوة حتى بين هؤلاء الذين ينتمون إلى معسكره؛ فمنذ فرانسوا ميتران فى الثمانينيات كان أولاند هو العائد بالاشتراكيين لحكم الإليزيه فى 2012، ورغم ذلك يميل الكثير من أعضاء حزبه ومؤيديه إلى اعتباره خائنًا لمبادئ الحزب بسبب انتهاجه لسياسات يمينية عقب هجمات نوفمبر 2015، ودعا الكثيرون من سياسيين ونخب اليسار إلى انتخابات تمهيدية قبل الانتخابات الرئاسية، رغبة منهم فى تقديم مرشح آخر فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو ما يعد من السوابق فى فرنسا. وعلى الرغم من أن هذا ممكن ألا يحدث، إلا أن استمرار تدنى شعبية أولاند تجعل هذا الإجراء ممكنًا، فهؤلاء الذين يريدون استبدال أولاند كمرشح رئاسى يرون أن سعيه لفرض حالة طوارئ مستمرة وتمرير تعديل دستورى يسمح بتجريد حاملى الجنسيات المزدوجة من الجنسية الفرنسية فى حال اشتبه بعلاقتهم بجماعات متطرفة، وأيضا برنامجه الذى يقترح بعض تعديلات فى قانون العمل وتحرير سوق العمل بما يضعف الحماية للعمال الفرنسيين، ما هى إلا إهانة للقيم الأساسية لليسار الفرنسى وبخاصة حزب المساواة الاجتماعية، الذى ينتمى إليه، ويؤكد كثيرون أنه فى حال لم يقدم اليسار مرشحًا آخر فإنهم يخاطرون بالخسارة، إذا كان المرشح هو فرانسوا أولاند أمام مارين لوبان زعيم حزب الجبهة اليمينى المتطرف. إدارة أولاند نفسها تشهد صراعات ضروسًا وانقسامات حادة، فاستقالة وزير العدل كريستيان تاوبير فى يناير رافضًا تعديل قانون الجنسية الفرنسية أعقبه تأسيس إيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد لكتلته السياسية الخاصة فى سعى لخوض السباق الرئاسى القادم. باتريك ويل الكاتب الفرنسى المتخصص فى شئون الهجرة يرى أن قانون الجنسية على وجه الخصوص كان نقطة اللاعودة بالنسبة لغالبية من أيدوا أولاند فى 2012، وأضاف: «هناك الكثير من الناس يقولون إن الأمر منتهٍ بالنسبة إليهم فهم لن يصوتوا ثانية له». فمقترح القانون الذى رُفض فى البرلمان، يرى الكثير من المتخصصين أنه يتعارض مع أحد المبادئ المقدسة عند الفرنسيين وهو «المساواة أمام القانون». أولاند الذى دعم تعديل قانون الجنسية بقوة، عاد ليتراجع عن موقفه بعد ذلك، ولكن كرة الثلج كانت قد تدحرجت فى اتجاه تدنى مستوى تأييده كرئيس فرنسى لفترة جديدة. الرئيس الفرنسى، الذى يحاول بقوة أن يجعل الشباب والاشتراكيين الذين انتخبوه فى 2012 ألا يتخلوا عنه فى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، صرح بأنه سيسعى لإقناع المتشككين فى جدوى سياساته، وسيقرر فى نهاية 2016 إذا كان سيسعى لانتخابه لفترة رئاسية جديدة، وسيركز حتى آخر لحظة فى ولايته على إجراء إصلاحات عاجلة ومكثفة لتقليص معدلات البطالة التى تدور حول نسبة 10فى المائة منذ بدء ولايته وحتى اليوم. مروان بلقايد، أحد 4 ناخبين فرنسيين قاموا باستجواب الرئيس فى برنامج تليفزيونى، صرح بأنه انتخب أولاند فى 2012، ولكنه لن يعطيه صوته مرة أخرى. ويذهب كثيرون إلى أن آلان جوبيه، الذى كان رئيسًا للوزراء فى عهد جاك شيراك قبل أن يصبح وزيرًا للبيئة ثم الدفاع، وفى نهاية المطاف الخارجية تحت رئاسة ساركوزى، هو المرشح الأكثر حظوظًا فى انتخابات 2017. فحسب استطلاع للرأى أعلن 35 فى المائة تأييدهم لجوبيه رئيسًا تلاه مارين لوبان بنسبة 26 فى المائة.