الوفد حضر إلى القاهرة فى بداية الشهر الجارى والتقى بولى ولى العهد السعودى مصر رفضت طلبًا بزيادة تسليح القوات الدولية فى سيناء اللقاء تطرق الى وضع قوات متعددة الجنسيات فى تيران وصنافير محمد بن سلمان قدم ضمانات للملاحة الإسرائيلية فى خليج العقبة واعترف ضمنيًا ب«كامب ديفيد» إسرائيل تسعى لصناعة تحالف مع السعودية لمواجهة ايران وحزب الله كشفت مصادر أمنية مطلعة، أن وفدًا مكونًا من أعضاء بالكونجرس ومسئولين عسكريين أمريكيين حضر عدة اجتماعات مع الوفد السعودى الذى تواجد بالقاهرة بصحبة الملك السعودى، سلمان بن عبد العزيز، الأسبوع الماضى، وبحضور مسئولين مصريين بارزين، وناقش الاجتماع قضية معبر تيران وبناء جسر الملك سلمان وتأثيره على الأردن وإسرائيل، وتم تسوية الأمر بقبول الطرف السعودى بأحقية الأردن وإسرائيل فى الملاحة عبر المضيق، واستمرار قوات حفظ السلام الدولية على الأرض إلى حين استئناف محادثات أخرى. وأكدت المصادر، أن الوفد الأمريكى الذى حضر إلى مصر بداية إبريل الجارى ناقش عدة قضايا تزامنًا مع وجود الوفد السعودى فى القاهرة، حيث التقى بولى ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، لمناقشة مستقبل استمرار قوات حفظ السلام المتواجدة على جزيرتى تيران وصنافير، بعد إعلان نقل السيادة على الجزيرتين من مصر للسعودية، خاصة أنهما يقعان ضمن المناطق التى تشملها اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن المفاوضات الأخيرة التى تمت فى مصر بين الوفد الأمريكى والسعودية، وأكدت على أن السعودية لن تمنع حرية الملاحة عن الجانب الإسرائيلى أو الأردن. وأكد المصدر، أن الوفد الأمريكى كان بصحبته قيادات عسكرية أمريكية منذ بداية شهر إبريل، والذين حاولوا التفاوض على زيادة قوات حفظ السلام فى سيناء، وهو ما رفضته السلطات المصرية، خاصة أن قوات حفظ السلام يصل عددها إلى ما يقرب 750 فردًا من أمريكا ودول أخرى، مما يرجح عقد اجتماع خلال الأيام المقبلة بين وفد أمريكى ومسئولين مصريين للتفاوض مرة أخرى، ومناقشة الأوضاع الأمنية فى المنطقة. وبحسب المصدر، فإن الوفد الأمريكى، وصل إلى القاهرة فى 2 إبريل الجارى، وكان يضم 6 أفراد، وأعلن الموقع الرسمى للسفارة الأمريكيةبالقاهرة، نبأ عن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكى بالإضافة إلى زيارة بول ريان، رئيس مجلس النواب بالولاياتالمتحدة ، لمناقشة المصالح المشتركة المتعلقة بالأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب، فى 7 إبريل الماضى، وذلك فى نفس اليوم الذى وصل فيه الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر، وبصحبته طاقم من الوزراء. وذكر موقع السفارة الأمريكية، أن الوفد الامريكى التقى رئيس مجلس النواب المصرى، الدكتور على عبدالعال، لاستكشاف فرص التعاون بين مجلس النواب والكونجرس، وأن الولاياتالمتحدة تتطلع لإجراء سلسلة من اللقاءات فى مصر، وكان من المقرر أن الوفد الذى يقوده السيناتور ليندساى جراهام، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الدفاع صدقى صبحى لمناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالأمن والاستقرار والحرب ضد الإرهاب. وقالت المصادر ل«الصباح»، إن الولاياتالمتحدة تنظر إلى تحركات الملك سلمان فى المنطقة بجدية تامة، وترقب للزيارات المتلاحقة لعدة دول عربية وإسلامية فى وقت قصير، ومناقشة الأمر مع الجانب المصرى لزيارة الملك الأخيرة لتركيا التى ظهر فيها العديد من التنازلات التركية عبر إزالة صورة كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، إرضاء للمملكة، وفى رسالة واضحة على أهمية التعاون التركى العربى الذى تسعى له السعودية، وما فى ذلك من رسالة أن البلدين فى طريقهما إلى أن تصبحا شركاء استراتيجيين إقليميين، وتخوف الولاياتالمتحدة من تغيير الحلفاء إلى إنشاء قوة إسلامية جديدة لمواجهة توجهات إيران للسيطرة على المنطقة. ووفق مراقبين فإنه خلال الأشهر الماضية من حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، كانت فكرة التحالف الضمنى مع إسرائيل ضمن نطاق إقليمى واسع لمحاربة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فى المنطقة، هى الاكثر بروزًا، وهو ما كان يحظى بقبول المملكة، ويكون لهذا التحالف موقف فى تحجيم، وإن أمكن بتر حلفاء إيران فى المحيط الاستراتيجى للمملكة، والتى ترى نفسها اللاعب الإقليمى الأهم فى المرحلة المقبلة والتى يجب أن تغتنم فرصة تلاقى الأهواء ضد إيران فى الفترة الحالية فى ظل تردد أوروبا وأمريكا فى الانفتاح الكامل عليها وخلق جبهة ردع ضد أطماع إيران وخاصة فى الخليج العربى، وهو ما يُعطى أهمية لأن تكون صنافير وتيران سعوديتين. وبعد الحصول على الجزيرتين صارت المملكة على تماس مباشر بالأمن القومى الإسرائيلى، واعترفت المملكة ضمنيًا بإسرائيل كدولة من خلال توقيع تفاهم رباعى مع مصر والولاياتالمتحدة راعية أية علاقات بين الحلفاء من العرب وإسرائيل، وكان التفاهم بشأن الحفاظ الكامل لإسرائيل على حقوقها بحكم اتفاقية السلام 1979، من خلال الشريك الجديد والذى سيحفظ لإسرائيل كامل الحقوق. وبحسب مراقبين فإن إسرائيل تميل إلى صناعة تحالف قوى مع السعودية كجزء من استراتيجيتها تجاه الدول السنية لاستدعاء النعرات الطائفية تجاه حزب الله وإيران، كما أن السعودية ستكون مقدمة لعلاقات اقتصادية مهمة وشراكات عربية أوسع. فيما يبدو أن كلمة السر لفهم طبيعة العلاقات السعودية الإسرائيلية هى «إيران»، فالتحول الذى تشهده المنطقة من أفول نجم الزعامات التقليدية كمصر، وانهيار قوتها الناعمة فى المنطقة، وتراجع دورها فى قضايا المنطقة مع بوادر انسحاب الأقدام الأمريكية خارج مستنقع الشرق الأوسط وكثرة المواقف التى تؤكد اقتراب موعد تطبيعها الكامل مع إيران العدو التاريخى للمملكة العربية السعودية والمنافس التقليدى لتركيا على زعامة كامل الإقليم والباقية من يعلنون سافر العداء لإسرائيل كل هذا جعل الاستراتيجيات السعودية فى قضايا المنطقة تلتقى مع آمال إسرائيل فى خلق قبول سياسى عام وتحالف سرى، ولا يشترط التطبيع الكامل للعلاقات العربية الإسرائيلية.