منذ تولى الفنان هانى شاكر مسئولية نقابة المهن الموسيقية ليجلس على مقعد نقيب الموسيقيين وقف الرجل بطلًا للكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات التى دارت حول قراراته المتتالية التى أكد البعض أنها لا تصب بأى حال من الأحوال فى صالح أعضاء النقابة وصناديقها المختلفة المعنية بتوفير العيشة الكريمة لأعضائها؛ مثل قرار إعلان الحرب على المطربات وملابسهن فيما عرف بموقعة الحرب على العُرى التى قادها الفنان الكبير بعد توليه مباشرة؛ وأخيرًا حربه ضد «عبدة الشيطان»، بعدما نجح فى وقف حفل موسيقى قال إنه لمجموعة شباب من عبدة الشيطان فى وسط البلد؛ تلك القرارات التى وضعته فى خانة المحارب للحريات لا الحريص عليها فى زمن ينادى فيه الجميع بضرورة الحث على حرية الإبداع والتعبير، وهو حق دستورى كفله دستور مصر الأخير؛ ليتعرض نقيب الموسيقيين لحملة كبيرة من المدافعين عن حرية الإبداع خلال الفترة الماضية وهو ما جعله يقرر الرحيل عن النقابة، ويقدم استقالته من منصبه، وهو الأمر الذى دعى عدد من مؤيديه يقومون بتنظيم وقفة احتجاجية، والتهديد بالاعتصام فى حال لم يعدل عن قراره؛ ليرضخ هانى شاكر للمطالبة بعودته، ويتراجع فى قرار استقالته. وفى ظل تلك الأحداث المتصاعدة داخل أروقة نقابة الموسيقيين، والتى أثرت على الرأى العام خلال الفترة الماضية؛ ضاعت العديد من ملفات الفساد التى من المفترض أن يواجهها النقيب فى الشأن الداخلى بالنقابة، والتى تستدعى أن يقدم استقالته فى حال عدم القدرة على التصدى لها وحلها لأنها تمس سمعة النقابة والآلاف الشرفاء من أعضائها؛ ففى عهد الفنان الكبير حدثت واقعة تزوير كارنيهات لأشخاص لا ينتمون للنقابة، كما ضاعت وديعة تتخطى قيمتها العشرة ملايين جنيه لا يعلم أحد عنها شيئًا، وذلك حسبما أكد لنا النقيب السابق منير الوسيمى فى حديث خاص حول أزمات النقابة الأخيرة حيث قال: أعتقد أن هناك ملفات كثيرة يجب أن يتم كشفها خلال الأيام المقبلة من أجل السير فى مهمة تطوير النقابة، وهو أمر أهم كثيرًا من البحث عن فنانة عارية أو حفل لعبدة الشيطان. وفى تصريحاته ل«الصباح» يكشف لنا النقيب السابق منير الوسيمى حجم الفساد الموجود داخل النقابة مؤكدًا أن النقابة أصبحت تضم أشخاصًا سيئ السمعة يسرقون وينهبون كما يشاءون لدرجة وصول الأمر إلى قيامهم «بضرب كارنيهات» كما يتم التصريح بإقامة حفلات دون علم النقيب وبشكل غير رسمى فى واقعة فساد أخرى. وأكد على حدوث واقعة هى الأهم فى عهد النقيب هانى شاكر بعدما تم تحرير محضر لبعض المسئولين فى النقابة بتهمة «تزوير كارنيهات»، وبتصعيد المحضر إلى الشئون القانونية للتحقيق فيه فجأة تم إيقاف المحضر، وكأن لم يكن على الرغم من صحة الواقعة، مشيرًا إلى أن تلك الواقعة وجدت فى عهده، إلا أنه تصدى لها وكانت تخص السكرتير العام للنقابة وزوجته، وتم إيقافهما عن العمل؛ مؤكدًا أن من يقوم بتزوير الكارنيهات يحصل على مبلغ 50 ألف جنيه مقابل تزوير الكارنيه لشخصين.. وأكد أنه أثناء توليه لمنصب نقيب الموسيقيين قام بفصل السكرتير العام وزوجته الحاصلة على «دبلوم تجارة» ومحامٍ متواطئ معهما بعدما قدمهم للتحقيقات بتهمة تزوير كارنيهات عضوية إلا أنها خرجت وقتها بكفالة 8 آلاف جنيه بعدما استعانوا بأشخاص شهدوا زورًا؛ وعادت فى مجلس جمال سلامة، وذلك على الرغم من أن قرار وقفها عن العمل فى النقابة مفعل حتى الآن؛ وهو نفس الأمر بالنسبة للسكرتير العام الذى لم ينه فترة تجنيده، ولم يحصل على الشهادة الثانوية إلا أنه على الرغم من كل ذلك عادوا جميعًا إلى العمل. كما تساءل الوسيمى عن الودائع الخاصة بالنقابة فى البنك بقيمة 9 ملايين جنيه مصرى و236 ألفًا و500 دولار أمريكى، والتى لا يعلم أحمد حتى الآن فيما تم صرفها، وكذلك كيف ضاعت 5 أفدنة فى مدينة السادس من أكتوبر بهذه البساطة بعدما حصلنا عليها بعد عناء مشوار طويل، وكذلك تساءل عن مصير أرض الأقصر؟. وواصل الموسيقار منير الوسيمى كشف ملفات الفساد قائلًا: بين أعضاء النقابة هناك من تم اتهامه فى قضايا مخدرات، وما زال عضوًا حتى الآن على الرغم من أن القانون يجرم ذلك خاصة أنه تم فصله من قبل ؛ مؤكدًا أنه لا يتهم الفنان هانى شاكر بشكل شخصى فى كل تلك القضايا لأنه فنان نظيف اليد ومشهود له بالنزاهة إلا أن تلك الملفات تحتاج لوقفة حقيقية من نقيب الموسيقيين؛ مؤكدًا: تعجبت فى البداية من قرار الفنان هانى شاكر بالتواجد فى تلك المنطقة الشائكة لأن هناك أيادى فساد كبيرة فى النقابة تريد أن تسيطر على النقيب لتمارس مهامها فى الفساد والتربح ؛ مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أنه كان ضد قرار استقالته من منصبه طالبًا منه الضرب بيد من حديد على الفساد وأيادى الفاسدين.