أعراض زيكا: ارتفاع الحرارة وصداع وطفح جلدى وتشوهات خلقية عند الأطفال البعوض الناقل للفيروس موجود فى مصر.. وليس له علاج فى العالم «برك» الشوارع و«الزير» فى الأرياف أبرز المخاطر فى مقاومة الفيروس
حالة من الرعب تجتاح المواطنين، إثر تقارير تلقيها التليفزيونات والصحف، على مسامعهم وأعينهم، خلال الأيام القليلة الماضية، يوميًا منذ أسابيع، عن انتشار فيروس جديد فى بعض دول أوروبا والأمريكتين، باسم «زيكا»، حيث يعد من أخطر الفيروسات التى تتسبب بشكل مباشر فى تشوه الأجنة، بحسب منظمة الصحة العالمية، التى أعلنت لجنة الطوارئ بها، الانعقاد بشكل دائم لمتابعة الموقف. الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائى والرجل الثانى فى الوزارة، كشف، فى حوار ل«الصباح»، عن بعض المفاجآت؛ منها أن هناك 100 نوع من البعوض الناقل للفيروس، وأن هناك تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية، من الفيروس، منذ أكثر من شهر ونصف الشهر.
فى البداية.. ما هو فيروس «زيكا»؟ - فيروس زيكا سمى بهذا الاسم، لأنه تم اكتشافه فى نوع معين من القرود الهندية، فى غابة بأوغندا تسمى غابة زيكا سنة 1947، وفى سنة 1954 تم اكتشاف حالات إصابة به بين البشر، فى أوغندا وتنزانيا، ولم تظهر حالات مرضية أخرى ناتجة عن هذا الفيروس، إلا نادرًا جدًا، حتى أواخر العام الماضى 2015، حيث ظهرت بعض الحالات، ثم تعددت الإصابات فى يناير الماضى، وهذا الفيروس ينتقل للإنسان عن طريق لدغ بعوض اسمه «الآيديس»، وتحت هذا النوع من البعوض يوجد ما يقرب من 100 نوع كلها تنقل المرض.
ما أعراض هذا المرض؟ - أعراض انتقال الفيروس، تتمثل فى ارتفاع بسيط فى درجات الحرارة، حيث لا تتعدى 38.5 درجة، والصداع والتهاب الملتحمة وآلام خلف العين، وآلام فى المفاصل، بالإضافة إلى الطفح الجلدى، وهذه الأعراض تستمر عند الشخص المصاب بالمرض من 3 إلى 7 أيام، ومعظم الحالات لا تحتاج إلى الاحتجاز فى المستشفيات، لكنه يأخذ المريض بعض العقاقير، ومضاعفاته بسيطة، فيما عدا بعض الحالات، تحتاج للاحتجاز بالمستشفى.
ولكن تقارير منظمة الصحة العالمية أكدت أن الفيروس يتسبب فى تشوهات للأجنة؟ - نعم، منظمة الصحة العالمية لاحظت فى الفترة الاخيرة أن الفيروس يصيب السيدات الحوامل بتشوهات فى الأجنة، فالجنين عندما يتأثر بالفيروس خلال فترة الحمل تحدث له تشوهات، كما يتأثر الطفل أيضًا عند الولادة بتشوهات خلقية تتمثل فى صغر حجم الرأس، ولوحظت هذه التشوهات بشكل كبير فى البرازيل.
ما فترة حضانة هذا الفيروس.. وما علاج الإصابة به؟ - فترة حضانة الفيروس من «3 إلى 12» يومًا، ولا ينتقل من شخص إلى آخر بل ينتقل عبر لدغات البعوض فقط، من المريض إلى الإنسان السليم، مشيرًا إلى أن هذا المرض ليس له علاج، ولكن يؤخذ له علاج نوعى، بمعنى أن المريض يصاب بارتفاع فى درجات الحرارة، فيتم إعطاؤه خافضًا للحرارة، أما إذا كانت هناك آلام بالجسم فيُعطى مسكنات، ولا لقاح لهذا الفيروس على مستوى العالم حتى الآن. هل هناك خطورة من هذا المرض بالنسبة لمصر؟ - مصر كأى دولة فى العالم معرضة لخطر هذا الفيروس، وبالتالى هناك إجراءات احترازية، كبعض الاحتياطات يتم اتخاذها للتصدى لمثل هذه الفيروسات، خاصة أن هذا الفيروس تنقله بعوضة، وهذه البعوضة وراءها ما يقرب من مائة نوع آخر من البعوض الناقل للمرض، وهناك أنواع معينة من البعوضة التى تنقل فيروس زيكا موجودة فى بعض أماكن محدودة فى مصر، ويتم حاليًا مكافحتها بهذه الأماكن التى تم رصدها بها، كما بدأت الدولة برنامج مكافحة كثيف لليرقات والبعوض بشكل عام، وهناك بعض البعوض الناقل لمرض الملاريا فى مصر، حيث يوجد تحديدًا فى أسوان والأقصر والفيوم، لكن هذا لا يعنى أن لدينا إصابات بالملاريا فى مصر، خاصة أن الملاريا التى تأتى تكون عبر شخص قادم من خارج مصر، وهذا حصل مع حالة واحدة فقط فى أدفو بمحافظة أسوان العام الماضى، وتم وقف نشاط الفيروس، وعن الأماكن المتواجد فيها البعوض، فإنه لابد من أن تكون هناك كثافة فى عدد المواطنين، وكمية بعوض كثيرة حتى تنتقل للإنسان، فحتى هذه اللحظة نتابع الموقف العالمى.
هل هناك إجراءات معينة يقوم بها أطباء الحجر الصحى التابع لقطاع الطب الوقائى بالوزارة ؟ - بالفعل، إذا تم الشك فى أى من القادمين من الخارج، نحجزه فى المطار لإجراء بعض الفحوصات عليه وبعد ذلك نحجزه فى أى مستشفى من مستشفيات الحميات التابعة لوزارة الصحة، حتى لا يخرج وينقل العدوى.
وماذا عن منظومة التقصى الحشرى؟ - لها عدة مهام، أولها مكافحة نواقل الأمراض ومن ضمنها البعوض، وله أنواع كثيرة، والتقصى معناه أخذ عينات من أماكن مختلفة على مستوى الجمهورية من أجل معرفة أنواع البعوض الناقل للمرض وإجراء التحاليل والفحوصات الخاصة به، لمعرفة هل هو متواجد فى مصر أم لا، ومعرفة كثافته من خلال الإدارة العامة لمكافحة ناقلات الأمراض التابعة لقطاع الطب الوقائى بالوزارة، وهناك خريطة حشرية على مستوى مصر من أجل معرفة أنواع نواقل الأمراض فى مصر، سواء البعوض أو غيره، ومعرفة الأماكن المنتشر فيها، ومن أجل أن نكون على دراية كاملة بجميع أنواع البعوض فى مصر أولًا بأول، وهذا ما يتم حاليًا، حيث إننا، ونحن بالقاهرة حاليًا، نطلع عبر الخريطة الحشرية على كل تطورات بعوضة الملاريا الناقلة للمرض بأسوان والأقصر والفيوم، وبمجرد أن نجد كثافة عالية من البعوض الناقل للمرض تبدأ مكافحتها، حيث نبدأ أولًا بمكافحة البعوض البالغ، بالرش، وفى نفس التوقيت فهذا البعوض أساسه اليرقة المتواجدة فى الترع والمصارف والمستنقعات، فيتم رشها من أجل القضاء على اليرقات. لماذا تظهر الفيروسات فى مثل هذا التوقيت؟ - هناك 3 محاور أساسية لمكافحة الفيروسات، هى التقصى الحشرى ومكافحة نواقل الأمراض، ومتابعة توصيات منظمة الصحة العالمية للموقف الوبائى، وتزداد المكافحة فى هذا الموسم، لأنه موسم الإنفلونزا، الذى يبدأ فى مصر من أواخر أكتوبر حتى شهر إبريل، وذروة موسم الإنفلونزا من نصف ديسمبر لمنتصف فبراير، وصادف انتشار فيروس زيكا منذ شهر ونصف الشهر، وبزيادات بشكل مخيف، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فيجب الحد من تجمعات المياه «البرك» أمام المنازل، وأيضا يجب منع الأزيرة «جمع زير»، التى توضع فى الأرياف كسبيل للشرب، حيث تتواجد أسفلها اليرقات، ولابد من استخدام الأسلاك الطاردة للبعوض.
هل يتم تحديث الخريطة الحشرية وفقًا للتغيرات المناخية ؟ - هناك نواقل للأمراض يتم تحديث خريطتها الحشرية شهريًا، حيث إن التغيرات المناخية تؤثر عليها، والتحديث يكون عن طريق فرق مدربة تنزل القرى، بالتنسيق مع بعض فنيى المعامل وفرق المكافحة، حيث يتم نصب مصائد للبعوض فى أماكن تجمعات المياه ويتم تجميع البعوض من توقيات معينة، وبعد ذلك يتم تجميعها وتشريحها وفحصها، وفى نفس الوقت يتم تحديد أماكن تجمعات المياه من أجل فحص يرقات البعوض ومعرفة أنواعها، وإذا تبين أنها متواجدة بكثافة يجرى مكافحتها، من الطور اليرقى حتى البعوض البالغ.
ولادة أجنة مشوهة بأحد مستشفيات جنوبالجيزة الأسبوع الماضى، هل له علاقة بفيروس زيكا؟ - طبعًا لا.. فمنذ سنوات عديدة نصادف ولادة أجنة بها تشوهات خلقية، قبل ظهور الفيروس أصلاً، خاصة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن دول إقليم شرق المتوسط، من أول باكستان، حتى المغرب، وهى 20 دولة، لا يوجد بها فيروس زيكا.