«العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 بعد الانخفاض الجديد    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    البيت الأبيض يعلن فتح معبر كرم أبو سالم اليوم    العاهل الأردني من واشنطن: يجب منع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية على رفح    عاجل.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه لفلسطين المحتلة لاستكمال مباحثات هدنة غزة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة، أبرزها مواجهة ريال مدريد والبايرن    «الجميع في صدمة».. تعليق ناري من صالح جمعة على قرار إيقافه 6 أشهر    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    تعليق ناري من شوبير بعد زيادة أعداد الجماهير لحضور المباريات المحلية والإفريقية    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من تحول حالة الطقس اليوم وتنصح بضرورة توخي الحذر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    ياسمين عبد العزيز: بتعرض لحرب مش طبيعية من تحت لتحت وهذا سبب زعل أحمد حلمي مني    3 أبراج تحب الجلوس في المنزل والاعتناء به    ياسمين عبدالعزيز تكشف أعمالها الجديدة بين السينما والدراما    بعد 18 سنة.. ياسمين عبدالعزيز تكشف كواليس لأول مرة من فيلم الرهينة    "ارتبطت بفنان".. تصريحات راغدة شلهوب تتصدر التريند- تفاصيل    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 8 مايو 2024    قبل بداية الصيف.. طرق لخفض استهلاك الأجهزة الكهربائية    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    جريشة: ركلتي جزاء الأهلي ضد الاتحاد صحيحتين    الحديدي: كولر «كلمة السر» في فوز الأهلي برباعية أمام الاتحاد السكندري    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    هل نقترب من فجر عيد الأضحى في العراق؟ تحليل موعد أول أيام العيد لعام 2024    ضبط تاجر مخدرات ونجله وبحوزتهما 2000 جرام حشيش في قنا    تأجيل محاكمة ترامب بقضية احتفاظه بوثائق سرية لأجل غير مسمى    الأونروا: مصممون على البقاء في غزة رغم الأوضاع الكارثية    أبطال فيديو إنقاذ جرحى مجمع ناصر الطبي تحت نيران الاحتلال يروون تفاصيل الواقعة    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    اعرف تحديث أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 8 مايو 2024    معجبة بتفاصيله.. سلمى الشماع تشيد بمسلسل "الحشاشين"    حسن الرداد: إيمي شخصيتها دمها خفيف ومش بعرف أتخانق معاها وردودها بتضحكني|فيديو    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    دار الإفتاء تستطلع اليوم هلال شهر ذى القعدة لعام 1445 هجريًا    اليوم، تطبيق المواعيد الجديدة لتخفيف الأحمال بجميع المحافظات    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    عزت إبراهيم: الجماعات اليهودية وسعت نفوذها قبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    في يوم الربو العالمي.. هل تشكل الحيوانات الأليفة خطرا على المصابين به؟    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فنانو الكوميكس والكاريكاتير .. الغاضبون ب «الورقة والقلم والألوان »
نشر في الصباح يوم 06 - 02 - 2016

«تهمة خدش الحياء» أوقفت مجلة الكوميكس «مترو» بعد عدد واحد فى 2008
كتاب «ألبوم الثوار الأبطال» قدم صورًا فوتوغرافية معدلة بالمؤثرات لثورة يناير
«الدشمة» مجلة مصورة يمولها مركز «هشام مبارك» لحقوق الإنسان تحت شعار «اعرف حقوقك»
الكوميكس والكاريكاتير رصدا التناقضات والارتباك السياسى فى الشارع المصرى خلال 3 عقود
ثورة 25 يناير فتحت الباب على مصراعيه لأنماط جديدة من التعبير باستخدام الصورة

تستخدم المعارضة أساليب كثيرة للتعبير عن غضبها، وفن الكاريكاتير هو أحد تلك الأساليب الساخر ة فى النقد والمعارضة بشكل ساخر، ربما يكون الكاريكاتير أقوى من النقد بالكلمات، النقد بأنواعه المختلفة سواء بطريقة التعبير عن وجهة نظر فنان الكاريكاتير أو نقل الواقع فى شكل ساخر.
فى الثورة لعب الكاريكاتير دورًا كبيرًا، وعرفنا أشكالًا جديدة للتعبير عن الرأى، وفى الأزمات السياسية دائما ما يزدهر الكاريكاتير، حيث يرصد من خلال الرسوم حالة التناقضات والارتباك السياسى .
رسامو الكاريكاتير الشبان ينقلون حالة الغضب الموجودة داخل الشارع المصرى بالتعبير عن آرائهم بالورقة والقلم والألوان بشكل ساخر ليظل هؤلاء لديهم أدواتهم الأكثر تأثيرًا فى نقد الوضع السياسى والاجتماعى.
أكبر الدلائل على أهمية الدورالذى يلعبه فن الكاريكاتير هو حجم تفاعل المصريين المهول مع إلقاء القبض على الرسام إسلام جاويش.
يبدو «الفن التاسع» أو «فن القصص المصور»، الشهير بفن «الكوميكس»، نوعًا من اتحاد الريشة والكلمة من أجل عمل إبداعى أكثر قوة وتأثيرًا على الجمهور.
وربما بسبب عالم الدهشة الذى تصنعه الكوميكس، فإنها اختيار الشباب الرافض للتقليد والراغب فى التغيير والتمرد.
وفى مصر، كان فن الكاريكاتير منذ زمن بعيد الوسيلة التى يستخدمها المصريون لانتقاد ما لم يكن لينتقد، ولذلك فإن فكرة الكوميكس الذكية ليست بجديدة عليهم، وربما غذى الاهتمام بفن الكوميكس تلك التناقضات القائمة فى الشارع المصرى والارتباك السياسى والاقتصادى خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فتحت هذه الظروف غير المستقرة المجال أمام مجموعة من الشباب المدرك لحساسية اللحظة الثورية وأهميتها. من هنا، انطلقت مجلات الكوميكس (القصص المصوّرة) فى مصر كأداة مختلفة للتعبير والاحتجاج على النمط الفكرى السائد.
ولأن طبيعة هذا الفن ترتبط بالسخرية من الوضع القائم، فقد سمح المجال العام المصرى باختلاف أطيافه الفكرية والأنثروبولوجية أن ترتبط الصورة بالنصّ. لم يعد فن الكوميكس يرتبط بالأطفال، فقط أصبحت هناك مساحة أرحب لفئات عمرية أكبر.
ربما كانت بدايات هذا الفن فى مصر مرتبطة بالتاريخ الفرعونى القديم. اهتم المصرى وقتها بتدوين يومياته ومعاملاته السياسية بأسلوب قصصى متسلل يميل إلى الخفة وتقديس قيمة اللون. لكن البداية الفعلية لهذا الفن جاءت مع مجلة «روضة المدارس» التى أصدرها وزير المعارف على مبارك عام 1870، وتولى رئاسة تحريرها رفاعة الطهطاوى، واهتمت تلك المطبوعة بتقديم قصص مصوّرة إلى أطفال المدارس بشكل حيوى وجذاب. غلب على تلك المجلة الطابع الإرشادى، وصدرت لمدة 8 سنوات ثم توقفت بعد ذلك، ولم تحظ بالقدر الكافى من الاهتمام.
وبعد الحرب العالمية الثانية، وجد العالم نفسه أمام عتبة جديدة من الأفكار والتوجّهات البعيدة من القولبة والتنميط. الفنان الكبير حسين أمين بيكار (1913- 2002) كان أحد الفرسان الذين أسهموا بدور فعّال فى انتشار الكوميكس فى مصر. كان بيكار المشرف على مجلة «سندباد» التى صدر عددها الأول يوم 3 يناير 1952، وتولى رئاسة تحريرها الأديب محمد سعيد العريان.
توهجت بدايات فن القصة المصورة فى مصر على أيدى فنانين عظام، كانوا بالأساس رسامى كاريكاتير، كان على رأسهم الفنان الكبير حجازى، الذى استهل المسيرة برائعته «تنابلة السلطان» كواحدة من أهم علامات تأسيس الفن التاسع فى الأدب العربى المعاصر.
ثم بدأ محيى الدين اللباد تدشين إرهاصات ما قبل الكوميكس بشكله المعروف فى أوائل التسعينيات من القرن العشرين، بالتعاون مع دار الصقر العربى للإبداع العربى بإشرافه على سلسلة «الرماة الصغار» لفن الشرائط المصورة.
لكن مجدى الشافعى كانت له الضربة القاضية، فلقِّب ب«الأب الروحى للرواية المصرية المصوّرة». ألقى حجرًا فى المياه الراكدة، وخرج بأول «جرافيك نوفل» مصرية بعنوان «مترو» (2008). كانت «مترو» هى الطلقة الكوميكيسة الأولى فى العقد الأول من الألفية الثالثة، بحسب تعبير أحد المهتمين بها، واعتبرها النقاد والمهتمون بفن الكوميكس الرواية المؤسِّسة (بكسر السين)، الأولى لأحد أهم فنون التعبير التى تنتمى للبوب آرت أو “الجرافيك نوفل”. يسعى العمل إلى تجسيد العلل والآفات الاجتماعية فى مصر مثل الفقر واليأس وفساد النخبة المتفشى على نطاق واسع وذلك من خلال قصة بوليسية.
تناولت قصة «مترو» حكاية مهندس كمبيوتر شاب يشعر بالإحباط من المستقبل، فيقرر سرقة مصرف، ويجد حاله متورطًا وسط مجموعة من الفاسدين واللصوص. تتابع الحكايات على مدار الخط فى مغامرة شيقة فى شوارع القاهرة المزدحمة.
نجح الشافعى فى منح صورة بصرية مكثفة حول شوارع القاهرة، وميادينها، وأنفاق المترو، كانت تشريحًا لمجتمع مفكك ينتظر لحظة ثورية تطيح بركام الفساد الذى عشش فى أجزائه. رغم النجاح الذى حققته تلك التجربة، إلا إنها صُودرت ومُنعت من السوق بدعوى أنها «خادشة للحياء». مع ذلك، تُرجمت الرواية إلى لغات أوروبية.
منذ اندلاع ثورة 25 يناير بدأ يظهر عدد أكبر من الكوميكس الأكثر تطورًا فى الأسواق المصرية. يقوم المؤلفون والرسامون بانتقاد الأوضاع السيئة فى المجتمع وفى السياسة – ويتمنون أن يحققوا أى تغيير من خلال فنهم.
استطاعت الاحتجاجات والمظاهرات فى ميدان التحرير أن تجد طريقها إلى الورق؛ وقد ساهمت فى ذلك أيضًا ورش عمل الكوميكس، ومن أبرزها تلك الورشة التى عُقدت فى معهد جوتة القاهرة تحت قيادة باربارا يلين.
ويمكن القول إن ثورة 25 يناير جاءت لتفتح الباب على مصراعيه نحو أنماط جديدة من التعبير باستخدام الصورة المحكيّة.
كانت كلمة السر «الزحام»، فتولدت المطبوعات المختلفة التى تأخذ من الزحام حصتها اليومية، لتعيد طرح تلك الأفكار بعد التماهى معها، ظهرت بعد ذلك مجلة «توك توك» (2011) على أيدى مجموعة من الشباب الطموح الذى يمتلك من المهارة والموهبة ما يؤهله للخروج بمطبوعة ذات مقاييس عالمية. فتحت تلك المجلة أبوابها للشباب بهدف النشر المجانى، وقامت على الجهود الفردية، وحظيت باهتمام كبير ودعم من المعاهد الثقافية الأوروبية. المجلة كانت نافذة لمجموعة من الفنانين الذين أصبحوا نجوم شباك على الساحة المصرية أمثال آنديل، مخلوف، توفيق، شناوى، هجرسى وغيرهم، تلك المشروعات المستقلة لها نكتها الخاصة.
وأصدر طبيب الأسنان شريف عادل مجلة الكترونية للقصص المصورة بعنوان «الرجل البرباطوظ»، وجعل منها حلقات ثابتة لتناول الوضع العام المصرى والتفاعل مع مقتضياته اليومية من خلال الرسم.
ورغم أن الكوميكس الموجه للبالغين مازال فى أطواره الأولى فى مصر، فإننا شهدنا أعمالًا تحاول التجريب بجرأة مثل كتاب «ألبوم الثوار الأبطال» للمصور الفوتوغرافى أحمد فودة الذى صور عددًا من الثوار أثناء الأحداث ثم قام بتعديل الصور قليلًا وإضفاء بعض المؤثرات عليها، مع تعليقات ساخرة فى بالونات حوار.

امتلك فن الكوميكس زمام الأمور، أصبح تأثيره فى الشارع واسعًا وخصصت له معارض مستقلة. بدأ بتكوين مجتمعه الخاص الذى يحاكى الواقع بأسلوب ساخر ورشيق يبتعد عن القولبة ويؤكد ليبرالية النقد والانتصار للمنتج الفنى.
فى سبتمبر 2014 اختتم فى القاهرة حدث فريد من نوعه على الساحة الفنية. إنّه «أسبوع الكوميكس الأول فى مصر» الذى أقيم فى فضاءات مختلفة من العاصمة المصرية برعاية مجموعة من الهيئات المستقلة والرسمية.
أسبوع الكوميكس الأول فى مصر هو جزء من تطوّر فن الكوميكس فى مصر بسرعة مذهلة فى السنوات الأخيرة. جاء هذا التغيير على مستوى الشكل والمضمون.
الفنان مجدى الشافعى، نفذ مشروعًا بديلاً بعد مصادرة إصدار «مترو» بعنوان «الدشمة»، وأصدر عددها الأول بالتزامن مع «ثورة يناير».

إن القائمين على مجلة الكوميكس «الدشمة» التى تحتوى على 65 صفحة ورسومات وتصاوير بالأبيض والأسود، يتبعون نهجًا مختلفًا. «اعرف حقوقك!»، هذا هو الشعار الذى نراه مكتوبًا على الصفحة الأولى. حيث يتم تمويل تلك المجلة من قبل مركز «هشام مبارك» لحقوق الإنسان.
ولعل أفضل مجلة استطاعت أن تثبت نفسها فى السوق المصرية هى مجلة «توك توك»، التى اشتق اسمها من العربات الأجرة ذات الثلاث عجلات التى تخدم الأحياء الأكثر فقرًا فى مصر. وسيلة «تشعر بما يدور فى الشارع»، على حد وصف بعض الرسامين العاملين فيها.
فى أول أعدادها الذى صدر بتمويل ذاتى كامل، نُشِر مقال حول الرسام والكاريكاتير حجازى، أحد أبرز رسامى الكاريكاتير فى الستينيات، والذى اشتهر برسوماته حول معاناة «رجل الشارع العادى».
يواجه فنانو مجلة «توك توك» مصدر قلق كبير يتمثل فى سعيهم إلى إثبات أن فنهم لم ينشأ من العدم وأنه ليس مجرد نسخة من النماذج الأوروبية بل ويرتكز بكل تأكيد إلى التقاليد المحلية.
يرى محمد توفيق، أحد رسامى مجلة «توك توك» أنّ «أسبوع الكوميكس» خطوة مهمة فى تفعيل دور هذا الفن وانتشاره وتعريف المجتمع المصرى به. لكنه يرى أيضاً أن الكوميكس يواجه تحديات ومعوقات تكبح مسيرته ودوره، وتنقسم إلى قسمين: قسم مادى يتمثّل فى التمويل، لأن الكوميكس صناعة يجب دعمها ماديًا كى تنتشر وتصبح أداة قوية وفعالة، طبعًا من دون تأثير التمويل فى حرية التعبير التى تعدّ أحد أهم عناصر الكوميكس. أما القسم الثانى فمعنوى يعتمد على التفاعل بين الكوميكس والمجتمع، هذا الفنّ الذى يعدّ مرآة صادقة للمجتمع، يجب أن يحظى بدعم واهتمام واستيعاب ورعاية من المجتمع.
«لدى فن الكوميكس أداتا السخرية ومواجهة الواقع؛ فالكوميكس مرآة للمجتمع عما يحدث فيه سلبًا أم إيجابًا بهدف تعزيز الحراك الإنسانى وتغييره إلى الأفضل أو حتى إحداث صدمة لتنبيه المجتمع إلى ضرورة الالتفات إلى متغيرات حدثت أو تحدث لعله يتداركها»، يقول توفيق قبل أن يضيف إنّ «الكوميكس يؤدى دورًا تاريخيًا لفترة زمنية قد تزول مع الزمن».

أما أحد مؤسسى «بوابة الكوميكس العربية» أحمد عبده، فيرى أنّ الكوميكس ما زال يواجه تحديات كثيرة تعيق انتشاره ووصوله إلى كل الناس، خصوصًا مع عدم توافر الجهات الداعمة له بشكل مستمر سواء كانت ثقافية تابعة للدولة، أو خاصة، بالإضافة إلى أن هناك من يعتبره فنًا موجهًا إلى الأطفال فقط! يتابع عبده حديثه عن خصوصية الكوميكس، ب«أنه يعتمد بشكل أساسى على الرسومات المتقنة والألوان والأفكار الخيالية والكادرات المتتابعة التى تعتمد بدورها على التأمل والتدقيق فى التفاصيل للوصول إلى المعنى، كما تتيح استمرارية الكادرات للقارئ الرجوع إلى بعض المشاهد أكثر من مرة مما ينشئ صداقة مميزة بينه وبين الشخصيات الخيالية فى العمل».
أما بالنسبة إلى الكوميكس المصرى، فهو «يتأثر بحضارة البلاد وثقافتها العميقة، حيث يظهرالعمل الأجواء والأحياء الشعبية المصرية بألوانها وأزيائها والملامح الحادّة والبشرة السمراء التى يتميز بها الشعب المصرى».
وعن تأثيره فى المجتمع، يردف عبده «إن الكوميكس وسيط فنى، يمكن أن تعرض من خلاله أى فكرة مهما كان تعقيدها أو تفاصيلها تمامًا كالسينما». صاحب «دار صفصافة للنشر» وأحد القائمين على «أسبوع الكوميكس» الناشر محمد البعلى، يثق بأنّ الكوميكس «أصبح شديد التأثير، فقدرة الصورة على نقل الفكرة والمشاعر تكون أحيانًا أكبر من قدرة الكلمات، خصوصًا أننا نعيش فى عالم تتغلب فيه ثقافة الصورة». وعن رصده للمعوّقات، يقول «إن أهم تحدٍ يعوق انتشار الكوميكس فى مصر هو ندرة الأعمال المحلية الجيدة فنيًا وفكريًا، فأغلب رسامى الكوميكس فى مصر يتجهون نحو الكاريكاتير الذى تغلب روحه على معظم المجلات المتخصّصة فى هذا الفن».
وعلى ذلك اتجه مروان إمام منذ عام إلى تأسيس دار «ديفيزيون بابليشينج» للنشر بالتعاون مع صديقه محمد رضا. وكانت أولى مشروعاتهم: «الأوتوستراد»، مجلة من 120 صفحة تتيح للفنانين إمكانية التعبير عما يجول فى خاطرهم وما يحركهم ولكن فى شكل كوميكس. لقد صدرت الطبعة الأولى، والوحيدة حتى الآن، من تلك المجلة فى يوليو 2014.
بعض القصص تم كتابتها باللغة العربية والبعض الآخر باللغة الإنجليزية. وجميعها تقريبًا يتناول ويعالج مشكلات وقضايا فى المجتمع المصرى. مثل قصة «مراحل الحياة» التى تسرد فى حلقات المشكلات التى يواجها أحد العاطلين، ومعاناة امرأة تتحدث مع والدتها حول مسألة الزواج. ولقد كان من المفترض أن تصدر تلك المجلة كل شهرين، إلا أن ارتفاع سعرها بالنسبة لمصر، بالإضافة إلى احتدام المنافسة أدى إلى انخفاض التوقعات.
ويتميز رسام الكاريكاتير أنديل، المولود عام 1986، بأسلوبه الساخر وفكره الجرىء، ولديه تسجيلاته الخاصة به، أشهرها «راضيو كفر الشيخ الحبيبة»، كما يكتب السيناريو لأعمال سينمائية وتليفزيونية.
ويعد مخلوف أحد مؤسسى مجلة «توك توك» وتنشر رسوماته فى جريدة «المصرى اليوم»، فى حين كان زميله هشام رحمة من مؤسسى «توك توك» أيضًا، وله العديد من الأعمال فى مجال كتب الأطفال.
أما شناوى، فهو من مواليد القاهرة عام 1978، ودرس الفنون التطبيقية قسم الإعلان وتخرج عام 2000. أسس مجلة القصص المصورة للكبار «توك توك» بالتعاون مع أربعة رسامين آخرين، وأدار مؤسسة «الفن التاسع» لنشر ثقافة القصص المصورة.
ويقدم فريد ناجى المولود عام 1989 نموذجًا للاهتمام بفن الكوميكس، فقد عمل رسام كاريكاتير فى عدد من الصحف والمجلات، ونشرت له قصص كوميكس فى مجلات الأطفال: قطر الندى، سمير، وغيرهما، كما شارك فى كتاب الكوميكس الجماعى «حدث بالفعل» نتاج ورشة «24 ساعة كوميكس».
أما محمد السيد توفيق، المولود فى القاهرة عام 1982، فقد درس الفنون الجميلة وتخرج فى قسم الرسوم المتحركة عام 2005، وعمل فى مجلات: قنبر، ماجد، علاء الدين، باسم، وجريدة «الشروق». شارك فى تأسيس مجلة «توك توك» ويعمل فى مجلة «سمير».
مختار زين، بدأ العمل فى مجال الجرافيكس فى 2008، كمصمم مواقع إلكترونية وجرافيك، ثم ترك عمله فى 2012 وتفرغ لتعلم الرسم والعمل كرسام حر. وعمل فى «الشروق» و«علاء الدين». وهناك أيضًا محمد الهجرسى الذى عمل فى «توك توك» و«الشكمجية»، و«إس» الذى بدأ مع أصدقائه مطبوعة كوميكس مجانية اسمها بالعربى «مجاذيب» عام 2012، ورسم مجلات كوميكس على الإنترنت.
ومن رسامى الكوميكس المعروفين أحمد عكاشة، خريج فنون جميلة الزمالك عام 2002، وعمل رسام قصص مصورة فى مجلات «علاء الدين» و«باسم» و«أبطال اليوم» ومجلتى «توك توك» و«الشكمجية»، وميجو، الذى يعيش حاليًا فى الولايات المتحدة ونشر أعماله فى «توك توك» ومن أحدث شرائطه مجلات «سوبرمان» بالتعاون مع الكاتب محمد إسماعيل أمين، وكريم أحمد، الذى عمل فى عدد من شركات الإعلانات والتحريك، وأحمد سعد الذى يعمل فى مجال الإعلانات، ومحمد صلاح الذى يكتب ويرسم القصص المصورة، ومحمد أنور، وهو رسام كاريكاتير وشرائط مصورة، تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وعمل فى عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، ونشر قصصه المصورة فى العديد من الدوريات التى تهتم بهذا الفن.
اشتهر فنان الكوميكس أحمد عمر على وجه الخصوص من خلال رسوماته فى مجلة الكوميكس «الدشمة». قدم أسطورة الكوميكس المصرى مجدى الشافعى هذه المجلة لأول مرة بعد وقت قصير من اندلاع الثورة، وذلك تحت رعاية إحدى منظمات حقوق الإنسان المصرية. فى مجلة «الدشمة» تتمحور رسومات أحمد عمر حول التوترات داخل المجتمع المصرى: يتناول أحمد عمر عدة موضوعات من خلال الكوميكس منها الفساد والظلم - والبحث عن حياة أفضل.
وفى طريق بحثه عن شريك يكتب له بعض النصوص من أجل رسوماته، التقى بالفنان أحمد إسلام أبو شادى. وروى له إسلام أن الرسام المعروف مجدى الشافعى يخطط لمشروع كوميكس كبير – مجلة الكوميكس الدشمة.
منى أحمد، فنانة الكوميكس التى ترعرعت فى اليابان، تجسد فى أعمالها من الكوميكس، المشكلات الاجتماعية والنفسية التى يعانى منها المجتمع المصرى. وتسعى خلال ذلك، إلى إسناد دور ترفيهى إلى قصصها ورسومها فى المقام الأول، بدلاً من اتخاذ موقفًا أخلاقيًا متعاليًا.
بشكل عام، ما يزعج منى هو تركيز الكوميكس المصرى على جانب واحد فقط، وهو القضايا السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.