رفض تكفيرهم وهاجم الحرب عليهم ووصفهم بأنهم أبناء التيار السلفى قلل من جرائمهم عبر القول بإنها أقل من إرهاب إيران ضد السنة والبوذيين الذين يقتلون المسلمين أطلق حملة لدعم تركيا ومعاداة روسيا.. واعترف بأن شباب التيار السلفى يقبلون داعش ويدافعون عنها اعتمدت الدعوة السلفية بقيادة ياسر برهامى على ممارسة لعبة «مسك العصا من المنتصف»، فى مختلف القضايا، سواء على المستوى الداخلى فيما يخص الشأن الدينى والسياسى، أو المستوى الدولى فيما يخص موالاتها لدول معادية ودعمهم لها مثل تركيا، التى أعلنت الدعوة مساندتها فى موقفها ضد روسيا، وكذلك التنظيمات الإرهابية التى ترفض الدعوة الاقتراب منها، وتكتفى بوصف أعضائها بالضالين فى أسوأ الظروف. ورغم فشل تلك الأداة فى يد الدعوة السلفية التى تستهدف تحويل الدعوة وراهبها الدكتور ياسر برهامى إلى وسيط بين الدولة والتنظيمات والدول الإسلامية المخالفة لها، غير أنه يبدو أن السحر انقلب على الساحر حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعى هجومًا شديدًا على أبناء الدعوة السلفية وكل من ينتمى للتيار السلفى واتهامهم بالترويج للإرهاب ودعمه، وذلك بعد أن أطلقت الدعوة السلفية حملة لدعم تركيا ضد روسيا، معتبرة الأخيرة كافرة ولا يجوز نصرتها فى محاربة المسلمين، الأمر الذى أشعل فتيل أزمة جديدة وفتح باب الجدل حول علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية مما اضطر برهامى للتصريح بأن هناك كيانات تعمل تحت لواء السلفية، ولكن لا علاقة لها بالدعوة السلفية المقتصرة على أعضاء جمعية دعاة فقط. ورغم محاولة الدعوة السلفية تبرئة ساحتها من تلك الاتهامات التى تربط بينها وبين التنظيمات الإرهابية، ظلت مواقف الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة، والتى جاءت متضاربة مع الموقف الرسمى المعلن لها، تشير لوجود علاقة غامضة تربط بين هذا الكيان الإرهابى والدعوة السلفية، وأهم تلك المواقف دعمه غير المباشر لتنظيم داعش الإرهابى والذى ظهر فى عدد من فتواه التى أثارت جدلًا كبيرًا خلال الأيام الماضية. ففى شهر يناير الماضى اعترف برهامى بأن كثير من شباب التيار السلفى المتدين يقبلون داعش ويدافعون عنه، واصفًا الأمر بأنه يستدعى الحكمة والتعامل بهدوء من خلال تصحيح بعض المفاهيم لدى الشباب، على الرغم من أنها نفس المفاهيم التى يروج لها برهامى فى معظم كتبه التى تعتمد على فتاوى ابن تيمية المثيرة للجدل. فتوى أخرى لبرهامى أكد فيها على رفضه لتكفير داعش واكتفى بوصفهم بالضالين المغرر بهم، ثم استند فى موقفه على موقف الأزهر الشريف الذى رفض تكفيرهم أو إخراجهم عن الملة، وذلك بعد تعرضه للهجوم والاتهام بتأييد هذا التنظيم كونه شكل من أشكال تنفيذ المشروع الإسلامى المزعوم من قبل أغلب التيارات الإسلامية. وكانت هناك فتاوى أخرى أطلقها «إمام الدعوة»، كما أطُلق عليه مؤخرًا، شهدت تقليلًا من خطورة داعش واستغلال أحداث أخرى لخدمة هدف التقليل من خطورتهم، حيث قال برهامى إنهم أقل فى إرهابهم من إيران، التى تقتل السنة، والبوذيين الذين يقتلون المسلمين دون رحمة، وطالب أن تكون الحرب على الجميع. ورغم أن حديث برهامى كان يبدو فى ظاهره دفاعًا عن المسلمين، لكنه تعمد استغلال تلك الأمور للتخفيف من حدة إجرام داعش، التى ينتمى إليها العديد من أبناء التيار السلفى، مما خلق تعاطفًا كبيرًا مع التنظيم بين أبناء الدعوة باعتراف برهامى نفسه. كما رفض برهامى محاربة المجتمع الدولى لداعش، وطالب بأن تتم مواجهتهم من قبل المسلمين، واصفًا المسلم الذى يؤيد ضرب أخيه المسلم -حتى وإن كان يرتكب أخطاء تستوجب محاربته، يعتبر مخطئًا وعليه أن يتوب، محرمًا موالاة المسلمين لغير المسلمين فى ضرب داعش. وكان من ضمن المواقف المثيرة للجدل أيضًا طلب برهامى السماح له ولشيوخ الدعوة السلفية بالتوجه إلى سيناء، لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الجماعات الإرهابية والتواصل معها، فى محاولة لإنقاذ أعضائها بجماعة أنصار بيت المقدس بعد أن أعلنوا انضمامهم لداعش، مهاجمًا التعامل الأمنى كونه – وفقًا لبرهامى - ليس كافيًا وحده. يذكر أن الدعوة السلفية تعرضت للعديد من الاتهامات مؤخرًا خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بأنها المسئولة عن وصول الشباب المصرى واقتناعهم بداعش، من خلال الفتاوى المتطرفة والأفكار الإرهابية التى يسممون بها عقول الشباب بعد استدراجهم من المساجد، ودعم التنظيمات الإرهابية وتهريب الشباب للانضمام إليها كما حدث مع جبهة النصرة التى شهدت انضمام عدد كبير من أبناء الدعوة السلفية الذين سافروا إلى سوريا ضمن قوافل الإغاثة التى نظمتها الدعوة عام2012، بينما لم يعد أغلب الشباب الذى اشترك فى الحملة والتى كان يرأسها الشيخ سعيد عبد العظيم الهارب خارج البلاد.