صوامع الشرقية تستقبل 558 ألف طن قمح حتى الآن    محافظ المنيا يتابع أعمال الرصف الجارية في شارع التنظيم والإدارة بحي الجنوب    وزير الخارجية ونظيره الأردني يؤكدان ضرورة وقف إسرائيل لعملياتها العسكرية في رفح    الخطيب رئيسًا لبعثة الأهلي في تونس    الشيبي يظهر في بلو كاست للرد على أزمة الشحات    تظليل دائرة الإجابة كاملة.. ما هي أبرز تعليمات التعليم للإجابة في البابل شيت؟    الحكم على 3 مُدانين بقتل شاب في بورسعيد    وزير التعليم: مبادرة وطنية لتعليم الكبار للوصول ل الصفر الافتراضي بأعداد الأميين بحلول 2030    بيان حكومي بشأن تفاصيل التشغيل التجريبي لمحطات الخط الثالث لمترو الأنفاق    خبر في الجول - انفراجة في أزمة دعوات نهائي الكونفدرالية بين الزمالك وكاف    مؤتمر تين هاج - عن مستقبل برونو وعودة ليساندرو وأهمية هويلوند    زراعة الأرز في مصر.. تقليد قديم وإرث حضاري    وزير الأوقاف: لا ينكر مكانة سنة نبينا محمد إلا جاحد أو معاند    مشيرة عيسى وطلابها فى أمسية موسيقية بالأوبرا، الجمعة المقبلة    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    بعد أزمة مضاعفات اللقاحات.. وزير الصحة يجتمع مع مدير "أسترازينيكا"    وزير الصحة يبحث مع أسترازينيكا التعاون في تطوير التطعيمات    صحة النواب توافق على تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه لموازنة المستشفيات النفسية    بسبب اجتياح رفح.. محكمة العدل الدولية تناقش إجراءات طوارئ إضافية ضد إسرائيل.. وتزايد التضامن مع دعوى جنوب إفريقيا.. ومصر تطالب بوقف إطلاق النار    «النواب» يوافق على موازنة «القومي لحقوق الإنسان»    رئيس «القنوات الإخبارية»: الملفات المطروحة في القمة العربية تلامس أمن مصر القومي    مبادئ كتابة السيناريو في ورشة ابدأ حلمك بالإسكندرية    طرح فيلم «بنقدر ظروفك» بجميع السينمات خارج مصر يوم 23 مايو    شولتس: ألمانيا لن تعود إلى جيش الخدمة العسكرية الإلزامية    يعلمون أنهم على الباطل.. عبدالله رشدي يعلق على تهديد يوسف زيدان بشأن مناظرة "تكوين"    اليوم.. التعليم تنشر فيديو توضيحي لطريقة الإجابة على البابل شيت    الخارجية السعودية: عدوان إسرائيل أضعف النظام الدولي    الخميس.. انطلاق فعاليات مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في دورته الثالثة على مسرح الهناجر    قائمة الأهلي في نهائي أفريقيا أمام الترجي.. كولر يستبعد 13 لاعبًا    قرار حاسم من «التعليم» ضد 5 طلاب بعد تسريبهم الامتحان على «السوشيال ميديا»    ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي في الإسكندرية    ضبط المتهمين بترويج العقاقير المخدرة عبر «الفيس بوك»    "جهينه" تخفض ديونها بنسبة 71% في نهاية الربع الرابع من 2023    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    كوريا الجنوبية تعزز جاهزية الجيش للرد على جميع التهديدات    تنطلق الأربعاء 15 مايو.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الأزهرية 2024 بالمنيا    بمناسبة يومها العالمي، وزارة الثقافة تفتح أبواب المتاحف مجانا عدة أيام    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    مجلس الدولة: على الدولة توفير الرعاية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    محافظ كفر الشيخ: اعتماد المخططات الاستراتيجية ل 23 قرية مستحدثة    درجة الحرارة الآن.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-5-2024 (تفاصيل)    خلال 24 ساعة.. ضبط 14028 مخالفة مرورية متنوعة على الطرق والمحاور    طريقة عمل وافل الشيكولاتة، لذيذة وسهلة التحضير    الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    مفتي الجمهورية يتوجَّه إلى البرتغال للمشاركة في منتدى «كايسيد» للحوار العالمي    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    الغرفة التجارية: توافر السكر بكميات كبيرة في الأسواق    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    تعرف على إرشادات الاستخدام الآمن ل «بخاخ الربو»    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    ما مواقيت الحج الزمانية؟.. «البحوث الإسلامية» يوضح    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    وزارة العمل توضح أبرز نتائج الجلسة الأولى لمناقشة مشروع القانون    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصباح» فى القرى المنكوبة..فيروس غامض يصيب المئات من أهالى أسيوط.. والصحة: الوضع كارثى وليس لدينا تفسير علمى
نشر في الصباح يوم 10 - 10 - 2015

ارتفاع درجات الحرارة والقىء المستمر لأكثر من أسبوعين أبرز الأعراض.. والسيدات الحوامل أكثر عرضة للموت
أطباء يستغلون الأزمة ويضاعفون أسعار الكشف.. وزحام فى الصيدليات بحثًا عن الأدوية فى غيبة أجهزة الدولة
مواطنون: الوفيات وصلت إلى مائة حالة.. والصحة لا تملك إحصاءً رسميًا
أحد المصابين: المحافظ تجاهل الأزمة ولم يزر المتضررين.. ومخاوف من انتقال العدوى
على مداخل محافظة أسيوط، وتحديدًا فى الجانب الغربى من مركز ديروط، حيث تقع ثمانى قرى، تضم أكثر من نصف مليون نسمة، على حافة الصحراء الغربية، يواجهون فيروسًا غامضًا قضى على حياة بعضهم، ويهدد الباقين، وهذه القرى هى: أبو كريم وعزبة أبو العيون، ودشلوط وباويط ونزلة ساو، ونجع خضر، والرياض».
ووصل الأمر فى قرية «دشلوط»، إلى إصابة 11 فردًا من أسرة واحدة، حسب قول الأهالى.
منذ شهرين تقريبًا، بدأ الفيروس الغامض فى الانتشار، والذى يشبهه الأهالى ب«التيفويد»، بينما تقف الصحة عاجزة عن تفسيره بقرية «أبو كريم» التى يبلغ عدد سكانها 33 ألف نسمة، وهى أولى القرى الملاصقة للصحراء الغربية مباشرة.
ورغم مرور شهرين على الأزمة تقف وزارة الصحة مكتفية بدور المشاهد، بينما عدد الوفيات فى ازدياد، وعدد المرضى فى ثلاث قرى فقط يتخطى حاجز ال 20 ألف مصاب، ولست بحاجة إلى سؤال فيكفيك أن تراهم يسيرون ب «الكانيولا» فى أيديهم لتعرفهم أنهم مصابون بالفيروس الغامض».

الإعراض
«تخبرنا درجة حرارتك أنك الآن على حافة الموت عندما تصل إلى 40 درجة تصاحبها آلام شديدة فى المفاصل وقىء وصداع وكسل».. هكذا يصف لنا الحاج مصطفى الليثى الذى يعمل مدرسًا بمدرسة قرية كفر أبو كريم، بأعراض المرض.
يقول الليثى إن الحياة أصبحت شبه متوقفة، فالبعض لا يخرجون من منازلهم خوفًا من الإصابة بالمرض، والبعض الآخر منع أولاده من الحضور فى المدرسة، فانخفضت كثافة الطلاب لأقل من النصف والأزمة الكبرى، يعانى منها طلاب الثانوية العامة بعد تقرير 10 درجات على الحضور، فأصبح الطلاب فى صراع مع مرض لا يعرفون عنه شيئًا من أجل المحافظة على 10 درجات.
يلتقط أطراف الحديث عم سلطان الرجل الستينى ليحكى معاناته مع المرض الغامض عندما أصاب 20 فردًا من أسرته، ولتوه كان قادمًا بصحبة زوجته من كشف الطبيب، ولأطباء القرية قصة أخرى، فبدلًا من أن يكونوا سببًا فى معالجة الأزمة، تحولوا إلى أدوات لمضاعفتها على المرضى من فقراء القرى، حيث ارتفع سعر الكشف من 25 جنيهًا إلى 70 جنيهًا، وبعض الأطباء رفع السعر إلى 150 جنيهًا، أما الكشف المستعجل فسعره 170 جنيهًا، على حد قول سلطان.
أما عبد العزيز 40 عامًا، من مواطنى دشلوط، الذى تعانى طفلته من الفيروس، بعد شفائه وتجاوزه أعراض الإصابة، فأوضح أن متوسط تكلفة العلاج تبلغ مائتى جنيه للفرد الواحد.
وأشار إلى أن المبلغ يعد كبيرًا بالنظر لحال أهل القرى من فقراء الفلاحين وخاصة أن الفيروس يصيب أسرًا بكاملها مرة واحدة.
وبحسب عبد العزيز، تواجه الصيدليات زحامًا شديدًا من المرضى، بعد لجوئهم إليها مباشرة لتوفير سعر الكشف لدى الأطباء، رغم أن العاملين بالصيدليات ليس متخصصين وإنما غالبيتهم من حملة الدبلومات وخريجى كليات الحقوق والتجارة.
ومن جانبها، حرصت بعض الصيدليات على توفير أدوية بعينها لمواجهة زحام المرضى، بل واستعانت بعضها بطبيب لمباشرة الحالات.
ويروى عبد العزيز أن محافظ أسيوط لم يزر القرى المصابة، وأن الأجهزة المعنية لا تبذل مجهودات كافية لمحاصرة المرض.
ويقول هانى، من قرية «أبو كريم»، إن معدل الإصابة بالمرض فى قرى «دشلوط» و«خضر» و«أبوكريم» يصل إلى نحو عشرين ألف نسمة، فضلًا عن إصابات واسعة فى خمس قرى أخرى.
ويستغرق العلاج، بحسب هانى، ثمانية عشر يومًا، منذ اكتشاف الأعراض التى تفاجئ المرضى، وتصيب أسرًا بكاملها دفعة واحدة، من أعمار متفاوتة، من أطفال وكبار ونساء وشيوخ.
ولفت هانى أن نسبة الوفيات ترتفع عند النساء الحوامل عنها بالنسبة للمرضى الآخرين.
وفى منطقة «العرب»، يواجه أشرف جاسم، إصابته و11 من أفراد أسرته، منهم والدته وزوجته وثلاثة من أولاده، فضلًا عن أشقائه.
ويقول جاسم إن نسبة الوفيات زادت فى الفترة الأخيرة، حيث شهدت القرى المصابة وفاة أكثر من 45 مريضًا دفعة واحدة، بالإضافة إلى ستة أشخاص من عائلة تهامى على فترات متقاربة، وفتاة من عائلة سلطان وأخرى من عائلة أبو سالم وثالثة من عائلة عبد التواب وشاب اسمه راشد 32 سنة، و8 من الأطفال ورجل يدعى «تونى جمعة» وسيدة اسمها «عليا حسان».
وأضاف جاسم ل«الصباح»: يبلغ عدد الوفيات إجمالًا أكثر من 100 وفاة، فى عشرة أيام فقط، من أواخر شهر سبتمبر الماضى، فى حين أن وزارة الصحة رغم عجزها عن تفسير المرض أو علاجه ترفض الاعتراف بوجود الفيروس الغامض فى تقارير الوفاة، وتقول إن السبب «هبوط فى الدورة الدموية».
وانتقد أحد المواطنين ويدعى محمد مجاهد دور وزارة الصحة، وقال إنها اكتفت بتنظيم قافلة طبية واحدة، وزعت خلالها على المرضى نوعًا واحدًا من الحبوب الخافضة للحرارة.
وقال مجاهد إن الوحدة الصحية بقرية دشلوط لا يعمل بها سوى طبيب واحد حتى الثانية عشرة ظهرًا، رغم أنها تخدم عشرات الآلاف من المواطنين فى ثلاث قرى.
وذكر مجاهد أن الفيروس انتقل لخاله الذى كان يزورهم قادمًا من القاهرة، ما يهدد بانتشار العدوى فى محافظات أخرى.
ويرفض مجاهد تفسير بعض قيادات وزارة الصحة بالمحافظة بأن المرض سببه ارتفاع درجات الحرارة، فهى دائمًا فى الصعيد بهذا المعدل ولم يحدث سوى زيادة طفيفة هذا العام، كما أن بعضهم أخذ احتياطاته وجلس فى منزله ليتجنب التعرض للحرارة فداهمه المرض فى فراشه بالمنزل، كما أن المصابين بالمرض لم يتركوا تخصصًا طبيًا إلا وطرقوا أبواب عياداته دون جدوى.
أحد أطباء قرية دشلوط طلب عدم ذكر اسمه قال إن الأطباء ليس أمامهم سوى التعامل مع المرض حتى ولو بالمسكنات فى ظل العجز عن تفسير أسباب المرض وطريقة علاجه، لكنها فى الغالب بسبب ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف مشيرًا إلى أن القرية كانت تعانى مطلع العام الحالى من إنفلونزا الطيور، وهو ما قابلته وزارة الصحة أيضًا بالإهمال.
الدكتور رأفت عوض القائم بأعمال وكيل وزارة الصحة بأسيوط، قال ل«الصباح» إن حجم الكارثة كبير ولا يوجد أى تفسير علمى لما يحدث بالمنطقة الغربية من أسيوط، لكن الأمر لا يرقى إلى درجة وباء رغم إصابة المرض لهذا الكم الهائل من أهالى القرية مشيرًا إلى أنه زار مستشفى حميات ديروط، وبالفعل تأكد من وجود أعداد كبيرة من أسرة واحدة.
وتابع: وزارة الصحة تبذل قصارى جهدها لاحتواء الأزمة وفق الإمكانات المتاحة فالمنطقة كانت تعانى إهمالًا كبيرًا وكانت الوحدة الصحية المسئولة عن أكثر من 40 ألف نسمة بقرية دشلوط تعمل بنصف طبيب فقط لأن الطبيب المسئول كان يعمل ثلاثة أيام بها وثلاثة أيام بوحدة صحية أخرى نظرًا لوجود عجز فى الأطباء مؤكدًا أنه أصدر قرارًا بإسناد الوحدة الصحية لأحد الأطباء.
وأشار رأفت أن الوضع رغم عدم وجود تفسير طبى له لكن هذا علميًا موجود وأن الوزارة وضعت خطة للتعامل معه بعدة درجات، وقامت بأخذ عينات من المياه لتحليلها، والعمل على دائرة من الأمراض واستبعاد كل منها حتى نصل إلى التشخيص الصحيح الذى لم نصل إليه حتى الآن.
وتأسف رأفت على تعامل الأطباء مع الأزمة واستغلالهم للمرضى، مؤكدًا أنها خارج رقابة وزارة الصحة، أما بالنسبة لما يحدث بالصيدليات فسيتم تشكيل لجنة من الإدارة المركزية للتفتيش على الصيادلة لمتابعة الأمر، واختتم قائلًا إن الأعراض شبيهة بأعراض الالتهاب فى الحلق واللوزتين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.