سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاقتباس والاعتراف ليس عيبًا.. إنما السرقة والإنكار تهمة تقلل من أصحابها..سرقة فيلم تامر حسنى من «something gotta give» ل «جاك نيكلسون».. و«عيال حريفة» نسخة مشوهة من Chak De India ل «شاروخان»
تعد مسألة اقتباس الأفلام الأجنبية وتمصيرها أمرًا معتادًا منذ نشأة صناعة السينما المصرية، لكن فيما مضى كان يحرص المؤلفون على التنويه عن أن الفيلم إما مقتبس أو مستوحى من فيلم آخر أجنبى مع ذكر اسم الفيلم على التترات، مع مرور الوقت بدأت الظاهرة فى التطور من الاقتباس والاعتراف إلى السرقة والإنكار، خاصة مع دخول عناصر جديدة إلى السينما ربما لم ترتق أخلاقهم المهنية لكبار صناع السينما، ويأتى ذلك فى ظل افتقار السينما لكتاب جادين قادرين على تنشيط الصناعة مرة أخرى، وفكرة تمصير الأفلام فى مصر ليست بالجديدة لكن فى الفترة الأخيرة زاد كأن هناك نوع من الإفلاس الفنى، ربما تاريخ التمصير يعود لفترات طويلة منذ فيلم «شمس الزناتى» لعادل إمام و«الإمبراطور» لأحمد زكى و«أمير الظلام» و«التوربينى» و«جيم أوفر» و«1000 مبروك» وغيرها من الأفلام التى تقتبس من الأجنبى، وفى السنوات القليلة الماضية أثار فيلم «حلاوة روح» ضجة باقتباسه من الفيلم الأجنبى «malena »، الأمر نفسه فى موسم عيد الفطر 2014 موسم سرقة الأفلام خاصة أن جميع الأفلام التى تواجدت فى الموسم هى فى الأصل أعمال أجنبية، منها فيلم «صنع فى مصر» من «ted» و«الحرب العالمية الثالثة» من «ليلة فى المتحف» و«الفيل الأزرق» من «tattoo list» و«جوازة ميرى» من «this means war». ومؤخرًا دخل على الخط عدد من المخرجين الذين يريدون فرض سيطرتهم على أعمالهم حتى لو من خلال السرقة، ومن بين هؤلاء المخرجين محمد سامى الذى يتولى إخراج فيلم تامر حسنى الجديد «أهواك» والذى خرج يتغنى بأنه صاحب قصة الفيلم وأنه أسند كتابة السيناريو والحوار للمؤلف المبدع وليد يوسف الذى أعلن تبرأه مؤخرًا من الفيلم، مؤكدًا أنه قام فقط بتعديلات فى السيناريو وأنه ليس الكاتب له، خاصة وأن «تمصير» القصة قام به المخرج الشاب محمد سامى لتكشف «الصباح» بمجرد عرض بروموهات فيلم «أهواك» بطولة تامر حسنى بأنه مسروق من الفيلم الأجنبى «something gotta give» والذى تم عرضه عام 2003 وقام ببطولته جاك نيكلسون وكيانو ريفز، وتدور أحداثه حول علاقة البطل «هاري» بفتاة فى العشرينات من عمرها ويذهب معها لقضاء عطلة فى منزل والدتها والتى تدعى «إريكا» والتى لم تنسجم معه فى البداية لكن مع الوقت بعد إصابة هارى بأزمة قلبية، يأمره الطبيب بأن يكون قريبًا من المستشفى لتظل معه إريكا لتبدأ بينهما علاقة حب. وعلى الرغم من تأكيد المخرج محمد سامى أن قصة الفيلم ملكه، وأنها من «بنات أفكاره»، إلا أنه لم يذكر أن الأحداث مقتبسة من الفيلم الأجنبى مع بعض التعديلات فى الشخصيات، كما أنه أغفل الحق الأدبى للمؤلف وليد يوسف فى التعديلات التى قدمها فى السيناريو والحوار وهو الأمر الذى أزعج وليد، والذى علق وقال «زعلى كان على رد فعل صديقى الذى تجاهلنى أدبيًا، لكن للإنصاف محمد سامى هو صاحب الرؤية المصرية لفيلم أهواك وهذا حقه». الغريب أن سامى راح يدافع باستماتة عن قصة فيلمه وكأنه تناسى فجأة أنها قصة مسروقة ولم تخرج من عبقريته التأليفية الفذة التى لم تنتج للسينما المصرية حتى الآن أى جديد، وبالنظر إلى قصة فيلم «أهواك»، نجد أنها لم تختلف كثيرًا عن الفيلم الأجنبى، خاصة أن تامر يجسد دور طبيب يرتبط بفتاة صغيرة فى العمر ويعجب بها، إلى أن يتقابل مع والدتها «رنا» التى يعجب بها أيضا، وتجسد شخصيتها غادة عادل، وهى امرأة مطلقة من محمود حميدة الذى يعشق النساء، ويقع تامر فى حبها ويحاول التقرب لها، «أهواك» إنتاج محمد السبكى، ويشارك فى بطولته أمل رزق وأحمد مالك وانتصار. لم يكن فيلم «أهواك» الوحيد فى الموسم المقتبس من فيلم أجنبى، لكن فيلم «عيال حريفة» أيضا مقتبس من فيلم هندى لكن على الطريقة الشعبية الساذجة، والتى تدور أحداثه حول مدرب كرة قدم يقوم بتدريب لاعبات نساء ويصل بهن لكأس العالم، الأمر الذى تناوله النجم شاروخان من خلال فيلم «Chak De India» والذى قدم من خلال شخصية مدرب لفريق الهوكى للنساء ووصل بهن لمنافسات كأس العالم، لكنه كان فيلمًا جادًا وليس تافهًا وساذجًا، كما يقدم فى فيلم «عيال حريفة» الذى يعتمد فى بطولته على راقصة ومطرب شعبى درجة تانية. ورغم أن قصة الفيلم مسروقة من فيلم هندى، إلا أنه قبل كل ذلك يواجه تهمة السرقة من المخرج علاء الشريف، والذى أكد فى تصريحات خاصة ل «الصباح» أن الفيلم نفس فكرته التى كان من المفترض أن يقدمها مع السبكى وقت فيلم «الألمانى» مع اختلاف أن البطل فى فيلمه كان عامل غرفة ملابس، واتفقوا مع محمد لطفى ليكون بطل الفيلم، ووقتها طلب منه لطفى تعديل الدور بأن تصبح وظيفة البطل مدرب كرة قدم وهو التعديل الذى قدمه فى «عيال حريفة»، وأوضح أنه لديه وقائع وشهود على أن الفيلم مسروق منه وأنه يقوم بالإجراءات القانونية للحصول على حقه، مشيرًا إلى أن هناك مشاهد لرحلة شرم الشيخ فى الفيلم هى نصًا الطريقة نفسها التى توجد فى فيلمه.