اصحاب المصالح استغلوا وفاة "الشاب مرقس" طالب الرهبنة لمهاجمة معتقدات الكنيسة * البعض زعم أن مرقس مات بعد مشيه لمسافة30 كيلو مترًا دون أن يحددوا مصدر معلوماتهم *اختبار الرهبنة مجرد تدريبات للصوم والصلاة ومراجعه النفس امام الله * لا يوجد إلزام لراغبي الرهبنة بالمشي في الصحراء دون ماء أو شراب رغم مرور بضعه اسابيع الا ان حادث وفاه الشاب "مرقس" طالب الرهبنة والذي توفى متأثرا بضربه شمس في صحراء ديرة لاتزال تشغل بال كثيرين، بين بعض وسائل الاعلام التي تبحث عن عناوين براقه، وبين بعض اصحاب المصالح الذين وجدوا في تلك الحادثة زريعه ومبررا لممارسة هوايتهم في الهجوم على الكنيسة ومعتقداتها وثوابتها، بل وصل الامر عند البعض الي المتاجرة بروح الشاب المنتقل الي السماء ليكون معبره للظهور في بعض وسائل الاعلام وبث سمومه الفكرية الخاطئة منادون بمحاكمة البابا تواضروس بسبب الاهمال كما يزعمون. وتعبير طالب رهبنه تعني انه قرر بينه وبين الله ان يقضي حياته في التعبد والنسك والحياة الرهبانية ، فتوجه الي الدير ليخضع لفترة من الاختبارات ليقيس نفسه وتقاس تصرفاته هل هو صالح ان يكون بتولا راهبا ام ان هناك بعضا من تعلق قلبه بالحياة في العالم، وكلمة "اختبار" لا تعني ابدا انه يخضع لاختبارات غير ادمية كما ادعى البعض، بل هي تداريب الصوم والصلاة والطاعة ومراجعه النفس امام الله، الاختبار ليس هو في حد ذاته اختبارا للشاب بل اعتقد انه الادق اختبارا لرغبته وقدرته على تحمل الحياة الرهبانية. طالب الرهبنة يرتدي زيا مخالفا للزي الرهباني الذي يناله بعد نواله نعمه الرهبنة، فيرتدي جلبابا بلون يخالف الاسود ، وغطاء للرأس (طاقية) بنفس اللون، زيا يميزه اثناء تواجده في الدير، بعد تيقنه من قدرته على تلك الحياة ، وتيقن مرشدة الروحي على مقدرته على التغلب على حروب الشيطان المختلفة التي يقدم بها في نفسه شهوات العالم والمتعة، يتقدم طالب الرهبنة لنوال هذه البركة، ويصلى عليه صلاة الجنازة، فيعتبر ميتا امام نفسه واما العالم، ميتا عن شهوات وتطلبات واحتياجات العالم ، ليبدأ بعدها مرحة مختلفه من عمر ارضي بين الصلاة والتسبيح والتعبد المستمر. بدأت القصة عندما لاحظ رهبان دير القديس الانبا صموئيل غياب الشاب "مرقس" 24 عاما طالب الرهبنة، وبعد بحث طال أو قصر وجدوه ملاق ربه في الاوان المحدد له مهما كان سبب الوفاه، لقد اشتهى طالب الرهبنه مرقس ان يموت عن العالم فكان الله حانيا وقريبا منه فقدم له ما اراده معطيا له اكليل على نواياه مشفقا عليه من الجهاد المضنى ، وهي بركة نالها هذا الشاب حسب رغبه قلبه. تداول البعض قائلا أنه قرر السير بمُفرده من الجبل القلموني بدير الأنبا صمويل، لمسافة 30 كم، دون طعام أو شراب، مُكتفياً بصليب يرتديه في رقبته، وآخر يحمله بيده، إلى جانب "الإنجيل". والغريب فيما تم تداوله أن احدا لم يفسر لنا كيف عرفوا هذا القرار ؟؟ بمعنى .. كيف لمن نشر تلك الاخبار علموا ما بباطن الشاب مرقص انه (ينوي) السير لمسافة (30كم) تحديدا ؟ لن نجد اجابه لهذه القدرة الفائقة عند البعض في معرفه نوايا المنتقلين والتي لم يفصحوا بها لأحد، ولكن تداول هذه الثقة في معرفة النوايا كان بنية غير سليمة تهدف لربط ما حدث بالتراث القبطي المسيحي تجاه الرهبنة. ان هذه النية الغير معروف مصدر معرفتها لا تشير لشئ الا انه لم يكن يقوم بتدريب من التدريبات خاصة انه لايوجد تدريب رهباني يلزمه بهذا، الامر الثاني تكشف انه لم يكن يتحرك بتوجيه من احد خاصة وأنها "نيته" هو كما يدعي كاشفي النوايا!. اذن الحقائق المجردة بدون كشف نوايا وضرب ودع وفتح المندل اننا امام حاله وفاه في الصحراء ، يقابلها عشرات حالات الوفاه حدثت في وقت موجه الحر الذي تزامنت مع اكتشاف انتقال طالب الرهبنه مرقس، قبل المجتمع ونفس النشطاء ان يتساقط ضحايا لموجة من الحر انتابت البلاد خارجة عن اراده الجميع ، لكن عند انتقال مرقس في ذات الايام او قبيلها في منطقة مكشوفه للشمس اصبح اتهام الكنيسة وارد والبابا تواضروس مخطئ والرهبنة خرافات ! هذه هي ازدواجية المعايير التي يتحدث بها كل مهاجم للكنيسة سواء كان من ابنائها العاقين أو من اعدائها المتربصين، وتظل الاتهامات تتساقط امام المنطق القادر على سحق كل متربص بالكنيسة الارثوذكسية الحركة الرهبانية بدأت منذ فجر المسيحية عندما كانت العذراء مريم رئيسة اول بيت للمتبتلين بعد صعود السيد المسيح ، لتمر بمراحل من التطور على مر العصور في شكل تنظيمي واداري مع التمسك الشديد بعاليم الكتاب المقدس. حرص منظمي النظام الرهباني ان يتم غلق الباب على كل من يحاول الهروب من حياته الارضية لفشل او عجز وخلافه ، تمسكا بالكتاب المقدس عندما امر المسيح له المجد أن من اراد ان يتبعه فليبع املاكه ويعطيها للفقراء. لا تقبل حركة الرهبنه المصرية الارثوذكسية إلا من كان حاملا لمؤهل عال (في اغلب الاحوال) ، لا تقبل الا من كان مستقرا نفسيا واجتماعيا، يقول قداسة البابا تواضروس " بعد رغبة الانسان المتقدم باختياره ومحض ارادته للدير وبعد اختباره وارشاده لسنوات يٌقبل فى شركة الدير الذى يصلى علية صلاة جنائزية بعد ان يغطى بستر يعتبر بمثابة "كفن" ويعيش بعد ذلك بالنذور الرهبانية التى تشمل الانعزال عن العالم والفقر الاختيارى وحياة الطاعة والتبتل الطوعى لكى ما تكون حياته نقية" جاء في لائحة الرهبنة انها هى الموت عن محبة العالم، وأن الرهبان هم ملائكة ارضيون او بشر سمائيون، وان الرهبنة حياة ملائكية وطريق للكمال المسيحى قوامها "البتولية وهى عدم الزواج والاكتفاء بالمسيح عريسا لهم يقدمون بتوليتهم ذبيحة حب على مذبح الطهارة، والطاعة وهى الحرص على سماع من يرشده لطريق الله حتى الموت والخضوع لكل ما يحدث لهم مما يتعارض مع رغباتهم، والفقر الاخيارى وهو ان يقوم المتقدم للرهبنة بترك جميع امواله ومقتنياته ووظيفته ومستقبله العالمى لا قصرا او جبرا وانما طاعه واختياريا". واشار القانون الى ثلاث اهداف من الرهبنة اولها كمال محبة الله، وثانيها المحبة الشاملة لكل البشر لتقودة الى ملكوت الله والحياة الابدية والهدف الثالث الانطلاق الحقيقى من العالم وعدم الرجوع الية فى صور متعدده لان الرهبنه هى الموت عن العالم. ستظل الرهبنة القبطية المصرية راسخة رغم انف المحاربين
ردا على افتراءات مينا أسعد كامل الخلاف بين البابا كيرلس السادس والبابا شنودة ثابت وموثق في كتاب "هيكل" * استخدام القرعة في اختيار البطريرك عادة وثنية يهودية لا يليق التمسك بها بعد 19 قرناً من دخول المسيحية مصر *تكليف طفل باختيار اسم البابا لم يرد في أي كتاب مقدس وظهر فقط في لائحة 1957 نشر"الأستاذ مينا أسعد كامل" وخدمته – حسب قوله - مدرس اللاهوت الدفاعي، مقالا في جريدة الصباح الصادرة بتاريخ 24 أغسطس 2015، يهاجم فيه الحوار الذي أدليت به للجريدة في عددها الصادر قبل ذلك بأسبوع. وفوجئت بأنه ينسب لي أقوالاً من اختراعه هو، ثم يهاجمها. فالحقيقة إنه رد على عبارات وأمور لم ترد في الحوار، وسوف أُعدِّدها كما ادَّعاها هو ونسبها إليَّ، ولذلك فسأكتب أمامها "لم ترد في ردودي". أولا: كتب عني، "مؤلف بارع للأكاذيب ذكر فى رواياته أن البابا كيرلس السادس كان يلعن شنودة، والأخير يتطاول على كيرلس". والحقيقة إن هذه الألفاظ "يلعن" لم ترد في ردودي، ولا وردت في أي حديث لي. أما بخصوص حقيقة وجود خلاف بين البابا كيرلس السادس وبين الأنبا شنودة، أسقف التعليم في الستينات، فهذه حقيقة تاريخية وليست أكاذيب، وأنا شاهدتها وسمعتها وكل شباب الكنيسة في ذلك العصر كان يعرفها. وقد نشر الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه "خريف الغضب" ص290، هذه الحادثة وكتبها في الفصل الخاص بالكنيسة القبطية: "أحس البابا كيرلس أن الأنبا شنودة لا يطيع تعاليمه، وهكذا قرر نفيه إلى دير وادي النطرون." ثانيا: ادعى الأستاذ مينا أني كتبت "أن المسيح لم يضع تشريعًا"، بينما الجملة التي استخدمتها أنا "أن المسيح لم يأت ليضع شريعة للطلاق"، ثم تجاهل الطاعن الكلمات الواردة بعد ذلك، وهي أساسية ومرتبطة بالجملة الواحدة، وقلت فيها: "بل أتى ليُرجع الشريعة الأولى منذ خلقة آدم وحواء: "ما جمعه الله لا يفرقه إنسان" (إنجيل مرقس 10: 9). هذا هو المثل الأعلى". وشتان ما بين ما نقله هو مقطوعاً، وبين ما قلتُه وكتبتُه. أليس هذا تزييفاً وتضليلاً للقارئ بحذفه كلمات مترابطة، اختار منها 4 كلمات فقط، وأخفى 28 كلمة من الجملة الواحدة المترابطة؟ ثم هاجم الكلمة التي اختارها وأخفى الباقي. ثالثا: ادعى أيضا أنني "وطعن فى سر الزيجة، وشوه تاريخ الكنيسة". وهذه كلمات لم ترد في كلامي. رابعا: ادعى أيضاً "طعنه فى سر الزيجة ورؤيته أن التحريف وقع فى الكتاب المقدس حول الطلاق". وهذا تلفيق إذ لم ترد لا هذه الكلمات نصاً ولا بأي معنى مشابه في حديثي للجريدة. خامسا: ادعى أني قلت: "كتابات متى المسكين فوق كتابات الآباء وفوق رأى المجمع بقيادة البابا تواضروس". ولم ترد هذه الكلمات إطلاقاً في حديثي. سادسا: ادعى عني ب"الطعن فى قرعة اختيار متياس الرسول أيضا بسفر أعمال الرسل"، ولم يحدث هذا في الحديث نهائياً، فأنا لم أتطرَّق للحديث عما يسميه هو "قرعة متياس الرسول". سابعا: ادعاء زور وبهتان، بسؤاله: "هل يوافق المجمع المقدس على وصفه بأنه «لا يفهم بالإنجيل» من قبل الراهب باسيليوس؟". هذه الكلمات تسمى في اللغة "وقيعة". وإذ لم يجد حضرته في حديثي أية كلمة طعن في أحد وهذا هو منهجي دائماً: المبادئ وليس الأشخاص، فقد لجأ إلى الأكاذيب وتلفيق ما لم أقُلْه ولا كتبته. حول القرعة أما ادعاء أن الله ينزل في القرعة ويجعل الطفل يختار ورقة من بين ورقات أخرى تحمل اسم الذي اختاره الله بطريركاً، فهذا ما لم يقل به الله ولا المسيح في أي كتاب من الكتب المقدسة المسيحية، ولا الرسل قالوا به، ولا مارسوه حينما كانوا يختارون الأساقفة والقسوس والشمامسة في الكنيسة الأولى، ولا ورد في أي قانون من قوانين الكنيسة المختصة بالرسامات؛ بل ظهر فقط في لائحة سنة 1957 بعد1900 سنة من دخول المسيحية مصر. إن أصل نشأة القرعة أن الوثنيين واليهود كانوا يستخدمونها قديماً في اختياراتهم. ولكن حسب قول المسيح لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء: "يوحنا (المعمدان) عمَّد بالماء أما أنتم فستتعمَّدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير" (سفر أعمال الرسل 1: 15)، لذلك فإن الأحد عشر تلميذاً كانوا يهوداً بعد، قبل أن يتعمدوا بالروح القدس يوم الخمسين، وبالتالي كانوا يستخدمون القرعة في الاختيارات حسب عادة آبائهم ليكتمل عددهم 12 تلميذاً بدلاً من يهوذا، وبالتالي فإن ذلك كان أمراً طبيعياً بالنسبة لهم. وأما بالنسبة لكنيسة العهد الجديد، عهد الروح القدس، فقد تغير كل شيء، فهذه القرعة لم يعد لها وجود، بل الروح القدس هو الذي صار يرشد المؤمنين إلى اختيار خدام كهنوت المسيح، وبالتالي فلم يرد في أي قانون من قوانين الكنيسة في اختيار خدام كهنوت المسيح أي شيء عن القرعة. لذلك فإنه عيب كل العيب أننا نرتد بعد عشرين قرناً ونصدر عام 1957 قانوناً باستخدام القرعة اليهودية في انتخاب بابا الكنيسة، وكأننا نرجع للعادات اليهودية، ونحن ما زلنا في عصر الروح القدس. وبعد معمودية الرسل بالروح القدس يوم الخمسين بعد صعود المسيح بعشرة أيام، تأسست الكنيسة وبدأت تنمو بانضمام المؤمنين. وبالتالي تغيرت طريقة الرسل في اختيار الخدام، وصاروا يسترشدون بالروح القدس الساكن داخلهم في اختيارهم للأساقفة والقسوس والشمامسة. وهكذا أصبح كل تدبير في الكنيسة يتم بإرشاد الروح القدس، اعتماداً على قول المسيح: "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (إنجيل يوحنا 16: 13). وكمثل على ذلك: اِقرأ سفر أعمال الرسل لتعرف كيف كان الرسل يختارون الأساقفة والقسوس؟ فقد كانوا يبدأون ذلك بالصوم والصلاة (كما في رسامة برنابا وشاول بولس: أعمال الرسل 13: 3)، ونلاحظ في سفر أعمال الرسل أنه يذكر كلمة هامة جداً: "قال الروح القدس" وذلك في رسامة هذين الرسولين (أعمال الرسل 13: 2). وهكذا كان الروح القدس يتكلم في قلوبهم مُرشداً لهم في اختيار خدام الكنيسة. وكمثل أيضاً، اِقرأ في سفر أعمال الرسل كيف أوصى الرسل المؤمنين أن يختاروا شمامسة: "انتخبوا أيها الرجال الإخوة سبعة رجال منكم مشهوداً لهم وممتلئين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة (الشموسية)" (أعمال الرسل 6: 3). فأصل اختيار رجال الكهنوت هو انتخاب المؤمنين لهم: وإذا درسنا أو حضرنا طقس رسامات درجات الكهنوت نجد أن المطران الذي يقوم برسامة كاهن، وقبل أن يقوم بوضع اليد على رأس المنتخب، يقوم بسؤال شعب الكنيسة أو الإيبارشية الحاضرين هذا السؤال ثلاث مرات متتالية: "هل هذا هو الذي انتخبتموه حسناً؟"، فيردون عليه ثلاث مرات: "أكسيوس" (أي مستحق هو)، دلالة على موافقة الشعب على هذا الشخص المنتخب منهم. إن اختيار خدام كهنوت المسيح بالانتخاب صار تقليداً كنسياً في طقس الكنيسة القبطية، وهذا الانتخاب هو تحقيق لعمل الروح القدس في الكنيسة وفي المؤمنين. وقد ورد أيضاً هذا القانون في أقدم كتاب كنسي هو "تعاليم الرسل الدسقولية". ثم إذا تصفحت سفر أعمال الرسل فستعرف كيف كان الرسل أنفسهم يختارون أساقفة وقسوساً للمؤمنين الجدد في كل كنيسة جديدة: وذلك بممارسة الصوم والصلاة أولاً لتصفو أذهانهم وتستنير عقولهم، فيقبلوا ويحسوا بمشيئة الله داخل نفوسهم، ويختاروا ما سيباركهم الله به ويسكب نعمة الكهنوت عليه. إن استخدام القرعة في اختيار بابا الكنيسة منذ قانون 1957 بنفس الطريقة التي يستخدمها البشر العاديون من أجل الأغراض الجسدية والعالمية (مثل توزيع المساكن الشعبية على المشتركين الذين يفوق عددهم على عدد المساكن المتاحة)، أمر لم يرد في كتاب طقس رسامة بابا الإسكندرية. وقد أُدخل عنوة بقانون حكومي بدون أية مرجعية قانونية كنسية من قوانين الرسامات البابوية. بالإضافة إلى أنه بمثابة إلغاء لعمل الروح القدس في إرشاد المؤمنين، وبالتالي لا يليق بكنيسة الله ولا بالروح القدس الحال داخل نفوس المؤمنين الذين سيقوم البابا أو الأسقف راعياً عليهم بالروح القدس. إذن، لا يليق التمسك بعادات يهودية قديمة بعد 19 قرناً من دخول المسيحية مصر.